تصحيح الأخطاء واختيار التشكيلة المناسبة أولوية

"الأحمر" يختتم مشوار الإعداد الآسيوي أمام تايلند .. اليوم

 

الرؤية – وليد الخفيف

يختتم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مشوار إعداده الذي بدأه في مايو العام الماضي بمواجهة نظيره التايلندي اليوم، حيث البروفة الأخيرة للأحمر العماني قبل انطلاق الاستحقاق الآسيوي يوم السبت القادم بمواجهة افتتاحية تجمع منتخب الإمارات صاحب الضيافة مع شقيقه البحريني على إستاد مدينة زايد الرياضية.

وسيكون الهولندي بيم فيربيك مطالبا بتصحيح الأخطاء التي أدت للخسارة الثقيلة من أستراليا بخماسية نظيفة في الودية الثانية قبل أيام، فالأوراق تبدو واضحة أمامه وإن أزيح عنها النقاب في وقت متأخر من مرحلة الإعداد عند ملاقاة حامل لقب النسخة الماضية الذي أخضع اللاعبين لاختبار حقيقي كشف بموجبه نقاط القوة والضعف في صفوف منتخبنا. عماد الحوسني اللاعب الدولي السابق توقع أن يُحدث فيربيك تغييرات في تشكيلته الأساسية إثر نتيجة مباراة أستراليا، في مسعى منه لتصحيح الأخطاء، ملمحا إلى أن بعض عناصر المنتخب ظهرت غير جاهزة مضيفًا بالقول "الكرة الآن في ملعب فيربيك، عليه أن يختار التشكيلة المثالية للبروفة الأخيرة، أعتقد أن وجوه أخرى ستكون في التشكيلة الأساسية اليوم. فيربيك الأقرب للاعبين وبات ملما بإمكانات كل لاعب بعد مرور عامين على توليه المهمة. عليه تطويع تلك الإمكانات لمسارها الصحيح"وأضاف" للمدرب الحق الأصيل في تجربة العناصر التي يراها مناسبة في المباريات الودية التي لا يُمكن أن يحاسب على نتائجها، فحسابه مرهون فقط بالمباريات الرسمية التي سنستهلها بمواجهة أوزبكستان "وتبدو مباراة اليوم فرصة مهمة لبعض الأسماء التي ظهرت بعيدة عن مستواها أمام أستراليا، فبات من الضروري أن يجرب فيربيك تشكيلته الأساسية التي سيلعب بها أمام أوزبكستان المتطور الذي يقوده الأرجنتيني كوبر.

ولم يستقر فيربيك الذي يبتعد عن البطولة بأيام على التشكيلة الأساسية، فمازال يبحث عن الخيار الأفضل في قلب الدفاع بجانب محمد المسلمي فيبدو أن إصابة فهمي دوربين أحدثت شرخا في هذا المكان، فالهولندي حائر بين خالد البريكي ومحمد الشيبة الذي ظهر بعيدًا عن مستواه أمام أستراليا وتم استبداله مع نهاية الشوط الأول.

ويبدو مركز الظهير الأيمن أيضاً غير مستقر بعد ظهور سعد سهيل – المبتعد عن نادي النصر السعودي منذ بداية الموسم – غير جاهز بدينًا وفنيًا، وربما يدفع بمحمود مبروك الذي لم يأخذ نصيبا جيدا من التجارب الدولية بعدما وضع المدرب رهانه على تجهيز سعد سهيل.

عدد من المُراقبين توقعوا أن يلعب سعد سهيل مباراة اليوم أمام تايلند رغم استبداله مع نهاية الشوط الأول في مباراة أستراليا إثر أخطاء كارثية تسببت في هز شباك فايز الرشيدي، ففيربيك الذي أصر على استدعائه وهو بدون نادي يبدو مقتنعا بأنه الخيار الأفضل.

ويبدو أن كانو وحارب السعدي الخيار الأمثل في مركز وسط الارتكاز، شريطة الضغط الفردي والجماعي على حامل الكرة حيث الواجبات التي لم يقم بها اللاعبون أمام أستراليا، تزامنا مع ضرورة الميل لمساندة الأظهرة المكشوفة بانطلاق أجنحتها للأمام حسب سير الهجمة، مع ضرورة الارتداد السريع من ثلاثي الوسط محسن وجميل اليحمدي ورائد إبراهيم أو معتز صالح لبناء خطي دفاعي في وسط الملعب بانتشار عرضي. ويُعد الانتشار العرضي الجيد لثلاثي خط الوسط وارتدادهم لبناء ستار دفاعي من خمس لاعبين التكتيك المناسب لإجهاض المحاولات التايلندية وخيار تكتيكي مناسب لمواجهة فيربيك المعروف عنه التحفظ واللعب على أخطاء الغير. ويمثل محسن جوهر أو صلاح اليحيائي حال مشاركته إحدى الأدوات الهجومية الجيدة وإن تأثر مردودها بنقص الكثافة العددية وافتقاد المنظومة الهجومية للانتشار الجيد الذي يمنكها من الاستلام والتسلم في الثلث الأخير من الملعب.

إمكانيات محسن جوهر في التمريرات العريضة والكرات الثابتة والتصويبات بعيدة المدى أدوات يتعين على فيربيك استغلالها لترميم الهجوم العماني الذي لم يظهر أنيابه منذ انطلاق فترة الإعداد، أما الاختراق من العمق فمهارة يتميز بها اليحيائي القادر على صنع الفارق الهجومي.

ويظل المهاجم خالد الهاجري الخيار الأول لفيربيك نظرا للمهام التكتيكي الموكلة إليه والمتمثلة في كونه نقطة الدفاع الأولى وأول لاعب يضغط على حامل الكرة في نصف ملعبه نظرا لتمتعه بإمكانات بدنية كبيرة تزامنا مع قوة جسمانية تتيح له التفوق في الكرات المشتركة.

ورغم المجهود الوفير لخالد الهاجري، إلا أنَّ محمد الغساني يعد الخيار الأفضل في منطقة الجزاء، فجهوده موجهة نحو التهديف ويمتلك من الخبرة ما يخول له هز الشباك شريطة التمويل السخي من وسط ملعبه.

وبات لزاماً على الأحمر العماني اليوم أن يظهر شكله الهجومي وتكتيكه في التحول الهجومي، وبات من الضروري أيضا أن يظهر رد الفعل الهجومي المناسب حال التأخر بهدف أو لفض حالة التعادل، فلم يبد الأحمر أي رد فعل بعد التأخر أمام أستراليا بل جاءت تغييراته دفاعية وتكتيك لاعبيه تحفظي وهو أمر لابد وأن يخرج من شرنقته.

وأظهرت مباراة أستراليا أن المنظومة الدفاعية في حاجة للتعديل، وأن الحالة الدفاعية وحدها لا يُمكن أن تصمد أمام منتخبات التصنيف الأول، فالاستحواذ على الكرة والتحول للحالة الهجومية عبر التكتيك المتنوع أمور أولية لنجاح المنظومة الدفاعية، فلا يمكن لمنتخب أن يظل تحت ضغط طول الوقت دون أن يمتلك وسط ملعب قادر على الاحتفاظ بالكرة لمنح خط الدفاع فرصة لالتقاط الأنفاس، وتعديل حالة التمركز واستعادة القدرات الذهنية ورفع مستوى التركيز. وخاض الأحمر فترة إعداد طويلة فلعب أمام لبنان والأردن والبحرين وسوريا والفلبين والإكوادور، طاجكيستان، والهند وأستراليا ويلاقي تايلند اليوم في ختام مرحلة الإعداد.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك