قوات الأمن السودانية تطلق الغاز المسيل للدموع مع تجدد الاحتجاجات في المدن

الخرطوم - رويترز

أطلقتْ قوَّات الأمن السودانية قنابلَ الغاز المسيل للدموع؛ لتفريق مُحتجين نظَّموا مسيرةً عقب صلاة الجمعة في العاصمة الخرطوم، في الوقت الذي اتَّسَعَت فيه رقعة الاحتجاجات المناوئة للرئيس عمر البشير، الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.

وقتل 22 شخصا على الأقل، وأصيب مئات آخرون في الاحتجاجات التي أشعلها الغضب من ارتفاع أسعار الغذاء ونقص السيولة، لكنَّ المظاهرات تحوَّلت بسرعة إلى مناهضة حكومة البشير. وقوبلت حملة الحكومة ضد المحتجين بانتقاد نادر من مفوضية حقوق الإنسان التي تمولها الدولة.

واجتذبت احتجاجات يوم الجمعة فيما يبدو مزيدا من الأشخاص مقارنة بالاحتجاجات السابقة، كما كانت أوسع نطاقا. وفي الأسابيع الماضية، كانت الاحتجاجات تنطلق عقب غروب الشمس فقط.

وقال شُهود من رويترز: إنَّ قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد عشرات المحتجين في منطقة الحلفايا بحري بالخرطوم، وضد مظاهرة أخرى شارك فيها عشرات الأشخاص بعد خروجهم من مسجد السيد عبدالرحمن في أم درمان، على الجانب الآخر من نهر النيل. وتابع الشهود: إنَّ قوات الأمن طاردت المتظاهرين إلى الشوارع الجانبية، لكن لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.

وشوهدت قوات من الجيش مجهزة بأسلحة آلية على شاحنات صغيرة وهي تحرس محطات وقود. وفي واقعة منفصلة، قال شهود إن مئات المتظاهرين خرجوا من مسجد معروف بارتباطه بالحكومة في حي جبرة بجنوب الخرطوم، وهم يرددون شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام".

ونُشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه مجموعة من المتظاهرين وهم يمرون بجوار المسجد، ويرددون شعارات مناوئة لحكومة البشير. ولم يتسن بعد التحقق من صحة التسجيل. وقال شهود إن متظاهرين إلى الشمال من الخرطوم سدُّوا الطريق الرئيسي الذي يصل العاصمة بميناء بورسودان على البحر الأحمر، لكنَّ الشهود لم يذكروا مزيدا من التفاصيل.

وقتل ثلاثة متظاهرين خلال احتجاجات يوم الخميس، واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بتعقب متظاهرين مصابين داخل مستشفى أم درمان. وقالت السلطات إنها شكلت لجنة للتحقيق في الحادث.

وانتقدتْ المفوضية القومية لحقوق الإنسان في السودان في بيان شديد اللهجة الهجوم على مستشفى أم درمان، وطالبت بتحقيق عاجل في مقتل المحتجين. وقالت المفوضية: ونحن ننظر بأسف بالغ لاستخدام الرصاص الحي ضد مواطنين عزل... وترفض المفوضية التعرض لحياة المواطنين وإزهاقها؛ إذ إن حفظ الحياة حق مكفول في كل الأديان والدساتير. وتابعت: كما نبدي قلقنا البالغ من استخدام الغاز المسيل للدموع داخل حرم مستشفي أم درمان، والذي أدى إلى إيذاء المرضى والمرافقين والممارسين الصحيين، وتعريضهم لخطورات محتملة.. والمطاردات داخل المستشفي التي أدت لترويع المواطنين".

وانزلقَ السودان إلى أزمة اقتصادية منذ استقلال الجنوب في العام 2011 واستئثاره بجزء كبير من موارد البلاد النفطية. وتفاقمتْ الأزمة منذ العام الماضي عندما شهدت البلاد احتجاجات لفترة وجيزة على نقص الخبز.

تعليق عبر الفيس بوك