تنوُّع الهجوم خيار مناسب للمواجهة

قادرون

 

الرؤية - وليد الخفيف

رغم انحياز التاريخ لإيران، إلا أنَّ منتخبنا الوطني قادر على طيِّ صفحة الماضي، وكتابة تاريخ جديد في النسخة السابعة عشرة من نهائيات أمم آسيا.

ويلتقِي مُنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بطموحات كبيرة، نظيره الإيراني، في التاسعة من مساء اليوم، على استاد محمد بن زايد، بنادي الجزيرة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ضمن منافسات دور الـ16  .

وتأهَّل الأحمر العُماني بنيل البطاقة الثالثة من المجموعة السادسة بثلاث نقاط من فوز مستحق على تركمانستان 3-1، سبقها الخسارة من أوزبكستان واليابان. أما نظيره الإيراني، فنال صدارة المجموعة الرابعة بالحصول على 7 نقاط إثر الفوز على فيتنام واليمن، والتعادل مع العراق وصيف المجموعة.

واحتفظَ المنتخب الايراني بشباكه نظيفة في دور المجموعات بفضل المنظومة الدفاعية القوية التي بناها البرتغالي كيروش. وفي المقابل، يعاني منتخبنا الوطني من بعض الهفوات الدفاعية التي تسبَّبت في استقبال أربعة أهداف في دور المجموعات.

وسجلت ايران 7 أهداف، وسجل منتخبنا الوطني 4 أهداف، بيد أنَّ الدور الأول ليس معيارا لتحديد القوى الدفاعية وفاعلية المنظومة الهجومية لمنتخب ما، فزيادة عدد المنتخبات إلى 24 منتخبا أثر سلبا على المستوى الفني، وظهر الفارق كبيرا في العديد من مباريات دور المجموعات، فإيران واجهت اليمن وفيتنام، ولم يكن من الصعب إحراز 7 اهداف في شباكهما، أما اختبارها الحقيقي فكان أمام العراق الذي أحرجه لاسيما في الشوط الثاني.

والتقى الفريقان 10 مرات معظمها في مواجهات رسمية بتصفيات كأس العالم وكأس آسيا ودورة الألعاب الآسيوية. وخلال هذه اللقاءات تفوقت إيران في 5 مناسبات، بينما فاز منتخبنا مرة واحدة، وفرض التعادل نفسه على 4 مباريات.

وكان أول لقاء بين المنتخبين في يناير 1993، في تصفيات كأس العالم، وانتهى بالتعادل السلبي، بينما حققت إيران الفوز الأول في العام نفسه في شهر يوليو بنتيجة 1-0. الفوز الوحيد لمنتخبنا الوطني تحقق على إيران عام 1998 بنتيجة 4-2؛ وذلك ضمن منافسات دورة الألعاب الآسيوية.

أكبر فوز للمنتخب الإيراني تحقق في العام 2001 بالفوز 5-2 في بطولة دولية ودية أقيمت في طهران. وانتهى آخر لقاء جمع المنتخبين في تصفيات كأس العالم الماضية، يوم 26 مارس 2016، بفوز إيران 2-0.

واعتمد منتخبنا الوطني على أساليب تكتيكة مختلفة في الدور الأول؛ فمال للأسلوب المتوازن أمام أوزبكستان واليابان مفضلا طريقة 4/2/3/1 كخيار أول، مع تعديلها في آخر سيناريو اللقاء أمام اليابان إلى 4-4-2، ثم الطريقة نفسها أمام تركمانستان مع دفاع عالٍ وهجوم تركز من الأطراف، لاسيما اليمنى التي سجلت عددَ عرضيات قياسية.

ويبدو منطقيا أن يبدأ فيربيك لقاء اليوم بطريقة لعب أكثر توازنا نظرا لقوة المنافس الذي يخوض البطولة بصفوف مكتملة، فطريقة 4-2-3-1 تبدو الخيار الأنسب للبداية، والتعامل مع السيناريو الثاني بشكل وأسلوب ومهام مختلفة بحسب سير اللقاء.

