ضحى آل ثاني
يتطلب استمرار التقدم العلمي والتطور التقني في مختلف المجالات، نظرة متجددة للأشياء، وتوليد الأفكار الجديدة، وتشجيع الابتكار والإبداع، وهو ما جعل الدول تهتم بريادة الأعمال بوصفها منبعا كبيرا لإنشاء الأعمال الناشئة، وترسيخ ثقافة العمل الحر.
وأصبحت الریادة سمة أساسیة من سمات الاقتصادیات المعاصرة، فالتطور التكنولوجي، وتقدم الاتصالات، وازدیاد المعرفة، وانتقال الاقتصاد إلى اقتصاد رقمي مترابط، ساهمت في ازدیاد دور الأفكار الریادیة في التقدم على مختلف المستویات. وأصبحت ريادة الأعمال في الوقت الراهن، من أهم مؤشرات الوعي المجتمعي، حيث أصبح ينظر إلى رواد الأعمال في المجتمعات المتقدمة على أنهم نماذج قيادية، يجب الاحتذاء بها؛ لما يقدمونه من أعمال ويحققونه من إنجازات، ويخلقونه من فرص استثمارية ووظيفية؛ ما يعني القيام بدور مؤثر في تحقيق أهداف ومتطلبات التنمية المستدامة.
وتظهر أهمية ريادة الأعمال في إيجاد فرص عمل جديدة لرائد الأعمال نفسه، ولأفراد المجتمع الآخرين. كما أنّ من مميّزات ريادة الأعمال أنها تساهم في رفع المستوى المادي لرائد الأعمال، والعاملين في منظمته من خلال توفير فرص العمل، والشعور بالاستقلاليّة، وإعطاء الحافز لتحقيق إنجازات، وتنمية الصناعات القائمة وتحديثها باستمرار، وبشكل خاص تلك القائمة في المناطق النائية والريفيّة. وتساهم المشاريع الريادية مساهمة فاعلة في تطور التنمية الاقتصادية الشاملة حيث تعتبر المشروعات الريادية النواة الأولى في بناء منظمات الأعمال الصغيرة والكبيرة، لأنها القادرة على أن تساهم وبشكل فعال في إعادة تقويم وهيكلية الإنتاج، وتوفير الوظائف والأعمال، فهي تشكل ميدانا متطورا في تحسين المهارات والكفاءات الإنتاجية والتسويقية.
لقد أثبت العديد من الدراسات العلمية تأثير مرحلة الطفولة والنشأة المبكرة على الشخصية؛ حيث تسهم الأسرة بدور جوهري في تنمية سمات ريادة الأعمال لدى الأطفال، كما تلعب الأسرة دورا مهما في وجود الرغبة والمصداقية في مجال ريادة الأعمال كمستقبل مهني، حيث إن المهارات الريادية الشخصية والمهارات الفنية والتقنية من المهارات المطلوبة لريادة الأعمال، ومن أبرزها التخطيط، ووضع الأهداف، وإدارة النمو، وتحمل المخاطر، والاختراع، والمواظبة، والرؤيا القيادية، والتوجه نحو التغيير، وإدخال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في المشروعات الصغيرة.
