مولاي المعظم كل عام وجلالتكم بخير

 

سارة بنت علي البريكية

 

تسير الأيام في هذه البسيطة وفق نظام رباني أراد لها خالقنا أن تمضي بالكيفية التي شاء ويشاء، وتنتهي الأوقات والأعمار لا محالة ونحن منهمكون كل في مجاله ونهجه مصداقا لقوله تعالى ولكل أجل كتاب، ومنذ أن ترتب هذا الكون بما هو عليه قديما وحديثا، كانت هنالك بقعة أريد لها من رب العزة والجلال أن تكون وجهة سلام ومقصد العالم المتطلع إلى المحبة والوئام، والمتعطش إلى التعايش السلمي وبناء الحضارات، لأنه باركها الرحمن فأصبحت ملاذا للآمنين، وموطن أمان وواحة راحة وانسجام.

ولا شك أن الفطرة الإنسانية جاءت سليمة وسوية في أنها جبلت على حب الخير والأعمال الطيبة الجالبة للسرور، ولكن أن تكون هنالك أمة خيرة تحب الخير لغيرها كما تحبه لنفسه وتوارثت ذلك جيلا بعد جيل، فهذا إعجاز وسر يستدعي الوقوف عنده واستبيانه واستيضاحه.

وحينما نشيح بوجوهنا في جوانب هذا الكوكب المترامي الأطراف لنبحث عن مواطن خير أودعت في أمة بعينها وعمن تقدم ذكرها في الفقرة الأولى، فإنّه حتما لن نجد إلا عمان الأرض والإنسان، عمان الخير والإحسان والبركات التي تتمتع بما ورد ذكره سلفا.

هذه البلد التي أفخر بأنّي منها والتي يقود زمام الأمور فيها مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -يحفظه الله ويرعاه- تحتفل اليوم بعيدها الوطني الثامن والأربعين المجيد، هذا الاحتفال الذي يصادف الثامن عشر من نوفمبر المجيد والذي أتى وسط منجزات تحققت، لهو يوم تاريخي خالد في ذاكرة الشعب العماني، وهو حدث مهم تكوّنت فيها أحداث جعلت السلطنة دولة عصرية بكل المقاييس، وجعلتها بلد يشار إليه بالبنان ويحظى باحترام العالم أجمع، وما نعيشه اليوم من مفاخر عدة، لهو خير شاهد على ما قدمه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طوال الثمانية وأربعين عامًا من جهود يستحق الشكر والثناء عليها.

إنّ السلطنة وهي اليوم تعيش من أقصاها إلى أقصاها أفراحًا عارمة ليلهج شعبها والمقيمين عليها بالدعاء إلى الله تعالى بأن يحفظ جلالته ويطيل في عمره أعواما عديدة وأزمة مديدة.

أنّ بلادنا منذ أن اعتلى فيها جلالته مقاليد الحكم ومسيرة التنمية الشاملة تمضي بخطط مدروسة وبحكمة قابوسية جعلت عمان في مصاف الدول المتقدمة.

فالتنمية شملت كل قطر وكل بلد، واعتلت في السهل والوادي والجبل تلك المنجزات التي تمثلت في المشاريع الضخمة التي لامست معيشة المواطن، فترى هنا المدارس ودور العلم المختلفة كالجامعات والكليات، ومراكز ومعاهد تعليمية وتدريبية وتقنية مختلفة، وتجد هنالك طرقا مرصوفة وشوارع منيرة ومدنا نظيفة مرتبة ومستشفيات متعددة ومطارات حديثة، وقبل ذلك تجد الاهتمام السامي بالإنسان العماني الذي هو هدف التنمية.

إنّ هذا اليوم الذي نرى فيه تحولا كبيرًا في شخصية جلالة السلطان قابوس -يحفظه الله ويرعاه- ويطيل في عمره وهو لا زال يعطي ويقدم ويوجه ويسير بعمان إلى مدارج العزّة والشرف وإلى المكانة المرموقة التي أراد لها جلالته، ليجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بأنّ عمان محبوبة ومحفوظة لدى شخص جلالته، كيف لا وهو من أفنى عمره من أجلها ومن أجل شعبها الأبي المحب له بالتأكيد.

مولاي صاحب الجلالة إنّ رؤيتكم في هذا اليوم الذي هو من أيام عمان الزاهية لهو اليوم الذي ننتظره بكل فخر واعتزاز، ويا مولاي المعظم ونحن نعيش بينك وحولك، لنؤكد لك بأننا فخورون بك، مؤكدين على عزمنا وإصرارنا بالسير خلف قيادتكم الحكيمة، والمضي معكم في صف واحد نحو المعالي وإلى كل ما تنشدونه لعمان وأهلها، معاهدينكم يا مولاي بأننا ماضون خلفكم بلا شقاق ولا فتن، فأنتم نور عمان الساطع عليها وعلى أهلها بالخير وبالرفاهية، مبتهلين إلى الله جلت قدرته أن يسبغ عليكم ثوب الصحة والعافية، وأن يديم عليكم نعماءه التي لا تنتهي، ووالله يا مولاي فإننا جندك المخلصون وشعبك الأوفياء لك دوما ملبين، وكل عام وجلالتكم بصحة وعافية وعمان بكم دائما تزهو وتفخر وتكبر وتتقدم.

تعليق عبر الفيس بوك