السلطنة تستضيف المؤتمر العالمي لنقل الركاب في 2021

المؤتمر العالمي للنقل الطرقي يطرح "خارطة طريق جديدة للصناعة".. ومشروع لإنتاج حافلات ركاب في الدقم

◄ اتفاقية مع دبي للاستفادة من "إكسبو 2020"

الرؤية- نجلاء عبدالعال

 

على مدى 3 أيام، احتضنت مسقط فعاليات المؤتمر العالمي للنقل الطرقي، الذي ينظمه الاتحاد الدولي للنقل الطرقي، والتي اختتمت بطرح "خريطة طريق جديدة للصناعة" والتي تضمنها "اتفاق مسقط"، من خلال التركيز على 4 أساسيات.

ويأتي على رأس هذه الأساسيات: الابتكار وآليات تضمين أبرز الابتكارات في القطاع مع عدم التأثير على الوظائف البشرية، وتنمية القدرات البشرية العاملة في النقل الطرقي، والحفاظ على البيئة العالمية خلال العمل على الطرق، إضافة إلى تفاصيل وتوصيات تخص منظومة التجارة العالمية، وذلك عبر تحفيز جميع الجهات المعنية في قطاع النقل الطرقي على اتخاذ إجراءات مشتركة، مبنية على التفاهم والتعاون، وتعزيز مستوى الحوار والشراكة بين القطاعين العام والخاص على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي.

وقال أمبرتو دي بريتو أمين عام الاتحاد الدولي للنقل الطرقي في المؤتمر "إن هذه لحظة فارقة في تاريخ قطاع النقل الطرقي، فعلى الرغم من عدم قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل إلا أننا هنا لرسم ملامحه بما يضمن نموه وازدهاره". وتولى إميل كايكيف الوزير المسؤول عن الطاقة والبنية الأساسية في المفوضية الاقتصادية الأوروبية الآسيوية عرض "اتفاق مسقط" في ختام المؤتمر وعلق قائلا: "لطالما دعا الاتحاد الدولي للنقل الطرقي للتخلي عن النُّهج الانعزالية واستبدالها بتنسيق العمل ومشاركة أفضل الممارسات على المستوى العالمي. وهذا التغيير أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة في خضمّ ما نواجهه من تغييرات سريعة وما نشهده من فرص هامة. ويشكل "اتفاق مسقط" بداية عهد جديد لقطاع النقل يقوم على اتخاذ خطوات استباقية، حيث نعمل معًا على رسم معالم مستقبلنا ونبدأ في بنائه".

ويأتي التوقيع على الميثاق في ختام يومين حافلين بالنقاشات، إلى جانب إطلاق استطلاع جديد وهام أجراه IRU عن القطاع سلط الضوء على أن الابتكار التكنولوجي سيكون مفتاح تلبية احتياجات المستقبل.

وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات إن نجاح استضافة السلطنة للمؤتمر شهادة لعُمان بأنها من الدول المتقدمة في مجال النقل، فضلا عن الإشادة الواسعة بما وصلت إليه في مجال البنية الأساسية من طرق وموانئ ومطارات، وهذا ثمرة جهود كبيرة بذلت على مدار 48 عاما من النهضة المباركة. وأضاف معاليه أن المؤتمر مثّل فرصة سانحة للسلطنة- والعالم عموما- للحديث عن التطورات المتلاحقة والمتسارعة في قطاع النقل، وخاصة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا والتي يجب الاستعداد لها؛ سواء من جانب تمكين الشباب من الإبداع فيها، أو من ناحية إعداد السياسات والتشريعات المصاحبة لمثل هذه التقنية وهناك العديد من النقاشات التي ستتمحور حول هذا المجال.

ومن جانبه، قال المهندس عبدالرحمن الحاتمي الرئيس التنفيذي لـ"أسياد" إن المؤتمر شكل فرصة مواتية للترويج للسلطنة كوجهة لوجستية وأيضاً كوجهة سياحية؛ حيث حضر المؤتمر أكثر من 1050 مشاركا أكثر من 70% منهم من خارج السلطنة، مشيراً إلى أن هؤلاء جميعا سيكونون بمثابة سفراء للتعريف بما تملكه السلطنة في بلدانهم كوجهة ذات أصول لوجستية مميزة علاوة على الترويج السياحي للبلاد. وأوضح أنَّ هذا كان أحد أهم أسباب استضافة أسياد للمؤتمر، بجانب القضايا المهمة التي ناقشها المؤتمر سواء فيما يخص الابتكار والتقنيات المستخدمة أو التعاون الثنائي أو الجماعي بين الدول في مجال النقل ورفع كفاءة القطاع اللوجستي وتقليل التكلفة وخفض الوقت. وأكد أن المؤتمر سيكون بداية خطوة مستقبلية في طريق رفع القطاع إلى مستوى الطموحات والآفاق التي نتطلع إليها.

