وقعتْ بعض وسائل الإعلام في فخ السطحية وتغطياتها تفتقد للعمق والتحليل

الإعلامية د. سارة السهيل لثقافة "الرؤية"

...
...
...

حوار: محمد قدو الأفندي | أنقرة - تركيا


قد يكون تأثير الاعلام في التوجيه الاسري والتطوير الذاتي للعائلة و الطفل من أهم اهتمامات الكاتبة العراقية الدكتورة سارة السهيل من ضمن اهتماماتها الكثيرة ودراساتها وبحوثها الاكاديمية في شتى المجالات الاعلامية التي تختص بها
فهي تمتلك رصيد كبير وواسع لدراسات مستفيضة حول النشئ والطفل وكبار السن والمرأة وبناء الأسرة بصورة شاملة في ظل وسائل الاعلام والاتصال المتيسر والمفتوح لكل طبقات المجتمع , حيث تعتبر وسائل الاتصال سيفا ذو حدين فبقدر مالها من أيجابيات نحو الثقافة الاجتماعية فانها تحتوي على الكثير من السلبيات في حالة بث أفكار هدامة للأنسان والمجتمع  .
ورغم تنوع ثقافتها وموهبتها في مجالات الادب والشعر والقصة وأصداراتها وكتبها الكثيرة القصصية والشعرية والادبية والدراسات التاريخية فأننا حرصنا في هذا اللقاء على ركن اساسي من اختصاصها في مجال الاعلام حيث توجهنا اليها ببعض الاسئلة في هذا الحقل والمهم جدا .
أولا نرحب بها أجمل ترحيب ونشكرها على أتاحة الفرصة لنا لاجراء هذا اللقاء المهم والحيوي في حياتنا العامة

محمد قدو الأفندي:
ماهي مسؤوليات الإعلام والحركة الإعلامية الهادفة بكل أنواعها (القنوات الفضائية – الصحف والمجلات – المواقع البحثية والمواقع الصحفية الإلكترونية) في هذه المرحلة وفي المرحلة القادمة للقضاء على السلبيات السلوكية للفرد؟
د. سارة السهيل:
الإعلام هو ركن أصيل في حياتنا المعاصرة لا يمكننا الانفصال عنه نظرا للأدوار التي يقوم بها في حياتنا بكل أشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية والفضائية وحتى الإلكترونية، حيث يقوم الإعلام عبر رسائله بنقل الأخبار والمعارف والعلوم والحضارات، ونشر الثقافة الجادة، ودعم الأفكار الخلاقة التي تعمل على تنوير المجتمات وتطويرها، وبث القيم الصحيحة في العادات والسلوك، وتحقيق التواصل الاجتماعي والثقافي بين الأفراد والجماعات والأمم بعيدا عن التمييز العنصري، كما إنه يكرِّس لقيم الانتماء والولاء للوطن كعنصر رئيس في استقراره وازدهاره وصولا إلى تكسب الوعي الفردي والمجتمعي.
وأود الإشارة هنا إلى أن الإعلام بات يدخل في كل تفاصيل مفردات حياتنا اليومية مثل الهواء الذي نتنفسه ولا يمكننا أن نعيش بدونه وإلا فقدنا الحياة، فالإعلام يتسلل عبر الأثير مقروءا أكان أو مسموعا أو مرئيا وزاد من تسلله في حياتنا ليس فقط تنوع أقسامه من إعلام سياسي واقتصادي وثقافي وفني ورياضي وعلمي وتعليمي وعسكري وغيره، لكنه يمتد إلى كل ما نفكر به في الحياة وكل ما نحتاجه من تنمية مهارات واكتشاف قدراتنا ومواهبنا، وتغيير أنماط سلوكنا سلبا أو إيجابا وتغيير أنماط أفكارنا واتجاهاتنا الفكرية والعملية في الحياة.
وزاد من تأثير الإعلام الشبكات العنكبوتية التي جعلت العالم بين أيدينا موسوعة متاحة القراءة بالضغط على زأ دفعت ثمنا غاليا من استقرارها وأمنها وسلامتها نتيجة تدفق المعلومات المدسوسة والمغرضة التي تستهدف فئات الشباب غير المحصن فكريا وثقافيا وأوقعت بالكثير منه في براثن الفكر المتطرف والضال.
 
