عندما قررت السفر في بحر عينيك


عبير الشبلي | سلطنة عُمان

منذ الصغر نقش نحت في عقلي وقلبي ... عُمان ...
ومن أول يوم لي في المدرسة مساء نبدأ بالسلام السلطاني ثم الإذاعة المدرسية. ولم أتوصل لمدخل يرشدني لـ " عُمان " و من تكون... عُمان...؟!
راودتني الهواجس والكثير من الخواطر ... سألت أبي ثم أمي.
فكان جوابا واحدا: بلادنا الجميلة ... عُمان ...
إجابة سهلة لكن لم تسد جوع فضولي ...ياااربي...!!
خطرت في بالي فكرة: لماذا لا أسأل معلمتي في المدرسة غدا؟؟؟
الأكيد بأنها تملك جوابا شافيا...
في اليوم التالي وعندما حان موعد الدوام المدرسي.. قررت أن أسابق زميلاتي في الذهاب إلى المدرسة مع أني على علم بأني لن أسبق أيا منهن قبل انتهاء الدوام المدرسي الصباحي للطلاب والمعلمين . ليبدأ من بعدهم دوامنا المدرسي المسائي نحن الطالبات.
الوقت قبل الحصة الأولى لا يسعفني لأذهب إلى غرفة المعلمات وأقابل معلمتي فأسألها... ؟!
لم أركز جيدا لشرح المعلمة أثناء تناولنا الدروس في الحصص...
كما لم تؤاتيني الفرصة لسؤالها.
انتهى الدوام المدرسي ورجعت أمشي إلى البيت برفقة زميلاتي
خائبة حينما لم أجد جوابا شافيا لتساؤلاتي . سألتهن:
هل تعرفن من تكون... عُمان ...؟! أجابتني إحداهن : بلادنا عمان .
ثم عادت ﻹكمال الحكايات مع الصديقات.
...عمان...
من أول الدرب ..أتلفت يمينا ويسارا..أتتبع أثر الخطوات على التراب .. وأسترق النظرات للطيور المحلقة في السماء وهي تشدو بألحانا عذبة شجية.
 أول بيت على قارعة الطريق.. مرورا بحبل الأرجوحة المعلق في شجرة السمر.. ثم مساحة شاسعة كانت ملعبا للأولاد.. يلعبون الكرة ويصرخون وهم يركضون خلفها بمتعة وشغف.
ثم بيوت متفرقة هنا وهناك يتوسطها شارع ترابي .. والأغنام تسرح  بحثا عن العشب دونما اهتمام بالمعصرات اللاتي يجلسن تتوسطهن دلة القهوة والتمر.. يتبادلن الضحك وأخبار أهل الحاراة ..
وأخيرا الوادي هناك افترقنا كل إلى بيته على أمل اللقاء غدا .
مضى الزمان ..كبرنا ولا نزال على ذات الأرض... عُمان ...
مفعمين بالآمال والطموحات.. بتناسق في زخم العالم المتحضر.
فكل التحايا لهذا القائد الملهم والقدوة... قابوس عمان .

 

تعليق عبر الفيس بوك