300 مشارك في المؤتمر الإقليمي لصحة اليافعين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

 

مسقط - الرؤية

نظَّمت وزارة الصحة -مُمثلة بدائرة الصحة المدرسية والجامعية- مساء أمس الأحد، المؤتمر الإقليمي السنوي الثاني لصحة اليافعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "معاً لرعاية شاملة لليافعين والشباب".

رَعَى حفل الافتتاح صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد مساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، وعدد من أصحاب السمو، والمكرمين أعضاء مجلس الدولة، وعدد من أصحاب السعادة وممثلي المنظمات الدولية، وشهد المؤتمر مشاركة واسعة حوالي 300 مشارك من السلطنة ودول مجلس التعاون، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول أخرى من العالم؛ وذلك بفندق جراند هرمز.

ويهدف المؤتمر -الذي يستمر أربعة أيام- إلى خلق وعي إقليمي بالبرامج المجتمعية وبرامج تعزيز الصحة الخاصة باليافعين والشباب، والدعوة لمقدمي الرعاية الصحية لتلبية احتياجات اليافعين والشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعزيز فهم المفاهيم الرئيسية في مجال صحة اليافعين والشباب على مختلف المستويات، كذلك التعرف على التجارب متعددة القطاعات والابتكارات والممارسات في مجال صحة اليافعين والشباب، وتعزيز دور اليافعين والشباب كعامل أساسي في حماية صحتهم.

ابتدأ برنامج الحفل بكلمة ترحيبية للدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية؛ قال فيها: يوجد حالياً أكثر من 100 مليون يافع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي السلطنة، وفقاً للتقرير الصحي السنوي، فإن اليافعين والشباب -الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة) يشكلون 28.3٪ من السكان العمانيين. هؤلاء الشباب ليسوا فقط مستقبل أي دولة بل هم قوة مجتمعية هائلة يجب الاستفادة منها بشكل جيد من خلال تحقيق إمكاناتهم الكاملة، ليكونوا مبدعين ويصبحون شريكا نشطا في التنمية.

أضاف: اليافعين يتمتعون بالصحة ولا يعانون من الامراض ومع ذلك، فإن العديد من اليافعين يموتون قبل الأوان بسبب الحوادث والانتحار والعنف ومضاعفات الحمل المبكر والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، إضافة إلى ذلك فهناك العديد من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي يتعرض لها اليافع في هذه المرحلة والتي قد تؤدي لأمراض خطيرة في مرحلة البلوغ على سبيل المثال، قد يؤدي النظام الغذائي غير الصحي، والحياة غير النشطة، والسمنة، وتعاطي التبغ، والمخدرات والالتهابات المنقولة جنسيا إلى أمراض أو الوفاة المبكرة في وقت لاحق من الحياة.

واستناداً للحقائق المذكورة أعلاه، أدركت وزارة الصحة في السلطنة أهمية تعزيز صحة اليافعين وأصبحت إحدى أولويات الخطط الخمسية الصحية. حيث شهدت السلطنة تطوراً كبيراً في تقديم الخدمات الصحية للمجتمع مرتكزة على خدمات الرعاية الصحية الأولية بما تتضمنها من برامج مختلفة للعديد من فئات المجتمع بما فيهم اليافعين والشباب؛ حيث تم إنشاء برنامج للصحة المدرسية منذ بداية الخطة الخمسية الرابعة، وما زال مستمرا بجودة عالية في تقديم الخدمة الصحية.

فيما القت الدكتور أكجمال ماجتيموفا مُمثلة منظمة الصحة العالمية بالسلطنة، كلمة؛ قالت فيها: تتضمن الإستراتيجية العالمية لصحة النساء والأطفال والمراهقين (2016-2030) صحة المراهقين حول ثلاثة أهداف: البقاء- لإنهاء الوفيات التي يمكن الوقاية منها، الازدهار- ضمان الصحة والرفاهية، تحويل- توسيع البيئات المواتية.