محمد قدو الأفندي:
تعتبر التغطية الاعلامية السطحية الفاقدة للتفسير والاستقصاء والتحليل في الأحداث المتكررة هي أحد أسباب فقدان معالجة الظواهر السلبية بسبب عدم البحث عن جذور تلك السلبيات وبالتالي فقدان آلية معالجاتها ماهي المعالجات التي تقترحينها لمختلف الوسائط الإعلامية الوطنية والتي يهمها الإنسان والمواطن والمجتمع في تطوير والقضاء على ظاهرة السطحية وعدم تحول تلك الوسائط الى بوق مجردة من رسالة الإعلام الهادف؟
د. سارة السهيل:
للاسف الشديد، فإن بعض وسائل الإعلام تقع في الكثير من الأخطاء خلال تغطيتها للأحداث المهمة، حيث  تركز على الحدث أكثر من تركيزها على الأزمة نفسها، وتقدم تغطيات عاجلة متسرعة تفتقد للعمق والتحليل فتقع في فخ السطحية ودون أن تراعي ضرورات التفسير والتحليل والاستقصاء لهذه الحوادث وذلك نتيجة غياب الكوادر المؤهلة أيضا عدم وجود خطة إعلامية مُحكمة تستطيع تحقيق أهدافها وتوصيل رسالتها.
وتناول وسائل الإعلام لأية أزمة أو حدث  يجب أن ينطلق من تناولها بصورة موضوعية تراعي أبعادها المختلفة وصولا لإيجاد حلول عملية لها، وذلك عبر إعطاء الوقت الكافي لنقل الوقائع ومجريات الأحداث للرأي العام، وتناولها بالشرح والتحليل والتفصيل وعدم الاقتصار على نقل الأخبار.
وفي تقديري أيضا فإن المعالجة الإعلامية السليمة لأية أزمة يجب أن تنطلق من المصطلحات الإعلامية وتعميمها، والاعتماد على متخصصين في صياغة هذه المصطلحات أو ترجمتها، وكذلك إنتاج الأخبار وتصديرها والبعد عن استيرادها من وسائل الإعلام الغربية، ووضع خطة إعلامية متحركة تتابع مستجدات القضية محل المعالجة الإعلامية كأزمة الإرهاب والتطرف مثلا.
وفي تقديري، فإن غياب معالجة القصور في التغطيات الإعلامية للأزمات التي تمس الأوطان بشكل خاص وأمنها السياسي والفكري لابد وأن ينطلق من منطلق أمن قومي، وهو ما يتطلب وضع خطط إعلامية ترتكز علي معالجة جذور ظاهرة الإرهاب وكشف أسبابها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية.
فمثل هذه القضية تحتاج  توفير دعم مالي كبير للتعريف ونشر الوعي بخطورة الإرهاب على الفرد والمجتمع من كافة النواحي الفكرية والسياسية والاقنصادية والأمنية وأيضا الدينية، وهو ما قد يتطلب إنتاج أعمال درامية وأفلام وثائقية وإعداد تقارير مصورة وقصص إنسانية عن ضحايا فكر التطرف والإرهاب بجانب التقارير والتحقيقات الصحفية، وذلك سعيا لاستثارة وعي الجمهور وإدراكه لخطورة الإرهاب وأهمية التعاون المجتمعي في مواجهته.
ولعله من المهم بمكان إبراز جهود دول العالم وتعاونها في مكافحة الإرهاب، مع توظيف قدرات الإعلام وتأثيره في إنتاج برامج تثقيفية لنشر فكر والتسامح وقبول الآخر ورفض أفكار التطرف والغلو، مع توعية الجماهير بمخاطر البيانات الإعلامية المدسوسة التي تبثها التيارات الإرهابية في المواقع الإلكترونية.
 