وتنوعت الحصادات التي خرجت بها عُمان على هامش المؤتمر وكان من أبرزها عقد اتفاق استضافة المؤتمر الدولي لنقل الركاب "باص ورلد"؛ حيث وقعت شركة "مواصلات" مذكرة تفاهم مع مؤسسة "باص ورلد" العالمية لاستضافة نسخة عام 2021 من المعرض العالمي في السلطنة لتكون بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تحتضن هذا المؤتمر. وقال أحمد البلوشي الرئيس التنفيذي لمواصلات إنَّ تنظيم هذا المؤتمر العالمي "باص ورلد" يأتي في إطار سعي الشركة ومجموعة أسياد ككل للترويج السلطنة كوجهة استثمارية ولوجستية؛ حيث يحظى المعرض العالمي بمشاركة نخبة من أكبر الخبراء العالميين والتقنيين المتخصصين في صناعة الحافلات بمُختلف أحجامها والشركات المتخصصة في برامج التقنية لتطوير قطاع النقل بشتى استخداماته والشركات المصنعة والموردة للحافلات.

وشهد المؤتمر الإعلان عن تقدُّم حثيث في المشروع المشترك بين سلطنة عُمان ودولة قطر لتصنيع حافلات نقل الركاب بمنطقة الدقم الاقتصادية، وكشف معالي الدكتور أحمد الفطيسي عن بدء الأعمال التمهيدية للمشروع، مؤكدًا أنه سيُسهم في توفير محلي لهذه النوعية من الحافلات إضافة إلى التصدير إقليمياً وعالميًا. وقال معاليه إنَّ مُعظم دول المنطقة مهتمة بتطوير منظومة النقل العام باستخدام الحافلات، وهناك طلب متزايد سواء في عُمان أو قطر أو دول الخليج أو دول عالمية أخرى وبالتالي فإنَّ هناك طلباً محلياً وإقليمياً، كما أن وجود المشروع في منطقة الدقم وقربه من الميناء سيمكنه من الوصول إلى الأسواق الخارجية. ومن المنتظر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 1000 حافلة نقل جماعي سنوياً، تستخدم لدعم قطاع النقل العام، وحسب ما قال وكيل وزارة النقل في قطر، في تصريحات على هامش فعاليات المؤتمر العالمي للنقل الطرقي فإنَّ المشروع سيوفر فرص عمل كبيرة في السلطنة، كما سيدعم أسطول شركة "كروة موتورز" القطرية من الباصات في دولة قطر. وسيقام المصنع على مساحة 500 ألف متر مربع ومن المُخطط أن يبدأ المصنع بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 حافلة سنوياً باستخدام مساحة 220 ألف متر مربع من إجمالي مساحة الموقع، حيث من المخطط أن تزداد إنتاجية المصنع لتصل إلى 3000 حافلة سنوياً من خلال التوسعات المرحلية بناءً على طلب السوق. وسيتم تجهيز المصنع بأحدث المعدات لتجميع الحافلات بأنواعها العادية والفاخرة.

ومن ناحية أخرى، كشف أحمد البلوشي الرئيس التنفيذي لـ"مواصلات" عن سعي الشركة إلى توقيع اتفاقية مع الجهة المسؤولة عن النقل في دبي بحيث تستخدم "مواصلات عمان" الأماكن والمشاركة في النظم الخاصة بحجز التذاكر وغيرها، موضحاً أنَّ الهدف منه الاتفاق توطيد العمل المشترك والاستفادة القصوى من الحدث العالمي إكسبو 2020؛ حيث تستفيد مواصلات بنقل بعض المسافرين برا من وإلى إمارة دبي. وقال: "نتوقع أن يتم توقيع هذه الاتفاقية بنهاية العام الجاري، وحاليا هناك 3 رحلات يومية من مسقط إلى دبي والعكس، وإذا رأينا أن الحاجة تستدعي إضافة المزيد من عدد الرحلات فإنَّ الشركة على أتم الاستعداد لذلك". وأشار إلى أنه بجانب المساهمة في إنجاح فعالية إكسبو 2020 فإن الاتفاق أيضًا يعزز النقل إلى محافظات شمال السلطنة وكذلك تعزيز وتسهيل الحركة البرية لنقل الركاب من عمان إلى الإمارات ككل.

تعليق عبر الفيس بوك