معراجٌ مع الفصحى (حوار شعري)


طلال الزعابي وعقيل اللواتي | عُمَان

لا تتركيني مع الأغيارِ هاكِ يدي
أنا المعقّدُ، فكّيني من العُقَدِ
//
ضيّعتُ وِرْدي من الأذكارِ في زمنٍ
ما عادَ يؤمنُ بالأذكارِ والمدَدِ
//
مدّي إليّ حبالَ اللّهِ، وارتفعي
فوقَ الحدودِ، ولا تصغي إلى أحَدِ
//
هاتي بيانَكِ مدّيني بقافيةٍ
كيما نردّ معًا عن شدةِ الفنَدِ
//
إرهاصُ حرفِكِ معراجٌ لعاطفتي
أنا المريدُ من التكوينِ للأبَدِ
***

أنا السعيدُ الذي أمشي على وجعي
كي أبلغَ الحبّ، ضمّيني عن الحَسَـدِ
//
ما خلتُ أنْ أتهجَّـى نَـزفَ أُغنيـتي
إلا على رقصةٍ أوهَـتْ بها جَـلَـدي
//
بعضي حروفٌ وأسمائي مُبعثرةٌ
ونبضتي سِـرُّهـا في رعشةٍ بيدي

يا أختَ فرقانِنا الأسمى ومئذنتي
في مسرحِ النَّـصِّ لا تنسَى ولم تـزِدِ
//
لذا خذيني على الألفاظِ بوحَ دمٍ
ممغنطٍ بالهوى من مُهجةِ الرَّشَـدِ
***

نعم خذيني أجِدُّ السعيَ والخطْوا
أحرمتُ بالحبِّ بالإيمانِ بالتّقوى
//
نعم خذيني إلى الميقاتِ، تلبيتي:
(سبحانَ من أنشأَ الفصحى ومن سوّى)
//
تطوفُ بالبيتِ والألطافُ نازلةٌ
من سحرِ منطقِها في ذلك المثوى
//
مكسوّةٌ بجلالِ الله لا عجبٌ
أن يصبحَ الجوّ في أرواحنا صحوا
//
كوني مدامعَنا ما كان يبعثُها
إلا بيانُك دمعًا ينزلُ الصفوا
***

كوني سمائي وآياتي ومسبحتي
كي يرتقي نطقُ قلبي الغايةَ القصوى
//
وحدي الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأخرست أحرفي من كان في البلوى
//
سِـرِّي انتمائي إلى علياكِ مُدَّثِـرًا
سِـحرَ البيانِ الذي يفضي إلى السلوى
//
وحدي استدارة عينٍ أمَّـها سحرًا
صوتُ التلاوةِ مزهـوًا به حلـوى
//
الضادُ تكتبني سِــرًا وأكتُـبُـها
سِـرًا وجهرًا فبَوحي الآن من يهوى

 

تعليق عبر الفيس بوك