رقصة الموت الأخيرة


لمياء أمين | الجزائر
بدأت تلك القصة في ليلةٍ من ليالي الشتاء الباردة قصةٌ ملتهبة في عالمٍ اجتاحهُ الصقيع والألم جلست أمام تلك المدفئة الأسطورية في عطائِها لتُذيب ذاك الجليد الذي حاصر قلبها وشل أطرافها فأصابها بعجزٍ دائم فرغم كل شئ حاولت جاهدة أن تحافظ على مِحراب روحها ساكناً دافئاً مفعماً بالنور ....مقبلاً على حياةٍ كان الأمل والانتظار فيها هما الأساس...كانت الدموع تسقط على قلبها كالمطر الذي كان يتساقط ليعزف معزوفتيهما المجهولتين على أوتار العهود الزائفة وليحفر على تلك الأرصفة الهشة المتهرئة جداولا لأيام ستأتي ولن تنتهي تحت ذلك المطر كان هو تائها في دروبٍ سقيمة وليالٍ عقيمة فقد كان يبحث عن تلك الليلة المقمرة الخصبة المعطاء ليغرق ويتيه في المجهول وليحس بالمطر وينعم بذلك الزخ والهطول فتُسقى روحه التي أصابها الجفاف والنحول ويرقص ليجيد الدوران فينال الرضى والقبول فرقص مغمض العينين تحت زخات الحنين ليحس بذلك العطاء ولينسى مافي قلبه من أنين كان يبحث عنها في ظلمة عينيه في لحظات العزلة عن العالم واختزال واقعه المهين فلم يدرك أنها كانت خلف نافذة الأيام والسنين تراقب دورانه حول محور حياته التي عاشها بلا سندٍ أو معين كانت تنظر إلى وجعه وهي تنزف وتذرف من قلبها ألماً ووجعاً لحبها الدفين، أما دموعها كانت تسبق زخات المطر في السخاء تارةً وفي القسوة تارةً أخرى أو اللين إنه هو من انتظرت من أجله زخات واختلاجات نفسٍ وأيامٍ؛ بل الدهر كله والسنين خلف تلك المدفئة وتلك النافذة عانت ذلك البرد المُزمن وظلت مختبئة تخفي ذلك الوجع اللئيم اللعين فها هي الآن (رقصة الموت) الأخيرة التي ستحي أرواحاً تحررت من بؤس العواطف المشبوبة بالنزوات الزائلة والزائفة فتسدل الستار على قصة (موتٍ) و (حياةٍ) استبدلت فيه الأدوار بين (الجسد)، و(الروح) في تلك اللحظة والحين لتعلن قصة انتصارٍ لحبٍ قُدر فيه اللقاء فوق سحابة صيفٍ زائلة وفي سماء العاشقين ولتُولد (رقصة حياةٍ) جديدة من رحم الأيام الغابرة لتأتي شتاءات دائمة وزخاتٍ قادمة بقصص حب كان الفراق فيه هو الخاتمة؛ لكن رغم ذلك سيصبح للحب قضيةٌ وقرار، وسكن ودارٌ وألفُ ألفُ عنوانٍ ...و...مدااار..

 

تعليق عبر الفيس بوك