من جانبه، قال الدكتور آسر أحمد طوسون ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السلطنة: إن إدراج صحة المراهقين والشباب في الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) يعكس حرص والتزام السلطنة بتعزيز صحة تلك الفئة المجتمعية الهامة، كما يؤكده تنظيم هذا المؤتمر بوصفه الأول من نوعه في سلطنة عمان والثاني في المنطقة، والذي سيعمل خلال أيامه الثلاثة كمنصة لتبادل المعلومات والخبرات بين الخبراء والمشاركين العاملين في هذا المجال. وأشار الى أن تنمية الشباب والاهتمام بصحتهم يُمثلان جزءاً لا يتجزأ من إطار عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، والذي يُشارك في المؤتمر بتقديم الدعم الفني؛ حيث سيقوم مستشارنا الإقليمي للشباب بتقديم البيانات الإقليمية ذات الصلة والخبرات والدروس المستفادة في هذا المجال. كما سنناقش خلال الايام المقبلة أهمية ضمان حصول الجميع بلا استثناء على خدمات صحية كافية ومناسبة لكل المراهقين والشباب؛ بما في ذلك الفتيات المراهقات لضمان إطلاق قدراتهن والاستفادة منها في عملية التنمية المستدامة في منطقتنا العربية.

فيما قال الدكتور راشد بن سالم الهاجري رئيس اللجنة الوطنية للشباب - في كلمته: عندما تم تأسيس اللجنة الوطنية للشباب منذ ست سنوات، توجب علينا الاخذ بالاعتبار توقعات الشباب وطموحاتهم؛ وبالتالي أجرينا مسوحات وحلقات عمل على المستوى المحلي من أجل استيعاب وسد الفجوة بين جهود الحكومة من جانب والمستفيدين (الشباب في هذه الحالة) من الجانب الآخر من المعادلة، أدى ذلك لتصميم وتنفيذ مشاريع قصيرة المدى تستهدف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، وتغطي مختلف المجالات والاهتمامات مثل الابتكار وريادة الأعمال  والعمل التطوعي وأكثر من ذلك بكثير.

ومع مرور الوقت، أخذتْ التوقعات في الازدياد وأصبحت الطموحات أكبر، لذلك توصلنا إلى منظور آخر وهو كيف يمكننا الانتقال من مشاريع تفاعلية قصيرة المدى إلى وضع مشاريع استباقية ومستدامة. وبالتالي قمنا بتطوير خطة إستراتيجية لمدة 5 سنوات مع أهداف إستراتيجية طموحة للغاية. وفي المقابل، واجهتنا 3 تحديات رئيسية لتحقيق هذه الأهداف؛ هي: الموارد البشرية، والخبرة المتخصصة، والموارد المالية.. وبالنسبة للتحدي الأول، عددنا الشباب شركاء أكثر منهم مستفيدين، قمنا بطلب متطوعين في مشاريع مختلفة ومن ثم تدريبهم وتزويدهم بالأدوات والمهارات المناسبة لتنفيذ تلك المشاريع، علاوة على ذلك، تمكنا من تطوير أدوات جديدة بفضل مساعدتهم وخيالهم الذي مكننا من توصيل رسالتنا بشكل أسرع وأسهل للجمهور المستهدف وبمساعدة هؤلاء الشباب تمكنا من ايصال مشاريعنا في جميع أنحاء السلطنة في وقت أقصر مما لو كان علينا الاعتماد على مواردنا البشرية. أما بالنسبة للتحدي الثاني، وهو امتلاك الخبرة المناسبة، فقد أٌمنا شراكات مع الجهات الحكومية كلا بحسب الفئة المناسبة؛ فعلى سبيل المثال لمشروع "نمط حياة صحي للشباب" دخلنا في شراكة مع وزارة الصحة، ولمشروع "تعزيز مشاركة الشباب في عملية صنع القرار"، أقمنا شراكة مع المجلس الأعلى للتخطيط. بينما كان التحدي الثالث هو امتلاك موارد مالية كافية لإجراء جميع هذه المشاريع في وقت واحد وفي جميع أنحاء البلاد، ومما ساعد على خفض التكلفة هو جعل الشباب يعملون كمتطوعين، كما أن استخدام المرافق الحكومية القائمة مثل المدارس والجامعات والنوادي الرياضية والثقافية أسهمت في خفض التكلفة، وفي الأخير تمكنا من تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لتخصيص جزء من ميزانية المسؤولية الاجتماعية للشركات لمشاريعنا.

وكانت النتيجة التي حصلنا عليها خلال السنتين الأخيرتين هي تنفيذ 15 مشروعًا مختلفًا يستفيد منها الآلاف من الشباب.

وقام صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يستعرض تجارب من مختلف المؤسسات الحكومية؛ حيث استمع والحضور إلى شرح واف عن كل ركن.

تعليق عبر الفيس بوك