ملايين الأمريكيين يقبلون على فحص وراثي لمعرفة أصولهم

 

واشنطون - أ.ف.ب

يُقبل الملايين في الولايات المتحدة على إجراء فحص وراثي يُباع عبر الإنترنت، مدفوعين بفضول كبير لمعرفة أصولهم؛ في ظاهرة تثير قلقَ بعض الخبراء من أن تُسهم في تعزيز العنصرية في المجتمع الأمريكي.

فمُقابل بضع مئات من الدولارات، وعيّنات من اللُّعاب، بات مُمكنا تحديد الخريطة الوراثية للشخص، ومعرفة ما إن كانت أصوله يطغى عليها العنصر الإفريقي أو الأوروبي، أو أنه ينحدر من السكان الأصليين في أمريكا.

وصارت شركات كثيرة تعرض إجراء هذا الفحص للراغبين في معرفة أصولهم، وتقول إحدى هذه الشركات "آنسيستري" إنها أجرته لعشرة ملايين شخص، فيما تتحدّث منافستها "23 آند مي" عن خمسة ملايين زبون.

وتقول بيفرلي شيا وهي متقاعدة في السابعة والستين، أجرت الفحص بدافع الفضول: "أنا أعرف شجرة عائلتي، لكني ظننت أنه ربما كان لدي سلف من بلد آخر لا أعرفه". إلا أن نتيجة فحصها كانت "مُربكة"، فقد تبيّن أن شجرتها الوراثية موزّعة بين إنجلترا وأسكتلندا وويلز وإيرلندا.

وتقول شركة "23 آند مي" على موقعها الإلكتروني: "التنوّع البشري رائع، نحن نحتفي به ونعطيه قيمته". وللدلالة على صحة ذلك، نشرت الشركة مقطعا مصوّرا لاثنين من زبائنها، أحدهما أسود من نسل الأفارقة الذين استُعبدوا في أمريكا، والثاني أبيض سليل عائلة كانت تستعبد الأفارقة. لكن التحليل الوراثي أثبت ما لم يكن في الحسبان، وهو أن بينهما جدًّا مُشتركا.

ويقول تيموتي كولدفيلد الباحث في جامعة ألبرتا في كندا، لوكالة فرانس برس: إن هذا الفحص "يبيع فكرة تقوم على أن الفروقات البيولوجية لها قيمة، أو أن التكوين البيولوجي يحدّد هويّة الشخص". وهو يرى أن معظم من يُجرون هذا الفحص يفعلون ذلك بدافع الفضول واللهو، وليس لتغيير نظرتهم إلى العالم.

ويؤيده عالم الأنتروبولوجيا جون إدوارد تيريل.. قائلا: الأعراق البشرية هي فكرة ابتدعها البشر، وإبدالُها اليوم بتعابير مثل أسلاف أو إرث، يبدو من حيث الظاهر أنه ينطوي على تقدّم، لكنه ليس كذلك في الحقيقة.

تعليق عبر الفيس بوك