كأس آسيا: 62 عاما من المواجهات..وأستراليا تحطم القاعدة

...
...
...

 

 

الرؤية - أحمد السلماني

 

شهدت النهائيات الآسيوية لكرة القدم ومنذ انطلاقتها قبل 6 عقود تقريبا تنافسا شديدا بين غرب القارة شرقها في الظفر بلقب ثاني أقدم بطولة قارية، حيث دانت البطولة في البدايات لشرق القارة من خلال المنتخب الكوري الجنوبي قبل أن يدخل المنتخب الإيراني على خط المنافسة لصالح غرب القارة عندما سيطر عليها الإيرانيون ومن ثم الكويت والسعودية قبل أن يظهر محاربو الساموراي في تسعينيات القرن الفائت بعد إحرازهم للقب في البطولة التي نظمتها اليابان العام 1992 وأحرزت بها أول ألقابها الكبرى.

الفكرة بدأت مع تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم العام 1954م ولم يستغرق تنفيذها وقتاً طويلاً حيث انطلقت النسخة الأولى بعد عامين واستضافتها هونج كونج وبدأت بعدد محدود من المنتخبات إلى تطورت لتصل في النسخة القادمة التي ستنطلق بعد أيام في أبوظبي إلى 24 منتخبا يتنافسون على لقب أكبر قارة في العالم.

  وبعدها تحولت السيطرة للمنتخب الياباني الذي توج باللقب في أربع من أصل سبع نسخ للبطولة ولم ينه هذه السيطرة مؤقتا سوى منتخبا السعودية في 1996 والعراق في 2007 ثم المنتخب الأسترالي في النسخة الماضية عام 2015، عدا ذلك يتصدر المنتخب الياباني قائمة أكثر دول القارة تتويجا بأغلى ألقابها وعددها أربعة. 

المشاركة الخليجية في بدايات سبعينيات القرن الفائت في النسخة الخامسة التي نظمتها تايلند العام 1972م شكلت تغيرا مفصليا في تطور البطولة فنيا وإعلاميا وتضاعفت قوتها وعدد المنتخبات المشاركة بها.

ولم تستغرق منتخبات الخليج وقتاً طويلاً لتأكيد حضورها القوي في البطولة حيث بلغ المنتخبان الكويتي والعراقي المربع الذهبي في النسخة التالية العام 1976 بإيران واحتل الأزرق الكويتي المركز الثاني إثر هزيمته صفر / 1 فقط في المباراة النهائية أمام المنتخب الإيراني الذي أحرز لقبه الثالث على التوالي ليصبح أول منتخب يتوج باللقب الآسيوي ثلاث مرات فيما أحرز المنتخب العراقي المركز الرابع بهزيمته بنفس النتيجة أمام نظيره الصيني في مباراة تحديد المركز الثالث.

 الأزرق الكويتي ثأر لنفسه عندما عاد وأحرز اللقب في النسخة السابعة التي استضافتها بلاده العام 1980 ليصبح أول منتخب عربي يحرز اللقب الآسيوي ويفتح الطريق أمام هيمنة خليجية تامة على اللقب في الثمانينيات من القرن الماضي حيث توج المنتخب السعودي باللقب في النسختين التاليتين في عامي 1984 بسنغافورة و1988. قبل أن يظهر المنتخب الياباني ويأتي من بعيد ويحقق اللقب في البطولة التي استضافها عام 1992 وتوج بلقبه الأول في أول ظهور له بنهائي البطولة وبدد الحلم السعودي في تحقيق اللقب الثالث له تواليا بتغلبه عليه في النهائي.

