نافذة لخلق مشاريع واعدة

سالم بن لبخيت كشوب

تحتفل دول العالم هذا الأسبوع بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال "GLOBAL Entrepreneurship Week" أو ما يعرف اختصارا بـ"GEW"؛ حيث تقام العديد من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بهذا الموضوع الهام بمشاركة مختلف الجهات ذات العلاقة، حيث يتم تسليط الضوء في هذا الأسبوع على جهود الجهات المختصة في رياده الأعمال والدور الذي تقوم به إضافة إلى التعرّف على تجارب بعض رواد الأعمال في مختلف القطاعات الاقتصادية.

ومما لاشك فيه أنّ الفعاليات المصاحبة لهذا الأسبوع تسعى لتعزيز بيئة رياده الأعمال وغرس ثقافه العمل الحر ومفهوم رياده الأعمال ودعوة المهتمين بالدخول في هذا القطاع أو العاملين فيه لطرح أفكارهم وملاحظاتهم وآرائهم واستفادتهم من خبرات العاملين في مختلف الجهات ذات العلاقة برياده الأعمال.

وفي السلطنة هناك جهود حثيثة لتطوير هذا القطاع من مختلف الجهات المختصة والمسؤولة عن ريادة الأعمال سواء فيما يتعلق بنشر ثقافة ريادة الأعمال وإبراز الفرص الواعدة الموجودة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتي قد يكون لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نصيب من الاستفادة منها أو تقديم الدعم التمويلي والفني والتدريبي للراغبين في الدخول بمشاريع في هذا القطاع الحيوي والعمل على الترويج والتسويق والتعريف بالمشاريع الوطنية الموجودة في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سواء داخل أو خارج السلطنة من خلال التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة وبالتالي العمل على إيجاد البيئة الملائمة والمحفزة لنمو هذا القطاع ورفع مساهمة المشاريع الوطنية الصغيرة والمتوسطة في مختلف المجالات الاقتصادية.

إنّ تطوير قطاع رياده الأعمال بالسلطنة مسؤولية مشتركة بين مختلف الجهات ابتداء من الأسرة في بث روح التشجيع لدى أبنائها في توجههم نحو إقامة مشاريع صغيرة وعدم التركيز فقط في  تخصصات  أو مجالات قد يكونوا هم من الأساس ليس لديهم ميول أو رغبة وإنما كضغط أو نصائح من الأسرة أو الأصدقاء وتكون متشبعة ولا توجد بها أي فرص وظيفية ولا تلبي طموح هولاء الشباب وإنما قد يكون لها دور سلبي في إهدار سنوات من عمر هولاء الشباب وعدم الاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم في قطاعات أخرى قد يكون لهم دور إيجابي في الاستفادة من الفرص المتوفرة بها، كما أنّ مؤسسات التعليم العالي تلعب دورا هاما في تزويد الشباب بمختلف المهارات والاساسيات في إقامة المشاريع بأسلوب علمي والاستفادة من الخبرات العلمية المتوفرة في هذه المؤسسات التعليمية والعمل على استقطاب أصحاب الأفكار وتطوير مهاراتهم وخبراتهم واستضافة مختلف الجهات ذات العلاقة برياده الأعمال من أجل تعريفهم بالمهام والأدوار التي تقوم بها تلك الجهات والفرص المتاحة والمتوفرة لديها والتي قد يستفيد منها الشباب الراغبون في الدخول في قطاع ريادة الأعمال إضافة إلى احتضان مؤسسات التعليم العالي لأصحاب الأفكار والابتكارات والعمل على تطوير وتنمية تلك الأفكار وعمل فعاليات ومسابقات تساهم في جذب المزيد من الطاقات المبدعة التي قد يكون لها دور مستقبلي إيجابي إذا أحسن الاستفادة من مهاراتها وأفكارها وتوجيها بالشكل الأمثل .

كما أنّ الجهات المعنية بجانب التأهيل والتدريب والتمويل لها دور ملموس وحيوي في نشر ثقافة رياده الأعمال، والتعريف بمختلف الخدمات للفئات المستهدفة والعمل على المساهمة في خلق جيل واع ومتحمس متزود بمختلف المهارات المطلوبة، والتعريف بالفرص الواعدة الموجودة في مختلف القطاعات الاقتصادية وأهمية وجود قوانين وإجراءات تسهل وتشجع الراغبين أو العاملين في هذا القطاع، وتساهم في توفير الوقت والجهد والمال لدى العاملين في قطاع ريادة الأعمال فبدون وجود تسهيلات حقيقية مشجعة ومحفزة من الصعوبة بمكان حث الشباب للدخول في هذا المجال؛ في ظل احتمالية وجود عقبات قد تؤثر في إقامة أو استمرارية تلك المشاريع.

وبطبيعة الحال موضوع ريادة الأعمال وإقامة المشاريع الريادية ليس طريقا مفروشا بالورود ولابد أن يعي صاحب الفكرة أو المشروع أنّ طريقه قد تعترضه العديد من العقبات والمعوقات وبالتالي أهمية تحلي صاحب الفكرة أو المشروع بالصبر والمثابرة والعمل على تطوير مهاراته وخبراته والاستفادة من التكنولوجيا في تطوير مشروعه وعدم الاعتماد فقط على الدعم والتسهيلات المقدمة من الجهات ذات العلاقة، والتحجج بعدم فاعلية تلك الجهات ودورها في تنمية وتطوير هذا القطاع إضافة إلى أهمية التسويق والترويج لتلك المشاريع والحرص على التواجد في مختلف الفعاليات ذات العلاقة سواء على المستوى المحلي أو الخارجي والاحتكاك المباشر مع مختلف الخبرات وبالتالي اكتساب المزيد من المهارات والخبرات التي قد يكون لها دور إيجابي على أصحاب تلك المبادرات والمشاريع.

ختاما.. نتمنى أن يكون لهذه الفعاليات المقامة دور أكبر في عملية استقطاب العديد من أصحاب المبادرات الواعدة والعمل على أن يكون الاهتمام متواصلا على مدار العام وليس فقط التركيز أثناء الاحتفال بالمناسبات العالمية، ومحاولة إيجاد الحلول لبعض المعوقات التي قد تواجه العاملين في ريادة الأعمال مع الجهات المختصة، وبالتالي عدم تكرار ذكر هذه المعوقات والعقبات عند إقامة أي فعالية تتعلق بريادة الأعمال كما أنّ المبادرات والمسابقات المتعلقة بريادة الأعمال والابتكار نتمنى أن يكون هناك متابعة وتواصل مع الفائزين في تلك المسابقات لمعرفة مدى استمراريتهم، وتحويل تلك الأفكار إلى مشاريع ومدى تعاون مختلف الجهات مع مبادراتهم وبالتالي ضمان استمرارية جذب المزيد من الأفكار المبدعة التي قد يكون لها دور إيجابي في العمل على إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني فالغاية من وجهة نظرنا ليس إقامة مسابقة أو مبادرة واختيار المميزين من المشاركين في تلك المسابقات؛ وإنما العمل على متابعة تلك الأفكار وتحويلها إلى مشاريع قائمة والعمل على تذليل مختلف المعوقات التي قد تواجهها.

تعليق عبر الفيس بوك