محمد قدو الأفندي:
يوصف الإنسان والمواطن بأنه عبارة عن جهاز استقبال وإرسال في الوقت نفسه.. ماهي بنظرك وسائل الحرب النفسية المعاكسة للأفكار الهدامة للمجتمع وآليات تنفيذها؟
د. سارة السهيل:
بداية لابد وأن نعرف مفهوم الحرب النفسية أولا سعيا لإدراك خطورتها ومن ثم سبل مقاومتها، فالحرب النفسية لون من ألون الدعاية العدائية التي تستخدم وسائل الاتصال كافة المقروء والمسموع والمرئي ومواقع الاتصال الالكتروني في تحقيق أهدافها العدائية بحق الأفراد والمجتمعات والأوطان.
وتوظف الحرب النفسية عدة آليات في تحقيق اهدافها مثل التهويل وتزييف الحقائق وتزوير المعلومات لنشر الشائعات والفوضى وانقسام المجتمع وهزيمته من الداخل عبر محاولاتها المستميتة في السيطرة على العقول والوجدان وهدم معنويات الشعوب.
وتعد الحرب النفسية من أشد أنواع الحروب فتكا، لأنه عدو غير مرئي يستدرج الإنسان للسقوط في الهاوية دون أن يدري، وقد يوظفه هو نفسه في تخريب مجتمع بيده معتمدا سلاح فرق تسد، ولذلك كثيرا ما يتم استخدام إشعال نيران الفتن الطائفية والمذهبية، أو اللعب بورقة الفوارق الطبقية، أو استخدام أية عنصر من عناصر ضعف إحدى الدول مثل الأزمة الاقتصادية، وجود فساد حكومي، سوء التعليم، غياب منظومة صحية ترعى المرضى الفقراء، أو عدم قدرة الدولة على توفير وظائف لتشغيل الشباب وتقليل نسب البطالة، وغيرها من المشكلات التي قد تواجه أية دولة وتستغلها جماعات المصالح الدولية في إضعاف الدول وزعزعة استقرارها وتدميرها من الداخل باساليب الحرب النفسية المتنوعة والمقنعة في كثير من الأحيان.
ومن المعروف أن الحروب النفسية قديمة قدم الحروب نفسها وعبر الأزمنة التاريخية المتعاقبة خاصة وأن قوامها الخداع والتضليل، ولذلك فقد شهدت تطورات مختلفة عبر الأزمنة  مستفيدة في ذلك من تطور العلوم السيكولوجية والنفسية، وعلوم النفس والإدارة، وتكنولوجيا الاتصالات وعلوم الفضاء, ووسائل وأساليب التجسس.
وما شهدته أقطارنا العربية من تدمير بيئتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية ـ  إلا ما رحم ربي ـ ، خلال ما سمي بالربيع  العربي، وقبلها تدمير العراق يدرك حقيقة وخطورة الحرب النفسية على سلامة الأوطان والشعوب. فقد استخدمت في هذه الحرب وسائل الاتصال الالكتروني في إثارة الشعوب على حكامها والخروج عليهم وتدمير الأوطان واستخدمت  أقوى  ما تملكه شعوبنا العربية وسيطرت عليه وهم الشباب الذين تم إغوائهم بالتضليل فضاعوا وأضاعوا وسالت الدماء ودمرت الأوطان في سوريا واليمن وليبيا وأنقذ الله مصر وتونس بصمود شعوبهما وفضحهم ألعاب الحرب النفسية التي جرت بحقهم.
فالحرب النفسية تستخدم كل وسائل الإقناع  لتدمير الروح المعنوية للشعوب والجيوش معا ويفقدهم الأمل بالمستقبل ويجند الأعداء عملاءهم  لمحاصرة هذه الشعوب بالمشاكل الاقتصادية والأمنية ونشر الفوضى والفتن الطائفية والمذهبية وإشاعة روح الانهزامية في جيوشها وفي قادتها.. وغيرها.
ورغم ما تملكه الحرب النفسية من قدرات في تحقيق أهدافها الشيطانية غير أنه يمكن هزيمتها أولا برفع مستويات الوعي الشعبي خاصة لدى الشباب والمراهقين بفنون وأدوات الحرب النفسية. واللإسراع إلى كشف كل الأكاذيب والإشاعات التي تنتشر على وسائل الاتصال الإلكتروني وفضح زيف وتقديم المعلومات الصحيحة أولا بأول، وحرص الحكومات على مواجهة الفاسد في أي قطاع وتحقيق نهضة اقتصادية تقضي على بطالة الشباب والحفاظ على كرامته حيت لا يقع فريسة سهلة لأجندات الحرب النفسية.
ولعله من الضروري أيضا الإجهاز على فكر يسعى لتقسيم المجتمع مذهبيا أو طائفيا لمنع استغلاله من جانب الأعداء، مع ضرورة غرس قيم الوطنية و التلاحم القوي بين الشعب وقادته عبر الحفاظ على نظام اجتماعي سياسي متماسك البنية والأهداف.
وفي تقديري أيضا أنه من المهم العمل على تنمية الشعور بالثقة بالنفس وبالوطن  من خلال التعليم أولا وهي ما ينجلي في وضع برامج تعليمية تعزز بناء الشخصية النقدية التي تستطيع  فرز الغث من الثمين من الأفكار، وإقامة العديد من البرامج الحوارية مع الشباب يجريها خبراء متخصيين في الجامعات والنوادي والمراكز الثقافية ودور العبادة، وتوعيتهم بنوايا الأعداء وخطورة الحرب النفسية.
وفي تصوري أيضا أن الإلحاح الإعلامي على الشباب برسائل متواصلة جاذبة ومقنعة يمثل ضرورة حتمية لكي يفرزوا الشائعات ويرفضوا تصديقها، وتحذيرهم بشكل مستمر من الفوضى وحثهم على محاربتها وإبراز ما تؤدي إليه من انقسام وتشظي، وتقوية صلاتهم ببارئهم لمقاومة تسلل أي مشاعر انهزامية بداخلهم، ودفعهم للمشاركة الفعالة في المجتمعات عبر مشاركتهم في أنشطة جمعيات المجتمع المدني التي ترعى اليتامى والمرضى وكبار السن، والأخرى  التي تقوم بأنشطة تنموية مختلفة مما يخلق الروح الإيجابية لدى الشباب.
 
