من سرق الضياء


نبيه شعبو | سوريا

تستندُ على أريكةِ الفراق....وبينَ أصابعها إبرةٌ من وجعٍ....وخيطٌ نسَلَتهُ من شرنقةِ العمرِ...وهي تجهدُ كي تُخلَ الخيط بثقبِ الأبرةِ حينَ سحبَ الدمعُ البساطَ من تحتِ  خطا النظرِ.... فهوت العتمةُ وضلَّ الخيط طريقه .... ندهت بصوتها المعتق في خابةِ الصمت.... أوجعني هذا الظلُّ المتكاسل، أين أنت أيها النهار...الصبية التي كانت  ترقبُ أسرار المساء ، وترتل ما تيسر لها من سور الحلم بلقاءِ من  أودع بصدرها بعضاً من نبض ورحل ، دخلت عليها.... أخبرتها بأن الفجر لم يوزّعَ  علينا  معونةَ الضياء في هذا الصباحِ نكاية بالحربِ التي كمنت له لكي ترجمه بالهباب.... قالت :أريد أن  أخيطَ ستارةَ نافذتي  التي قرضها الليل عبر السنين..... وسأفتح صرّةَ ملابسهم التي غسلتُها يوماً على ضفافِ المواويلِ لأرتي ما عتق منها.... قد يكون صقيعُ الغربةِ قارساً فيعودون إليها....... قالت الصبية :نافذتكِ لم تعد بحاجةٍ الى ستارتها ، دعيني أزيحها كي تبدو الفضاءات أمام عينيكِ...قد تؤنسك دروب الطيور المهاجرة وأنتِ تسترخين تحت ظلال  التمني.....واجعلي هذه الصرّةُ وسادةً تشتمين منها رائحةَ طفولتهم لأنهم كبروا  في الدروب البعيدةِ فما عادت تتسعَهُم ملابِسهم... تذكري أنَّ أرحامكنَّ لا تنجب إلا القاماتِ الباسقاتِ نحو أعتاب الشمسِ ،هاماتها قد تقبل الأنكسار لكنها لا تعرف الأنحناء....هنا اتكأت على الصرّةِ تشتم رائحة الدمع الي تشربته الخيوط العتيقة...

 

تعليق عبر الفيس بوك