"التحالف" بقيادة أمريكا يبدأ سحب العتاد من سوريا.. وتركيا ترسل المزيد من التعزيزات

عواصم - رويترز

زادَ التحالفُ الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية من الغُمُوض الذي يحيط بالانسحاب الأمريكي من سوريا، بإعلانه بدء عملية الانسحاب، لكنَّ مسؤولين أمريكيين قالوا في وقت لاحق إنَّ معدات فقط، وليس عسكريين، هي التي يتم سحبها من البلاد.

وأعلن الرئيس دونالد ترامب، الشهر الماضي، عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا، البالغ قوامها 2000 فرد، وهو ما فاجأ الحلفاء الذين انضموا إلى واشنطن في قتال تنظيم "داعش" في سوريا. وأحدث القرار المفاجئ صدمة أيضا بين كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم وزير الدفاع جيم ماتيس الذي استقال من منصبه احتجاجا على ذلك. وقال الكولونيل شون رايان إن التحالف "بدأ عملية انسحابنا المدروس من سوريا. حرصا على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات".

وبعدما ذكرت تقارير إعلامية أنَّ انسحاب القوات الأمريكية قد بدأ، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فيما بعد، عدم انسحاب جنود بعد، وشدَّدت على أنَّ المعركة ضد تنظيم "داعش" مستمرة، مع محاولة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة السيطرة على آخر جيوب ما زالت خاضعة لهذا التنظيم في سوريا.

وقال شين روبرتسون المتحدث باسم البنتاجون: نؤكد عدم حدوث سحب لعسكريين من سوريا حتى الآن. وأكد مسؤولون -تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم- أنَّه يجري نقل معدات إلى خارج سوريا في مؤشر على أنه ورغم الرسائل المتضاربة من واشنطن، فإن الاستعدادات للانسحاب تتم على عجل.

وقال روبرتسون -في بيانه- إنَّ التحالف نفذ "إجراءات لوجيستية" لدعم عملية الانسحاب، لكنه لم يذكر تفاصيل. وأضاف: إن "الانسحاب يعتمد على ظروف العمليات على الأرض بما في ذلك الحوار مع حلفائنا وشركائنا، ولا يخضع لجدول زمني عشوائي".

يُذكر أنَّ القرار الأمريكي بالانسحاب أضاف المزيد من الغموض إلى الحرب السورية المستمرة منذ نحو ثمانية أعوام، وسلسلة من الاتصالات بشأن كيفية ملء الفراغ الأمني في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية من المناطق التي تتمركز بها في شمال وشرق سوريا.

فمن ناحية، تسعى تركيا لشن حملة ضد القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، يرى الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران في ذلك فرصة لاستعادة مساحة ضخمة من الأراضي.

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أشار إلى أن حماية الأكراد حلفاء واشنطن ستكون شرطا مسبقا للانسحاب الأمريكي، وهو ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتوبيخه، ووصف تعليقاته بأنها "خطأ فادح".

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو -الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لطمأنة الحلفاء بشأن التزام واشنطن بأمن المنطقة- يوم الخميس، إنَّ الانسحاب لن يتوقف برغم التهديدات التركية.

واتَّجَهت الجماعات الكردية التي تسيطر على شمال سوريا إلى موسكو ودمشق على أمل إبرام اتفاق سياسي يردع تركيا ويحمي حكمهم الذاتي في الشمال. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن روسيا، قالت أمس الأول إنَّ لديها انطباعا بأن الولايات المتحدة تريد البقاء في سوريا برغم الإعلان عن سحب القوات.

 من ناحية أخرى، قالت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إنَّ من المهم أن يبدأ أكراد سوريا وحكومة دمشق الحوار في ضوء خطط الانسحاب الأمريكية. وأضافت للصحفيين أنه يتعين نقل السيطرة على الأراضي التي تنتشر بها القوات الأمريكية إلى الحكومة السورية. وقالت زخاروفا: في هذا الشأن، يكون لبدء حوار بين الأكراد ودمشق أهمية خاصة. برغم كل شيء الأكراد جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري.

وقال مسؤول كردي كبير لرويترز، الأسبوع الماضي: إنَّ الأكراد عرضوا على موسكو خارطة طريق لاتفاق مع دمشق. وقال نائب وزير الخارجية السوري إنه متفائل بشأن استئناف الحوار مع الأكراد. وعلى الجانب الآخر، ذكرت وكالة دمير أورين التركية أن تركيا حملت أمس السبت دبابات ومركبات مدرعة على ظهر شاحنات وأرسلت هذه القافلة إلى إقليم خطاي التركي على الحدود مع سوريا.

وهذا اليوم الثاني الذي يشهد تعزيزات للوجود العسكري التركي على الحدود قرب محافظة إدلب بشمال سوريا، والتي تعد آخر معقل كبير للمعارضة السورية.

وقال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، أمس، إنه متفائل من إمكانية تحقيق "نتائج جيدة" بين تركيا والسوريين الأكراد بعد أن تحدث إلى وزير الخارجية التركي. وذكرت وزارة الدفاع التركية -في بيان- أن الوزير خلوصي أكار تفقد -بصحبة رئيس الأركان العامة للجيش التركي ورئيس وكالة المخابرات- الوحدات العسكرية الحدودية، وناقشوا "إجراءات إرساء السلام والاستقرار في المنطقة". وقال أكار: نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على وقف إطلاق النار والاستقرار في إدلب بما يتوافق مع اتفاق سوتشي. ويتواصل تعاوننا الوثيق مع روسيا.

تعليق عبر الفيس بوك