صرح تنموي جديد يمهد الطريق أمام تكاملية الشحن البحري والجوي في "المنطقة الاقتصادية"

وزير الداخلية يزيح الستار عن مطار الدقم .. وتشغيل كامل المرافق يعزز الحركة الجوية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ الفطيسي: المطار يربط المنطقة الاقتصادية مع العالم.. ومؤهل لاستقبال رحلات دولية

◄ الزعابي: أداء عالي المستوى بأيدٍ عمانية.. و46% ارتفاعا بعدد المسافرين

◄ الهنائي: الاتفاق على توسيع عمليات شحن الأسماك جوا بالتعاون مع ميناء الدقم

 

الدقم - نجلاء عبدالعال

 

أزاح معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية الستار عن اللوحة التذكارية لمطار الدقم، إيذانا بالافتتاح الرسمي لثالث مطار يتم تشغيله بكامل مرافقه، والذي يمثل لؤلؤة مضيئة مطلة على بحر العرب.

وحضر حفل الافتتاح الرسمي للمطار عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة وسعادة الشيخ معضد بن محمد اليعقوبي محافظ الوسطى وأصحاب السعادة ولاة ولايات المحافظة، والمشايخ والرشداء والقادة العسكريين والأمنيين بالمحافظة ومديري العموم ومديري المصالح الحكومية والأهلية.

من جهته، أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات أهمية مطار الدقم كداعم أساسي للنمو الاقتصادي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ليكون نافذة ورابطا بين المنطقة ودول العالم، إضافة إلى تكامله مع ميناء الدقم.

 

 

وأشار معاليه- في تصريحات للصحفيين على هامش الافتتاح- إلى أنَّ المطار سيقوم كذلك بدور حيوي ومهم في دعم القطاعات الاقتصادية بالمنطقة، وسيعزز حركة شحن البضائع سواء كانت جوية أو بحرية أو برية، إضافة إلى دعم القطاع السياحي والاستثمار بالدقم، وقال إن المطار يمثل إضافة مهمة إلى منظومة المطارات في السلطنة، وشدد معاليه على جاهزية مطار الدقم لاستقبال أي رحلات دولية؛ حيث جرى تنفيذه ليكون مطارا دوليا، وقال إن المطار يستقبل حاليا رحلات مجدولة من مطار مسقط إلى مطار الدقم والعكس، إضافة إلى بعض رحلات المستثمرين التي تهبط مباشرة فيه قادمة من دول أخرى، ويجرى العمل على استقطاب رحلات لخطوط جوية جديدة إليه.

إضافة نوعية

وخلال كلمة ألقاها معالي الدكتور أحمد الفطيسي في الافتتاح، قال إن المطار يمثل إضافة نوعية لقطاع الطيران المدني، والذي بلا شك سيُعزز وبشكل كبير من منظومة القطاع لما يتمتع به من مقومات تفتح الآفاق من خلال قدرته على استيعاب النمو المتزايد لأعداد المسافرين القادمين والمغادرين لهذه المنطقة الواعدة بمشاريعها المعول عليها المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية للسلطنة، موضحًا أنَّ المطار يستوعب نصف مليون مسافر سنويا في مرحلته الحالية مع إمكانية التوسع إلى مليوني مسافر مستقبلا.

ومن جانبه، أكد سعادة الدكتور محمد الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني أنَّ الافتتاح الرسمي لمطار الدقم يعد إضافة جديدة للإنجازات الاقتصادية والحضارية التي تمثل كل منها خطوة لاستكمال النهضة العمانية والرؤية السامية الثاقبة التي وضعها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- للدقم ومحافظة الوسطى والسلطنة بشكل عام، مشيرا إلى أن المطار صُمم ونُفذ بأحدث النظم الدولية. وقال إن المطار يمثل داعمًا لحركة الشحن في ظل توافر مبنى مخصص للشحن الجوي بمساحة تناهز 10 آلاف متر، كما إنه يعول عليه في تكاملية النقل والشحن البحري والجوي. وأوضح الزعابي أنَّه منذ بدء التشغيل التجاري لمطار الدقم في سبتمبر الماضي لوحظ تحقيق طفرة في حركة المسافرين؛ حيث وصل عدد المسافرين إلى نحو 57 ألف مسافر مقابل نحو 38 ألف مسافر في 2017، أي بنسبة زيادة تتجاوز 46 في المائة، كما أنَّ جميع العمليات التشغيلية في مطار الدقم تمضي على أفضل وجه. ولفت إلى أنَّ جميع العمليات التشغيلية في مطار الدقم تُدار بأيدٍ عمانية 100 في المائة من جميع الجهات المشغلة؛ سواء من جانب الهيئة العامة للطيران المدني أو الملاحة الجوية أو مطارات عمان أو الطيران العماني.