 الأخضر السعودي لم يذهب بعيدا وعاد لمنصة التتويج من بوابة الإمارات واستعاد اللقب في النسخة التالية حيث شهدت النسخة الـ 11 أول نهائي عربي خالص للبطولة وانتهت المباراة بالتعادل السلبي قبل أن تمنح ركلات الترجيح اللقب للمنتخب السعودي على حساب رفاق الإماراتي عدنان الطلياني ولم يبتعد السعوديون كثيرا في نسخة العام 2000 في لبنان عندما وصلوا للنهائي ولكنهم اصطدموا بالمنتخب الياباني الطامح للعودة إلى طريق الألقاب وخسروا النهائي صفر / 1.

 وفرض المنتخب الياباني سيطرته وأكد على تفوقه في البطولة التالية عام 2004 والتي استضافتها الصين وتوج بلقبها محاربو الساموراي بالتغلب على التنين الصيني 3 / 1 في المباراة النهائية للبطولة التي شهدت الظهور الأول لمنتخبنا الوطني العماني في النهائيات ويومها لم يحالفه الحظ في التأهل للدور الثاني منها رغم أنه قدم عروضا قوية بخسارته الصعبة أمام اليابان بهدف في الثواني الخيرة من المباراة ثم تعادل بطعم الخسارة أمام المنتخب الإيراني القوي بهدفين جاء الخير للمنتخب الإيراني في الوقت بدل الضائع ثم تفوق مطلق للأحمر العماني على نظيره التايلندي بثلاثية مقابل هدف.

 وشهدت النسخة "الـ 14" العام 2007 المشاركة الأولى للمنتخب الأسترالي في البطولة إثر انضمام الاتحاد الأسترالي إلى الاتحاد الآسيوي للعبة في 2006. مما أثرى البطولة كثيرا بوجود منتخب يلعب بالنمط الأوروبي في آسيا حيث حل الكنغر ضيفا ثقيلاً على غابة آسيا.

 ورغم إقامة هذه النسخة في جنوب شرق آسيا حيث استضافتها إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام بالتنظيم المشترك، عادت هيمنة غرب القارة على اللقب وشهدت البطولة النهائي العربي الثاني في تاريخها ببلوغ المنتخبين العراقي والسعودي المباراة النهائية.

 وتغلب المنتخب العراقي (أسود الرافدين) على المصاعب التي واجهته قبل البطولة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في بلاده وتوج بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه بالفوز 1 / صفر في النهائي على نظيره السعودي الذي ظهر في النهائي للمرة السادسة.

 وانقلبت الأوضاع إلى النقيض تماماً في النسخة الـ 15 في 2011 ولكنها لم تشهد تأهل أي منتخب عربي إلى المربع الذهبي للبطولة وذلك للمرة الأولى منذ نسخة 1976.وجاء تتويج الفريق باللقب إثر تغلبه على المنتخب الأسترالي العنيد بهدف نظيف في الوقت الإضافي للمباراة النهائية التي شهدت أول ظهور للمنتخب الأسترالي في نهائي البطولة وذلك في مشاركته الثانية فقط بكأس آسيا.

  واستغل المنتخب الأسترالي إقامة البطولة في بلاده عام 2015م ليدون اسمه في السجل الذهبي لكأس آسيا بعد التغلب على منتخب كوريا الجنوبية 2 / 1 في المباراة النهائية بعد التمديد لوقت إضافي، وشهدت البطولة للمرة الأولى مشاركة تسعة منتخبات عربية خاضت المنافسة وشهدت عودة الكرة العربية للظهور في المربع الذهبي ولكنها لم تنجح في استكمال المشوار نحو النهائي حيث اكتفى المنتخب الإماراتي بإحراز المركز الثالث بعد الفوز 3/2 على نظيره العراقي في مباراة تحديد المركز الثالث.

 والآن، تعود البطولة إلى داخل حدود القارة الآسيوية من خلال النسخة الـ 17 التي تستضيفها الإمارات من الخامس من يناير إلى الأول من فبراير المقبلين والتي ستشهد حضور 11 منتخبا عربيا بها والظهور الأول للمنتخب اليمني الشقيق بها.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك