رئيس جامعة السلطان قابوس: تأسيس مختبر لإنترنت الأشياء وتحويل الحرم الجامعي إلى مدينة ذكية

...
...
...
...
...
...

< "المنصات التعليمية" تطلق حلقات عمل تراعي خطط السلطنة التنموية

< "مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا" يعزز التنمية الاقتصادية والإنتاجية الابتكارية للبلاد

< "الردهة الأكاديمية" توفر الدعم الأكاديمي لطلاب الجامعة

 

أكَّد سعادة الدكتور على بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس، أنَّ الجامعة تقدم مجموعة من الخدمات عبر مركز التوجيه الوظيفي؛ بهدف تنمية وصقل مهارات الخريجين والخريجات لمواجهة تحديات المستقبل الوظيفي ومواكبة المتغيرات التي تطرأ على أسواق العمل. ونوَّه سعادته إلى تأسيس مُختبر حي لإنترنت الأشياء بالجامعة سيعمل على تحويل الحرم الجامعي لمدينة ذكية ناجحة وفعالة.

وفي حوار لسعادته على هامش حفل تخريج الدفعة التاسعة والعشرين، قال البيماني: إنَّ مركز التعلم الذاتي يقدم الدعم اللازم لصقل مهارات التعلم لدى الطلاب، علاوة على تمكينهم من مهارات القرن الحادي والعشرين؛ مثل: التعلم التعاوني، وتنمية مهارات التفكير العليا، والتفكير الناقد. وبمناسبة حفل تخريج الدفعة التاسعة والعشرين من طلاب الجامعة، والذي يُقام مساء هذا اليوم الأحد، على مدرجات المسرح المفتوح، تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، كان لنا هذا الحوار.

مسقط - الرؤية

 

< كيف تقوم الجامعة بإعداد مخرجاتها لأجل المستقبل؟

- تعدُّ الجامعة الخريج لسوق العمل علميا ومهاريا؛ ففي الجوانب العلمية تقوم الكليات بطرح مقررات علمية تخصصية حسب حاجة سوق العمل، وحسب ما هو معترف به عالميا من المقررات العلمية. أما في جانب النهوض بالمهارات؛ فيقوم مركز التوجيه الوظيفي بتنظيم العديد من برامج تطوير المهارات بشكل عام، أو برامج تخصصية لخرّيجي الجامعة؛ وذلك ليتمكنوا من المهارات المطلوبة في سوق العمل؛ إذ قدم المركز بالتعاون مع كليات الجامعة المختلفة العديد من البرامج والفعاليات للطلاب الذين هم على وشك التخرج، وذلك لتأهيلهم والتأكّد من جاهزيتهم، كما يُنظّم المركز بشكل دوري فعالية عيادة السيرة الذاتية التي يشارك بها مختصّون من أعضاء الجمعية العمانية لإدارة الموارد البشرية لتزويد الطلاب بمعارف وتقنيات متقدمة في إعداد سيرهم الذاتية.

كذلك يتعاون المركز مع عدد من المؤسسات في القطاعات المختلفة؛ بهدف تعزيز وتطوير مهارات الباحثين عن عمل.

 

< مركز التعلم الذاتي من المراكز الحديثة في الجامعة، فما هي الأدوار التي يقوم بها؟

- مُنذ انطلاقته في العام 2015م، يحرص المركز على تطوير ما يُقدم من خدمات لطلاب الجامعة، وكانت البداية من "واحة مهارات التعلم بالمركز" التي من خلالها يقدم المركز الدعم اللازم لصقل مهارات التعلم لدى الطلاب.

وبعد ذلك، قام المركز بتفعيل خدمة "الردهة الأكاديمية" التي يقدم من خلالها الدعم الأكاديمي لطلاب الجامعة حسب حاجاتهم.

كذلك طرح المركز خدمة "مصادر التعلم الذاتي" على موقعه الإلكتروني؛ حيث تتوافر بعض مقررات الكليات على هيئة عروض فيديو أعدها أكاديميون بالجامعة يُمكن لزوار الموقع الاستفادة منها. وعلاوة على ذلك، يقوم المركز بعمل خطة لإنشاء مكتبة إلكترونية على موقع المركز الإلكتروني تضمُّ كتبًا إلكترونية تفيد الطلاب في مسيرتهم التعليمية.