وتكمُن قوة منتخبنا الوطني في الأطراف، لاسيما من انطلاقات سعد سهيل؛ لذا فتنوع الهجوم يبدو خيارا مناسبا لمواجهة قراءة كيروس، فتعدد الحلول الهجومية هام لتحقيق الفوز وتخطي فريق يحظى بمنظة دافاعية قوية.

البدء بصانع لعب يبدو ومهمًّا في مباراة اليوم؛ فوجود صلاح اليحيائي كمحطة في قلب الهجوم سيعزز من القدرة على خلق فرص حقيقية، وسيمنح حامل الكرة في خط الوسط خيارات أكثر للتمرير، فعدم وجود محطة في قلب الهجوم تزامنا مع قيام حارب السعدي وكانو بنفس الدور سيجبر حامل الكرة للعب الكرات الطويلة أو العرضية التي يحسن إيران التعامل معها.

وفي المقابل، يبحث إيران المتوج باللقب في ثلاث نسخ أعوام 1968، 1967، 1972، عن لقب رابع، مستفيدا من الجيل الذي شارك في مونديال روسيا 2018.

ووصف المراقبون الجيل الحالي للمنتخب الإيراني بالمميز؛ نظرا لعدة اسباب؛ منها: عدد محترفيه الذي يتخطى 12 لاعبا، تزامنا مع وجود كارلوس كيروش على رأس القيادة الفنية لأكثر من 8 سنوات، فضلا عن الدوري الإيراني القوي والمشاركة في دوري أبطال آسيا.

وللمنتخب الإيراني نقاط قوة معروفة؛ اذ يعتمد على سرعة لاعبي الوسط والهجوم سردار أزمون وعلي رضا ومهدي طارمي، مع سرعة التحول من الحالة الدفاعية للهجومية وقدرة خط وسطه على بناء الهجمة بشكل سهل عن طريق أحمد نور الله ومسعود شجاعي ومهدي ترابي، مع تكتيك الاستحواذ وتدوير الكرة بتمريرات سريعة بحثا عن الثغرات في خط دفاع المنافس.

ويعتمد كيروش على خط دفاع يتمتع بخبرة كبيرة؛ هم: ميلاد محمدي ومرتضى بور علي ومنتظري ورامين رضائيان وسيد ماجد حسيني وغفوري. وينوع كيروش في طرق اللعب باختلاف المنافس، وحسب سير اللقاء، فيلعب أحيانا بطريقة 4-5-1، أو 4-4-2، ويمتع لاعبوة بالقدرة على تطبيق التكتيك الدفاعي المعتمد على تغطية المساحات "دفاع المنطقة" حال مواجهة فريق قوي، ويعلب في أحيان أخرى بتكتيك دفاع رجل لرجل، أو الضغط العالي عندما يواجه فريقا أقل من الناحية المهارية بقصد استخلاص الكرة بسرعة، والبدء في بناء الهجمة.

ويعاني المنتخب الإيراني من البطء في سرعة رد فعل خط دفاعه، فتوقيت الانقضاض على الكرة يتأخر مع الضغط، وفقدان التركيز في المرتدات؛ لذا فاللعب بدفاع متأخر يبدو مناسبا لمواجهته اليوم مع استغلال المساحات خلف خط دفاعه.

الضغط على حسين كناني ومرتضى بور علي قد يسبب مشكلات لإيران؛ لأن اللاعبين يعانون من ضعف في التمرير والاستلام وبناء الهجمات من الخلف؛ فالضغط عليهم يجبرهم على لعب الكرات الطولية التي تفتقد لدقة التوجيه.

وأشارت إحصائيات مباراة إيران والعراق الأخيرة إلى تراجع نسبة التمريرات الصحيحة لمنتخب إيران في الشوط الثاني، متأثرة بالضغط والانتشار الجيد للعراق؛ لذا فلابد من استثمار الأمر والسعي لسرعة استخلاص الكرة والوصول للمرمى بأقل عدد من التمريرات .

تعليق عبر الفيس بوك