ورفع سعادة معضد بن محمد اليعقوبي محافظ الوسطى أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- على ما تحظى به ولاية الدقم ومحافظة الوسطى والسلطنة بشكل عام من مكارم متوالية تدعم مسيرة النهضة المُباركة. وقال- في تصريحات صحفية- إن مطار الدقم يُعد من المشاريع ذات الأبعاد الإستراتيجية وسيكون رافدا لأبناء المحافظة للاستفادة منه، مشيرا إلى أن أبناء الوسطى يمثلون حاليًا 40% من إجمالي العاملين في المطار، لافتاً إلى أن أبناء المحافظة بشكل عام سيستفيدون من المطار وخدماته في تسهيل حركتهم وأعمالهم.

حلقة ربط

وقال مصطفى بن محمد الهنائي الرئيس التنفيذي للمجموعة العمانية للطيران إن مطار الدقم يعد إحدى الوحدات الاقتصادية في المنطقة الخاصة بالدقم، مشيرا إلى أنَّ المطار يمثل حلقة ربط بين الجو والبحر من خلال الكثير من المناشط الاقتصادية؛ مثل صيد الأسماك في المنطقة بفضل الموارد الطبيعية التي تزخر بها ولاية الدقم والمناطق المحيطة، مشيرًا إلى أن من بين الأهداف المرسومة للمطار دعم عمليات تصدير الأسماك إلى مطار مسقط الدولي ومن ثم إلى مطارات دول العالم المختلفة. وأضاف الهنائي أن مطار الدقم يعزز الحركة الاقتصادية، حيث يدعم جهود المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لاستقطاب العديد من الاستثمارات سواء من الصين أو اليابان أو الهند أو غيرها من دول العالم، موضحًا أن المطار سوف يخدم بشكل كبير القطاع السياحي في ولاية الدقم بشكل خاص وولايات محافظة الوسطى بشكل عام.

وأشار الهنائي إلى أن الهدف الرئيسي للمجموعة العمانية للطيران هو الترويج للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من خلال منافذ الطيران الموجودة للطيران العماني حول العالم ومن خلال المشاركات العالمية في المعارض التي تشارك فيها المجموعة والشركات التابعة لها، مؤكدًا أن مطار الدقم أحد أركان البنية الأساسية لقطاع الطيران المدني في السلطنة والذي سيؤثر تأثيرا إيجابيًا على المطارات الأخرى المساندة له.

من جهته، قال الشيخ أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي لـ"مطارات عُمان" إنَّ الطاقة الاستيعابية لمطار الدقم تبلغ نصف مليون مسافر سنويًا، مؤكدا ارتفاع عدد المسافرين عبر مطار الدقم ليصل بنهاية عام 2018 إلى 57 ألف مسافر. وأكد أن نسبة التعمين في مطار الدقم بلغت 100 في المائة، ويشكل أبناء محافظة الوسطى حوالي 40 بالمائة من إجمالي الموظفين بالمطار، مشيرا إلى أنَّ الشركة تعمل حاليا في خطتها التسويقية لاستقطاب شركات الطيران العالمية من أجل تسيير رحلاتها عبر مطارات السلطنة بما فيها مطار الدقم؛ حيث يُسيّر الطيران العماني رحلاته اليومية بين مسقط والدقم عدا يوم الجمعة، كاشفًا عن طلبات من عدة شركات لزيادة أعداد هذه الرحلات.

وأشاد الحوسني بالدور الفعال الذي تقوم به هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من خلال استقطاب المستثمرين والمشاريع إلى المنطقة مما سيعزز من الحركة في مطار الدقم، سواء من حيث عدد المسافرين أو سعة الشحن الجوي، لافتاً إلى أنَّ الطاقة الاستيعابية لمبنى الشحن الجوي بمطار الدقم تبلغ 50 ألف طن سنويا مع إمكانية توسعته حسب الطلب والحاجة. وقال الحوسني إن هناك تنسيقا مباشرا بين المطار وميناء الدقم لتنفيذ عمليات الشحن سواء من البحر إلى الجو أو العكس، ومن المتوقع أن يدعم مطار الدقم هذه العمليات خلال المرحلة القريبة المقبلة.