 

< هل تُعطينا نبذة عن جهود الجامعة في مجال الابتكار؟

- وَافَق مجلس الجامعة على إنشاء مركز بحثي جديد بمسمّى "مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا" في يونيو الماضي، وهذا المركز يُعتبر ترقية لدائرة الابتكار التي عملتْ لسنوات عديدة في مجال الابتكار وتأسيس جماعة طلابية تعتني بهذا الجانب، وسيركز على تعزيز الابتكار ونقل التكنولوجيا في الجامعة وفي السلطنة. وسيُسهم في اعتماد الممارسات التي ترمي لترجمة البحوث العلمية لمنتجات ذات قيمة مضافة، وكذلك توسيع نطاق الخدمات لضمان توافر المنتجات في المجتمعات العمانية؛ تعزيزا للتنمية الاقتصادية والإنتاجية للسلطنة، ومن المأمول إلحاق هذا المركز بمصنع الابتكار الذي سيكون جزءًا متكاملا لعمليات المركز، وسيتيح المصنع الفرصة لطلاب الجامعة وموظفيها للوصول إلى العديد من التقنيات المتطورة والمواد بطريقة ميسرة في بيئة داعمة.

 

< وافق مجلس الجامعة على إنشاء مركز إعادة الاستخدام بالتعاون مع شركة بيئة، نود معرفة المزيد من التفاصيل عن هذا المشروع الحيوي؟

- نؤمن في جامعة السلطان قابوس بأنَّ علينا مسؤولية كبيرة في خدمة المجتمع وصون البيئة، ولدى الجامعة مركز يختص بالدراسات البيئية، وقد أنجز دراسات كثيرة بالتعاون مع جهات مختلفة، وفي هذا الصدد تم تشكيل لجنة مشتركة بين الجامعة وشركة بيئة تعمل على تأسيس هذا المركز واقتراح نظام العمل فيه وفق التصور المعتمد.

وإعادة استخدام المواد المستهلكة من أفضل الحول المقترحة لمعالجة تراكم المخلفات البيئية في بعض الدول، ويعدُّ مركز إعادة الاستخدام إحدى أهم المبادرات والأولى من نوعها في المنطقة، والتي تسعى لنشر الوعي لتقليل الاستهلاك، والحفاظ على البيئة في المجتمع؛ من خلال تحسين وتأهيل الأدوات المستهلكة لإعادة استخدامها والاستفادة منها قبل رميها والتخلص منها نهائيًّا.

وللمركز فوائد مالية واقتصادية واجتماعية وبيئية، ويُشكل انطلاقة مهمة لنشر الوعي وثقافة المجتمع في الحفاظ على البيئة، وقد اقترحت شركة بيئة إنشاء المركز في الجامعة؛ وذلك لأنَّ الجامعة تضم أعدادا كبيرة من الطلاب من مختلف محافظات السلطنة.

 

< هذا يقودنا إلى سؤال آخر حول أسباب اختيار الجامعة لتنفيذ المشروع؟

- هذا المركز يخدم أهداف الجامعة في مجال خدمة المجتمع والحفاظ على البيئة؛ إذ إن مشاركة الطلاب والموظفين القادمين من مختلف المحافظات في السلطنة، سيُسهل عملية نشر الوعي، ويعزز مفهوم العمل التطوعي، وينظم عملية التخلص من المواد المستهلكة؛ من خلال تنظيم حملات توعية ومبادرات إعلامية لتفعيل برنامج الوعي في مجال إعادة الاستخدام وأهميته في الحفاظ على البيئة محليًّا.

 

< وماذا عن تأسيس مختبر حي لإنترنت الأشياء والمدن الذكية في الجامعة؟

- لأجل تأسيس هذا المختبر، وقَّعت الجامعة برنامجًا للتعاون البحثي مع الشركة العُمانية للاتصالات (عُمانتل) وشركة إنترنت الأشياء "ممكن"، وسيكون هذا المختبر من أوائل المختبرات في المنطقة العربية، كما سيسعى المختبر لتحويل حرم الجامعة إلى مدينة ذكية فعالة في السلطنة.

وبموجب الاتفاق، ستقوم شركة "مُمكن" بتزويد الجامعة بالمختبر المذكور للمدن الذكية؛ وذلك بتوفير الأجهزة والأدوات الخاصة بإنترنت الأشياء للمختبر. وبجانب مساهمات شركة "ممكن"، فقد وافقت "عُمانتل" أيضًا على توفير الميزانية اللازمة لشراء الأجهزة المطلوبة من حواسيب ومعدات إضافية؛ وذلك لضمان توفير مجموعة متكاملة من المرافق الحديثة التي يحتاجها المختبر. واتفقت الأطراف الموقعة على أن تتم إدارة المختبر الحي للمدن الذكية بواسطة لجنة تضم ممثلين عنها، وهم من سيُساعدون على تحديد الاتجاهات البحثية للمختبر، والمشاركة في المشاريع المبتكرة.

