خواطر تربوية.. نحو مدرسة نموذجية (6)

حمدي عبد الله أبو سنة | مصر – خبير تربوي


كل يوم يمر علينا تحدث أحداث تؤثر نسبيا حسب حجمها ونوعها وتترك أثرا فينا وأكبر دليل على ذلك مولد السيد المسيح فأصبحنا نؤرخ "ب"قبل االميلاد وبعد الميلاد والتقويم الهجرى كذلك لكن هناك احداثا أقل شأنا من ذلك مثل الحرب العالمية الأولى والثانية و عموما فإن صعود الإنسان على سطح القمر من قبل الاتحاد السوفيتى أثر ذلك فى التعليم ومناهجه فى الولايات المتحدة الأمريكية. ولقد كنت متدربا فى نهاية الألفية الماضية فى برنامج اللغة الانجليزية المتكامل الثانى  فى القاهرة حيث ذكرت لنا المستشارة Norma Shapiro حين تطرقت إلى اصلاح التعليم فقالت ما ترجمته "حينما سبق الاتحاد السوفيتى الولايات المتحدة فى الصعود إلى القمر سارعت الحكومة إلى اصلاح التعليم مركزين على مناهج العلوم والرياضيات وكنا نعانى أشد المعاناة من صعوبة هذه الموارد وعلى وجه الخصوص "الرياضيات" لم يمر أكثر من عقدين من الزمن حتى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى فى إصلاح التعليم وكان ذلك فى أوائل حكم الرئيس ريجان و بدأ الحديث حول الأزمة التعليمية بسبب ظهور كتاب "أمة فى خطر" وتم التركيز على زيادة الكفائة والقدرة الأكاديمية لدى الطلاب فى مجالى العلوم والرياضيات . كل يوم تمر علينا أحداثا جديرة بأن تدفعنا إلى إصلاح وتطوير التعليم ومن أهمها التنافسية العالمية فى مجال جودة التعليم . بعيدا عن نظرية المؤامرة التى تلاحقنا فى التبرير للفشل. فإن النظرة الموضوعية للمدرسة والمعلم والطالب والمدير(القائد التربوى) والمنهج وذلك لوصف واقع المكونات السابق ذكرها من أجل تحديد نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لتحسينها. ثم الاعتماد بعد ذلك على البحث العلمى الموضوعى ولا يعتمد على النقل من الدول الأخرى. يمكن الأستفادة من الأمور التى تضيف ثراء لتجربة عربية ونبذ ما يخالف العادات والقاليد العربية الأصية. إن صيحات تحسين التعليم فى الوطن العربى هى بمثابة "جعجعة بلا طحين" ما لم يتوافر لها دعم مالى وإرادة سياسية فى المقام الأول .غير ذلك يدخل فى باب التناقضات.
المدرسة وأهدافها ودورها من الأركان التى لا يستهان بها ويجب تحديثها . يحب أن لا يقتصر دور المدرسة على التعليم فى الصباح ولكن ينبغى أن يمتد إلى تقديم الرعاية للأطفال وأسرهم . هذا يتطلب تعديل المبنى وتوسعته لاستغلاله فى فترة الدراسة الصباحية وفى المساء يمكن الإستفادة منه فى الاجتماعات أو تقديم عروض توعوية للأسر. يجب أن نعتبر المدرسة مؤسسة تقدم خدمات للأطفال و أسرهم . المعلمون هم أصدق مصدر فى معرفة الأطفال الذين يحتاجون للعون. إن اعتبار المدرسة مؤسسة إجتماعية تهتم بتنمية الطفل والأسرة  يجعل الأطفال والأباء والأمهات يحترمون المدرسة ومعلميها وتغير الصورة الذهنية للمدرسة إلى صورة طيبة. من خلال المدرسة يمكن تقديم برامج تدريبية للأمهات والأباء منذ ميلاد الطفل وحتى االتحاقه بالمدرسة .
لقد قمت بتجربة فريدة من نوعها وقد نجحت ومعها كان نجاح المدرسة حيث قمت بتدريب الأباء والأامهات فى اللغة الأنجليزية التى كانت تشكل صعوبة لدى الأطفال وامتد التدريب حتى شمل تزويدهم باستشارات تربوية وتزويدهم ببعض الكتب من مكتبتى الخاصة وكانت الأستجابة طيبة والأثر أفضل مما توقعت.
يجب أن يكون الهدف طويل الأمد للدرسة هو تحسين التدريس والتعليم بمواجهة المشكلات الفردية والأجتماعية والتى تتضارب مع التعليم لكثير من الأطفال وأسرهم وتحسين مناخ المدرسة كما يجب على المدرسة الهجوم على المشكلات المجتمعه للأطفال مثل اليتم والفقر والمرض والتسرب من التعليم .

 

تعليق عبر الفيس بوك