مكونات المطار

ويشتمل مشروع مطار الدقم على مبنى للمسافرين ومرافق خدمية تبلغ مساحة البناء الإجمالية 27386 مترا مربعا منها 9614 مترا مربعا خاصة بمبنى المسافرين الذي تقدر طاقته الاستيعابية بنصف مليون مسافر سنوياً، مع إمكانية التوسع مستقبلاً إلى مليوني مسافر سنوياً، ويحتوي على طابق أرضي وميزانين ويقدم خدمات تلبي احتياجات المسافرين الضرورية من مطاعم ومتاجر للتجزئة ومرافق خدمية أخرى، كما يحتوي على عدد جسرين رابطين بين مبنى المسافرين والطائرات (خراطيم) بأحدث المواصفات، و5 طاولات (كاونترات) لإنهاء إجراءات السفر وبوابات إلكترونية بنظام تقني أمني متطور يسهل إنهاء إجراءات الجوازات، وحزام لنقل أمتعة المسافرين للرحلات الدولية والداخلية.

ويتضمن المطار مجمعا للملاحة والأرصاد الجوية وبرجا للمراقبة الجوية بارتفاع 37 مترا، هذا إلى جانب مباني أخرى من مباني الخدمات وصيانة معدات المطار ومبنى الإطفاء ومباني الحراس عند البوابات وكذلك المحطات الثانوية ومبنى وحدة التبريد. ويحتوي المطار على مدرج بطول 4 كم وبعرض 75 مترا مع الممرات الرابطة ومواقف للطائرات تتسع لأربع طائرات من ضمنها طائرة الإيرباص A380، إضافة إلى تنفيذ شبكة طرق وقنوات لتصريف مياه الأمطار والمياه الصالحة للشرب الخاصة بمرافق المطار وشبكة مياه الصرف الصحي وشبكة مياه مكافحة الحريق وشبكة الكهرباء وغيرها من المرافق اللازمة. ولتعزيز المنظومة اللوجيستية تم إنشاء مبنى للشحن الجوي بجانب مبنى المسافرين تبلغ مساحته 9958 مترا مربعا وبطاقة استيعابية تقدر بـ25 ألف طن سنوياً لمواكبة الحركة التجارية والاقتصادية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم قابل للتوسع مستقبلاً والذي سيعمل جنباً إلى جنب مع ميناء الدقم في تنشيط حركة النقل اللوجستي داخل المنطقة.

ويُعتبر مطار الدقم شريانا لوجيستيا مهما للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث إنه يلعب دوراً حيوياً في تكامل منظومة الشحن البحري الجوي بحيث يمكن للبضاعة أن تصل عن طريق ميناء الدقم ويتم شحنها جواً إلى وجهتها النهائية إن اقتضت الحاجة، كما يلعب المطار أيضاً دوراً  في إيصال المواد التي عادة تُشحن جواً (والتي تصل في بعض الأحيان إلى نسبة 30% حسب المؤشرات العالمية) إلى المنطقة الاقتصادية مثل المواد الغذائية والسمكية والأدوية، بالإضافة إلى مساهمته في دعم عمليات الحوض الجاف لإيصال قطع الغيار ومواد الصيانة المستعجلة للحوض.

ويُساهم افتتاح هذا المرفق الحيوي المميز بتكاملية مرافقه في تسهيل حركة الوصول إلى الدقم بكل سهولة ويسر، مما يُعزِّز الحركة الاقتصادية لهذه المنطقة الواعدة، خاصة مع ما تشهده المنطقة من نمو واضح مع تشغيل مطار الدقم الذي يتمتع بخدماته المتكاملة، وقد أعطى المدينة ميزة إضافية بحكم الموقع الإستراتيجي؛ ويعد المطار أبرز مرفق حيوي في حركة النقل والشحن، ويتيح حركة النقل جوا إلى مسقط والتي تبعد نحو 560 كم.

يشار إلى أنَّ أولى العمليات التشغيلية لمبنى المسافرين الدائم بمطار الدقم بدأت في 17 سبتمبر 2018م، بعد أن تم تشغيله مبكراً في 23 يوليو 2014 للاستفادة من المرافق المنجزة آنذاك، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمطار حوالي 90 مليون ريال عماني، ويبلغ طول المدرج 4 كيلومترات وبعرض 75 ويمكنه حالياً استقبال 4 طائرات في وقت واحد، ويمكنه خدمة أكبر الطائرات على مستوى العالم، ويتسع مبنى المسافرين حالياً لنحو نصف مليون مسافر، وقابل لاستيعاب مليوني مسافر مع مراحله الإضافية إذا دعت الحاجة، كما أن المطار يسهل حركة الشحن الجوي عبر مبنى وإمكانيات تُعد لخدمة حركة متنامية من تصدير الأسماك بصفة خاصة من عمان إلى الخارج.

 

تعليق عبر الفيس بوك