محمد قدو الأفندي:
ماهي وسائل الترفية أو التي تعتبر مسلية وهادفة تجذب النشأ الجديد سواء في القنوات الإعلامية أو المراكز الشبابية أو المؤسسات التي تنشط بها منظمات المجتمع المدني (فتيان وفتيات) تمنع انحدار النشئ الجديد نحو المهالك الفكرية المشبوهة؟
د. سارة السهيل:
الحقيقة أن النشأ ينجذب للعديد من وسائل الترفيه حسب مراحل نموه المختلفة وبحسب ميوله واتجاهاته ومواهبه، فهناك من الشباب تستهويه الرياضة بأنواعها، وهنا لابد وأن تتوافر مراكز الشباب الرياضية في كل قرية وفي كل منطقة أو حي وهناك من يهوى الفنون السمعية والبصرية وهو ما يتطلب منه تطوير مراكز وقصور الشباب لاستيعاب طاقات هؤلاء الشباب وإبراز مواهبهم وإشباع هواياتهم.
ولهذا فإن وسائل الترفيه الجاذبة للشباب كثيرة ومتنوعة والمهم توافرها بالقرب من مكان سكنه ومحيطه وبيئته، ويكمن في هذا السياق تحفيز طاقات الشباب ممن ليس لهم هوايات بخلق هوايات جديدة لديهم مثل حفزهم على كتابة الإبداع الشعري والقصصي والرسم ويمكن للمراكز الرياضية أن تنظم رحلات للشباب أثناء الإجازات الصيفية لمعالم الوطن السياحية لتنمية قيم الانتماء لديهم والترفيه عنهم.  
كما يمكن استثمار فترات الإجازات الصيفية في إكساب الشباب بعض المهارات الحياتية التي تنفعه فيما بعد وهو يريد أن يكتسبها لتطوير قدراته مثل  تعلم بعض الزراعات الخفيفة كالزهور، وتعليم طلاء المنازل وإصلاح الحاسب الآلي، وإصلاح بعض الأجهزة الكهربائية وغيرها من وسائل التعليم العلمية والمسلية أيضا. والاشتراك بنادي علمي يمكنهم من خلاله تعلم الاختراعات والاكتشافات و تنمية الذكاء و روح الابتكار.
 
