مسلسل إقالة المدربين

محمد العليان

 

مسلسل إقالة المدربين في دوري عمانتل لهذا الموسم بدأ مبكرا وأصبح عرضا مستمرا، وظاهرة مألوفة بين الأندية؛ خاصة خلال المواسم الـ 3الماضية، فالدوري أصبح مقبرة للمدربين وبالرغم من أن هذا الموسم أصبح شهد إقبالا لابأس به من الأندية على المدربين المحليين لتولى الإدارة الفنية لكن للأسف وكالعادة كان أول ضحايا الدوري من المدربين هو المدرب المحلي ثم تبعته باقي الجنسيات من المدربين المحترفين الأجانب، والدوري والأندية حطمت الرقم القياسي في كل موسم من المواسم الماضية وانتقلت العدوى أيضا لهذا الموسم حيث بعد 8 جولات من البطولة تمت إقالة أكثر من 10 مدربين وهذا رقم مخيف جدا ومؤشر خطير على الدوري والأندية، وبذلك أصبح سوق المدربين كبيرا ومفتوحا خاصة إن كان الأمور مرتبة وبالذات للمدربين المحليين حيث يسهل انتقاله من ناد لآخر..

يا ترى ما هي الأسباب الحقيقية لتلك الإقالات؟ وهل هي فعلا سريعة أو مبكرة أو هناك تسرع واستعجال من إدارة ومُسيّري الأندية؟ وهل التعاقدات لم تكن جيدة أساسا؟ ومن ينبغي له اختيار المدربين؟ بالإضافة إلى هدر المال نتيجة اختيار من لا علاقة له بالجوانب الفنية ولا يفهم فيها.. نعم إقالة المدربين هي ظاهرة سلبية بل حتى مخجلة والسبب الرئيسي هي الارتجالية في العمل التي تدار بها الأندية  وغياب الاحتراف في منظومة العمل خاصة العمل الإداري والفني، وهذا بسبب غياب أو ابتعاد أو عدم الاستفادة من الكوادر المؤهلة والمتخصصة وإقصائهم عن منظومة العمل أو عدم الاستعانة بهم في تسيير ووضع استراتيجية للعمل واضحة وصريحة على حسب الإمكانيات لكل نادٍ، وفي النهاية يعتبر المدرب هو الضحية والضلع الأضعف الذي يتحمل الفشل وفشل الآخرين معه، وبالتالي فإنّ إلغاء عقد المدرب هو الأسهل بين إدارات  الأندية لتهدئة الأوضاع واستمرار الإدارات.

نحن نتحدث من هنا عن تقييم المدربين ونتائج عملهم في الأندية وكل ناد يختلف طموحه مع المدربين وماذا يريد منهم، وقد وصل تناوب المدربين على فرق الدوري في الموسم الواحد من 2 إلى 4 مدربين، فالمدربون ليس لهم مقياس معين في أنديتنا للاستمرار أو الإقالة، ونضرب مثلا بذلك فنادي ظفار في الموسم الماضي أقال مدربه حمزة الجمل وهو متصدر للدوري وعندما خسر مباراة واحدة استبدل الآخر، المعايير إذا هنا مختلفة لأسباب الإقالة للمدربين والسبب الآخر أيضا إقالة الأندية لمدرب مثلا خسر مباراتين أو 3 مباريات والشواهد كثيرة على ذلك في دورينا؛ وبذلك يكون من الصعب على أي مدرب في دورينا الحفاظ على وظيفته أو استمراره مع أحد اندية الدوري لموسمين متتاليين أو 3 مواسم؛ وبالتالي نعود للأسئلة التي تفرض نفسها من جديد: من الذي يتعاقد؟ ومن يقيم؟ ومن يقرر إلغاء العقد؟ وهل هو مرتبط بالنتائج أو ضغوطات الجماهير وبالتالي هذا هو السبب الرئيسي؟

إنّ النجاح والفشل تحكمه منظومة واستراتيجية العمل في الأندية عندما تتكامل هذه المنظومة يأتي النجاح؛ وعندما تضعف وتتراجع أو لا تتناغم يأتي الفشل.