الوجدُ من فرطٍ بهِ أعماني



صفية الدغيم | إسطنبول

وَتَرانِ من شغفٍ ومن حِرمانِ
والعزفُ عزفي والكمانُ كماني
//
والنُّوتةُ الخرساءُ تنزفُ من دمي
والخلٌ لاقلبٌ ولا عينانِ
//
بعد الشروقِ أتى بطلعةِ حُسنهِ
من قالَ لا يتعاقبُ الصُبحانِ ؟
//
كيفَ التَّعللُ عن غيابكَ دُلَّني
والبعدُ مثلَ الموتِ موتٌ ثاني
//
شوقي الجموحُ وكبريائي في الهوى
في خافقي الحيرانِ يختصمانِ
//
يعلو الصراخُ ويلتقي سيفاهما
فإذا دنوتَ إليَّ يصطلحان
//
لا عُريَ يشبه عُريَ شوقي عندما
تتسترُ الأشواقُ بالأكفانِ
//
أسررتُ حبكَ في ثنايا مُهجتي
 وتكبلت في بوحهِ الشفتانِ
//
هذي جراحي أنتَ أنتَ نزيفُها
أتراهُ يشفيني الذي أعياني ؟
//
فلمن شموعي من دمي أشعلتُها
ولمن أخبئُ في الضلوعِ حَناني
//
أين الطريقُ إليكَ لستُ على هدى
 فالوجدُ من فرطٍ بهِ أعماني
//
شفتايَ إن حانَ الوداعُ تراهما
مِن لا صقيع البردِ ترتجفان
//
كنتَ الحبيبَ وكان قلبي والهوى
ولبثتَ في قلبي وفي وجداني
//
آتيكَ أنَّى كنتَ في فلواتِها
ولسانُ شِعري للحبيبِ حِصاني
//
آنستُ ناراً بي يزيدُ أُوارها
أطفئ بوصلكَ جَذوةَ البركانِ

 

تعليق عبر الفيس بوك