باحث عن عمل وبذل وعطاء

 

علي العبيد

** خبير تدريب

 

ظلت الروح المنتشية هي السمة السائدة بين أفراد الأسرة في ذلك اليوم تحفها أهازيج الفرح والألسن التي تلهج بعبارات التهاني والتبريكات وهم يتلقون بشرى حصول ابنهم على الشهادة الجامعية بنجاح وتفوق بعد فترة الدراسة والبحث العلمي التي امتدت لسنوات مضنية من الجهد والمثابرة والتصميم اللامحدود، مما أفضى إلى هذه النتيجة الطيبة التي أثلجت صدور الجميع صغيرهم وكبيرهم ولقد امتدت حالة الفرح والغبطة لأيام مرت على المحتفى به كأنها لحظات، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن الوظيفة المناسبة للتخصص وهو الهدف المنشود منذ اليوم الأول الذي التحق فيه بالجامعة ولقد ارتسم هذا الهدف جليًا عند تسلمه الشهادة الجامعية الدالة على الدرجة العلمية التي نالها عن جدارة واستحقاق ولقد امتدت رحلة البحث حتى حالفه التوفيق بالعمل بإحدى وظائف القطاع الخاص والتي أصبغت عليه الشيء الكثير من الثقة بالنفس حين تبوأ مقعده المُخصص له لمزاولة مهام عمله لأول مرة في حياته وهكذا توالت الأيام مكرسا جهوده بكل همة ونشاط، الشيء الذي أكسبه رضا الجميع في دائرة عمله وعلى مستوى الإدارة العليا مما حدا بها إلى ترشيحه للحصول على فرصة تدريب خارجية تقديرا لتفانيه ومهارته العملية، عاد بعدها إلى مقر عمله متوشحًا الدرجة التأهيلية المرموقة من إحدى المؤسسات التعليمية الدولية ليُقدم عصارة المعرفة والمهارات التي اكتسبها من الخارج والتي استحق عليها الترقية بعد الأخرى إلى أن تولى وظيفة المدير التنفيذي.

لاشك أنَّ هذا الشاب لم يركن إلى الكسل والإتكالية ولم يستنكف العمل في القطاع الخاص ولم يجلس في داره مترقباً الوظيفة الحكومية دون سواها بل شق دربه بكل اعتداد عاقداً العزم على بلوغ أعلى مراتب النجاح متحليا بالسلوكيات الحميدة ومستفيدا من فرص التدريب المتاحة والانتقال من إنجاز إلى إنجاز أكبر.

إنَّ مثل هذه السيرة المهنية لابد أن تكون نبراسا لكل الشباب من الجنسين واضعين نصب أعينهم أهمية العمل في القطاع الخاص والذي بكل المقاييس لا يقل أهمية عن الوظائف العامة لا سيما وأن مؤسسات القطاع الخاص مازالت تتطلع إلى الأيدي العاملة الوطنية المؤهلة والملتزمة بالوعي والانضباط الوظيفي.

كما هو معلوم فإنَّ اقتصاديات الدول تقوم على رفع نسب ومعدلات الدخل القومي بسواعد أبنائها المؤهلين في ضروب المعرفة والعلم والخبرات العملية والذين هم على جاهزية عالية للانخراط في شتى مجالات التوظيف في القطاع الخاص؛ بحسبانه رافدًا رئيسًا في مسيرة التنمية الاقتصادية. وهنا أجد نفسي في خانة تشجيع الشباب على ولوج دائرة العمل في المنشآت الخاصة أو تبني مبادرات مشاريع خاصة بهم وابتكار أساليب حديثة مستعينين ببيوت الخبرة المحلية وأصحاب التجارب الناجحة لتزويدهم بالدراسات والإرشادات المهنية التي تعينهم في إدارة مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة وكيفية استثمار رؤوس أموالهم الوطنية وخلق وسائل الإنتاج والخدمات المتطورة في مجالات السياحة والاتصالات والتقنية الحديثة وغيرها من المهن والأعمال التي تبحث عن الكوادر الشابة الوطنية.

تعليق عبر الفيس بوك