الإمارات وقطر كسرا عقدة كوريا الجنوبية وأستراليا

الرؤية - وليد الخفيف

ضَمِن العرب وجودَ أحد مُمثليهم في نهائي كأس آسيا 2019؛ حيث يتنافس المنتخبان الإماراتي والقطري، يوم الثلاثاء المقبل، في لقاء عربي خليجي خالص، في نصف نهائي البطولة التي شارفت على إسدال الستار.

وأقصَى المنتخب القطري منتخب كوريا الجنوبية بالفوز عليه بهدف نظيف في دور الثمانية، وبالنتيجة نفسها أزاح المنتخب الإماراتي نظيره الأسترالي حامل لقب النسخة الماضية.

عُقدة كوريا الجنوبية وأستراليا التي ظلت عالقة لسنوات أمام المنتخبات العربية، تبدَّدت في ليلة واحدة، نجح فيها المنتخبان العربيان في إقصائهما خارج أروقة البطولة.

وآزر المنتخب الإماراتي جمهور كبير أمام أستراليا، ووقَّع علي بخوت هدفَ التأهل. أما تصويبة عبدالعزيز حاتم، فوضعت قطر لأول مرة في تاريخها بالدور نصف النهائي.

وسيواجِه الفائز من لقاء الإمارات وقطر، الفائز من مباراة إيران واليابان، وربما رجَّح المحللون قدرة الفريق الذي يقوده البرتغالي كارلوس كيروش على بلوغ النهائي على حساب الكمبيوتر الياباني، عطفا على مستواه المثالي خلال الأدوار الماضية، وقدرة الفريق على الاحتفاظ بشباكه نظيفة في خمس مباريات.

وظهرتْ خبرة الإيطالي زاكيروني أخيرا، ليظهر الأبيض الاماراتي بشكل أفضل عن سابقه، فجاء الأبيض بأداء متزن معزز بمنظومة دفاعية قوية ذات تركيز عالٍ؛ فالمباريات الكبيرة تحسم من الجزئيات الصغيرة.

ونجح الإيطالي العجوز في إيقاف نقاط خطورة الكنغر الأسترالي من خلال الانتشار الجيد للاعبيه، وتضييق المساحات، وتطبيق التكتيك المتنوع للضغط على حامل الكرة؛ تزامنا مع الصبر التكتيكي المعتمد تعدُّد السيناريوهات مع استغلال أخطاء المنافس التي استغلها علي مبخوت في إحراز هدف المباراة الوحيد.

الحضور الجماهيري للأبيض كان مختلفا في تلك المباراة، وقدم أداءً مُقنعا لحد كبير مقارنة بمستواه أمام قيرغستان في دور الـ16، فرغبة اللاعبين ومستوى العطاء كان أفضل من ذي قبل؛ فالطموحات ارتفعت لنيل اللقب.

من جهة أخرى، واصل العنابي القطري أداءه الراقي، مُحقِّقا فوزه الخامس تواليا؛ فالفريق الذي استهل مشواره بالفوز على لبنان، ثم كوريا الشمالية والسعودية قبل تخطِّي عقبة أسود الرافدين، واصل المسير الناجح نحو اللقب بالفوز على كوريا الجنوبية، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب الآسيوي.

سقوط كوريا أمام العنابي القطري تطلَّب جهداً كبيرا داخل الميدان؛ فالغيابات كانت أحد التحديات قبل اللقاء، إلا أنَّ البدلاء ظهروا بشكل مميز دون أن يتأثر الفريق وجماعية أدائه بغياب العناصر الأساسية.

وظهر العنابي في الشوط الأول متحفظاً، غير أنَّ التركيز والقدرة على تطبيق المهام والواجبات التكتيكية، كان العلامة الفارقة التي مهَّدت لظهور أفضل في الشوط الثاني، الذي تم خلاله حسم القصة لصالح المنتخب العربي.

ولم يسبق للإمارات وقطر الحصول على لقب البطولة، فباتت الآمال معقودة على أحدهما للحصول على الكأس؛ فمن 11 منتخبا عربيا شارك في تلك النسخة لم يتبقَّ سواهما بعد أن غادرت 9 منتخبات مبكرا.

ويعول الأبيض الاماراتي على أرضه وجمهوره وقدرة على مبخوت على ترجمة الفرص لأهداف لبلوغ المباراة النهائية، أما قطر التي تتمتع بشباك نظيفة، فتمتلك منتخبا شابا ذا شخصية، فرض نفسه بقوة على هذا الاستحقاق.

وتغيرت موازين القوى في القارة الصفراء ببلوغ الإمارات وقطر نصف النهائي؛ إذ رجحت التوقعات بلوغ أستراليا حامل اللقب، وكوريا الجنوبية الزاخرة صفوفها بكوكبة من المحترفين في مختلف المسابقات الأوروبية إلى الدور التالي، بيد أن الطرفين العربيين كسرا تلك العقدة ليكملا أضلاع المربع الذهبي للبطولة في نسختها السابعة عشرة.

تعليق عبر الفيس بوك