 

< تُولي الجامعة اهتمامًا كبيرا للطلاب ذوي الإعاقة في مختلف كلياتها، فأين وصلت في هذا المجال؟

- اهتمامُنا بهذه الفئة كبير، ومن خلال قسم شؤون الطلاب ذوي الإعاقة بعمادة شؤون الطلاب، تم توفير عدد من البرامج الأكاديمية لهم خلال العام 2018/2019م؛ إذ تمَّ قبول طالبة من الإعاقة البصرية في كلية الحقوق، وتدريس مقرري الرياضيات والحاسوب لطلبة الإعاقة البصرية كجزء من البرنامج التأسيسي للطلاب ذوي الإعاقة، إلى جانب توفير عدد من أجهزة التقنيات المساعدة، كأجهزة البرايل سنس، الحاسب الآلي، والحاسبات الرياضية الخاصة بالطلاب المكفوفين أيضا تم تهيئة البرامج والمناهج والفصول الدراسية لتلائم متطلبات الطلاب ذوي الإعاقة، كتخصيص فصل دراسي لطلاب الإعاقة البصرية لمقرري الرياضيات والحاسوب، وتدريب أعضاء هيئة التدريس على آليات تدريس الطلاب ذوي الإعاقة.

< وماذا عن انضمام الجامعة للشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم؟

يُشكِّل هذا أهمية كبيرة في الحفاظ على دور الجامعة الريادي في البحث العلمي والتعليم في السلطنة، وله دور مهم في تشجيع ودعم بقية المؤسسات التعليمية والبحثية؛ من خلال التواصل عبر الشبكة العمانية واستغلال التطبيقات المتاحة للتعاون والابتكار المشترك.

وتُوفر الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم شبكة معلوماتية عالية السرعة تُساعد على خلق بيئة تعليمية وبحثية تعاونية ولقاءات افتراضية عبر التقنية لم تكن متاحة سابقا بين المؤسسات التعليمية المنتشرة في أرجاء البلاد، كما تتيح الشبكة التعاون في توفير المصادر التعليمية وتبادل الخبرات وهذه المصادر متاحة بشكل كبير في الجامعة، ويُمكن مشاركتها مستقبلا مع جميع أعضاء الشبكة؛ مثل: الموارد المكتبية والبحوث الإلكترونية والمستودع الرقمي الوطني والتحليلات المختبرية وأنظمة الحاسوب المتقدمة والمواد التعليمية الغنية التي تنتجها الجامعة.

ومكَّنت الشبكة العُمانية الجامعة من الدخول إلى الإنترنت بسرعات مضاعفة عمَّا كانت عليه، كما وفرت إمكانية استغلال مركز بيانات الشبكة بواحة المعرفة كمزوِّد احتياطي للخدمات التقنية، وأهم من ذلك قُدرتنا على التواصل سواء عبر نقل البيانات أو إقامة اجتماعات مرئية بين مختلف الجامعات والكليات والمراكز البحثية داخل السلطنة وخارجها، مع ضمان الخصوصية وأمن المعلومات واستمرارية الخدمة.

ومن أهم خدمات الشبكة العمانية التي بادرت الجامعة باستغلالها هي خدمة التجوال التعليمي (Eduroam)، وقد تمَّ تدشينها واعتمادها مؤخرا كشبكة لاسلكية رئيسية في الجامعة. ومكنت هذه الخدمة الطلاب والباحثين وكافة منتسبي الجامعة بتنقلهم بين الجامعات في السلطنة أو خارجها بين المؤسسات المشتركة بذات الخدمة استخدام رمز التعريف الخاص بهم في الجامعة للولوج إلى الخدمات البحثية والتعليمية التي تقدمها الشبكة والدخول كذلك إلى الإنترنت العامة. فأصبح المشاركون من الجامعة في مؤتمرات في لندن أو نيويورك مثلا يستطيعون الدخول إلى شبكات الجامعات هناك بكل يسر، وكذلك الزائرين من تلك الجامعات.

تعليق عبر الفيس بوك