محمد قدو الأفندي:
 كيف نحصن الشباب من مخاطر الأفكار المتطرفة وربطهم بقضايا وطنهم؟
د. سارة السهيل:
الشباب هم مستقبل أية أمة وبدون رعايتهم والحفاظ عليهم فإن هذه الثروة البشرية تضيع وتضيع معها الأوطان، ولذلك فإن الأعداء يدركون أهمية الثروة ويسعون جاهدين إما لتعطيلها أو إهدارها بوسائل خسيسة شيطانية مستغلين في ذلك ما يعرف عن الشباب من انعدام الخبرة وجيشان العاطفة والاندفاع والحماسة الشديدة.
وفي عصر سرعة الاتصال وتوارد الأفكار من كل حدب وصوب من كل الثقافات والحضارت  وسرعة التبني للأفكار، فإن الشباب يظل هدفا توجه إليه سهام التطرف والأفكار الظلامية التي تتخذ من الشعارات الدينية وسيلة لها في جذب الشباب اليافع واستمالة عقولهم ووجدانهم للانضمام للجماعات المتطرفة والمشبوهة مستغلين في ذلك أدوات الاتصال الإلكتروني التي تخضع للرقابة فيقع الشباب البرئ فريسة سهلة لاصحاب الأجندات الخائنة.
وتقع المسئولية الأولى في تحصين الناشئين والشباب على عاتق الأسرة، عبر تقوية الأواصر فيما بينها وتوفير محاضن فكرية وإنسانية للشباب داخل مؤسسة الأسرة تغمرهم بالحنان والعطف وتسبغ عليهم مشاعر الأمان والطمأنينة وتكرس بداخلهم الحذر من التعاطي مع أي فكر غريب عن منظومة الأسرة والمجتمع.
ويتواكب مع دور الأسرة دور المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية لتقوم بدورها في غرس قيم الإخلال والتسامح والتعاون في هزيمة أي فكر ضال وهدام. أما الإعلام فيظل له الدور المتواصل والمستمر في أولا غرس قيم الأخلاق والرحمة والتعاون وفي فضح أي فكر ديني أو اجتماعي يقوض استقرار الأسرة والمجتمع، وذلك عبر أدوات الإعلام المختلفة من مواد درامية أو أفلام وندوات ومناقشات وتحقيقات إعلامية مختلفة .
في الختام نشكر الأديبة والباحثة الإعلامية الدكتورة سارة السهيل على إجاباتها الوافية لمعظم التساؤلات حول قضايا الساعة التي تشغل الكثير من الباحثين والمراقبين وأولياء الأمور حول الإعلام المفتوح ووسائل الاتصال المتاحة للجميع.

تعليق عبر الفيس بوك