هيماء تحتضن احتفال السلطنة بيوم المرأة العمانية "شريكة التنمية المستدامة"

 

 

  • مذكرات تفاهم واتفاقيات لدعم جمعيات المرأة وتكريم رئيساتها
  •  
  • "مخلل المحاريات" تجربة ناجحة في ريادة الأعمال
  • أمسية نسائية في ميدان الاحتفالات بهيماء وعرض أوبريت "المرأة وحب الوطن"

 

 

 هيماء- رياض السيابي

تصوير/ مريم الضامرية

احتفلت وزارة التنمية الاجتماعية أمس الأربعاء في ولاية هيماء بيوم المرأة العُمانية الذي يصادف 17 أكتوبر، ورعى الحفل الذي أقيم في ميدان المهرجان بولاية هيماء معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير العدل وبحضور معالي الشيخ مُحمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية ومعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم وعدد من أصحاب المعالي والمكرمات أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة.

ونال احتفال هذا العام دعم وزارات الداخلية، والتربية والتعليم، والبلديات الإقليمية وموارد المياه، وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وحُظي برعاية عدد من مؤسسات القطاع الخاص، حيث جاءت الرعاية الماسية من أوكسيدنتال عمان إنكربوريتد، والرعاية الذهبية من شركة تنمية نفط عمان، والراعي الفضي كل من مصفاة الدقم ومعهد تكنولوجيا عُمان.

وبدأ الحفل بكلمة وزارة التنمية الاجتماعية ألقاها سيف بن محمد الشكيلي مدير التنمية الاجتماعية بولاية هيماء قال فيها: إنَّ اعتماد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – يومًا سنويًا للمرأة العمانية يُعتبر تجديدا وتأكيدا على دورها الريادي في التنمية الشاملة، وبفضل الدور الكبير الذي تلعبه في التنمية أصبحت شريكاً فعليًا في كل مفصل من مفاصل الحياة، وما الاحتفال بهذا اليوم إلا ترجمة فعلية لما وصلت إليه من مكانة عالية في مجتمعها.

وأكد في كلمته أنَّ الوزارة ارتأت أن يكون الاحتفال بيوم المرأة العمانية هذا العام في محافظة الوسطى تحت عنوان "المرأة العمانية شريك التنمية المستدامة" للاستمرار في نهج التكامل الاجتماعي بين أفراد المجتمع بكل شرائحه المُختلفة، ومما لا يخفى على أحد الدور الرائد الذي تقوم به الوزارة في مجال تمكين المرأة وتثقيفها وتدريبها، وما جمعيات المرأة العمانية المنتشرة في كافة أرجاء الوطن إلا ترجمة فعلية لاهتمام الوزارة بتنمية قدرات المرأة، وقد حظيت محافظة الوسطى بإشهار أربع جمعيات للمرأة في ولاياتها الأربع، وهذه بمثابة ركيزة العمل النسائي التطوعي، ومن خلالها تتكون الشراكة بين مُختلف المؤسسات، ولهن دور بارز في تنمية المجتمعات من خلال برامج التدريب والتوعية.

بعد ذلك ألقت عالية بنت صالح الميمنية نائبة رئيس شركة أوكسيدنتال عُمان للعمليات كلمة أشارت خلالها إلى جهود الشركة في دعم المبادرات الهادفة لتمكين المرأة، والذي يعد جزءا من برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركة، وتفرعت مجالات تمكين المرأة لتشمل المجال العلمي والاستثماري والحرفي، والهدف الأساسي من هذه المبادرات أن تساهم في زيادة دخل الأسر المنتجة والحفاظ على الموروث العماني. عقب ذلك قدمت الدكتورة فاطمة بنت راشد الكيومية مديرة التخطيط والدراسات السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية ورقة عمل بعنوان "المرأة ودورها في التنمية الاقتصادية في محافظة الوسطى"، وأكدت فيها على أنَّ الزراعة والثروة السمكية من القطاعات الحيوية الداعمة لهذا المفهوم وللاقتصاد الوطني أيضًا من حيث مساهمتهما الفاعلة في تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الناتج المحلي، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز الأمن الغذائي في السلطنة، كما يُعد البناء المؤسسي والتشريعات والقوانين المنظمة لاستغلال الموارد الطبيعية محصلة لتنمية ريفية وساحلية من خلال الإنتاج وعمليات الحصاد والتسويق والتصنيع، وساهم القطاعان الزراعي والثروة السمكية بحوالي 56.2% من قيمة احتياجات السلطنة الغذائية مع سعي الوزارة لاستدامة هذه الموارد، كما سعت الوزارة لإبراز دور المرأة في هذه المنظومة، حيث تعمل المرأة في القطاعين إلى جانب الرجل في شتى المجالات المختلفة.

 كما قدمت مريم بنت إبراهيم الهنائية ورقة حول دراسة أجريت للتعرف على دور الجمعيات الأهلية في تحسين نوعية حياة المرأة العمانية، وأبرز الصعوبات التي تحول دون أداء هذه الجمعيات لدورها في تحسين نوعية حياة المرأة، والآليات المُمكنة لتفعيل دورها.

وأوضحت الهنائية أنَّ هذه الدراسة طبقت على جمعيات المرأة العمانية، والجمعيات الخيرية التابعة لمُحافظة مسقط، والتي لها دور في مجال تحسين نوعية حياة المرأة، وأشارت نتائج الدراسة إلى أنَّ أفراد عينة الدراسة من المستفيدات يرين أن الجمعيات الأهلية لها دور متنامٍ في تحسين المستوى الاقتصادي للمرأة العمانية، ولكن دورها لا يزال منخفضاً في مجال تحسين المستوى التعليمي والمستوى الصحي، بينما يرى المسؤولون أن الجمعيات الأهلية لها دور كبير في مجال تحسين المستوى الاقتصادي، ولكن دورها في تحسين المستوى التعليمي والصحي ما يزال دون المستوى، وفيما يتعلق بالبعد الذاتي لتحسين نوعية حياة المرأة، فقد اتفقت المستفيدات والمسؤولون على أنَّ الجمعيات الأهلية لها دور مهم في هذا المجال.

تمكين وتأهيل

كما تابع راعي الحفل والحضور عرض تجربة ناجحة في ريادة الأعمال لجمعية المرأة العمانية بولاية مصيرة لمشروع "مخلل المحاريات" بهدف توفير مصدر دخل للأسر في ولاية مصيرة.

عرضت التجربة سمتة بنت علي العويسية رئيسة الجمعية، وتتمثل رؤية المشروع في استثمار طاقات الأسر في ولاية مصيرة بهدف المشاركة في التنمية، ورسالة المشروع في تمكين الأسر وتأهيلها وتدريبها، وكانت الانطلاقة في 2014 بمشاركة 20 أسرة وبدعم من وزارتي التنمية الاجتماعية والزراعة والثروة السمكية.

 بعدها استعرضت مياسة بنت موسى البلوشية إحصائية بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات كتاب المرأة العمانية لعام 2018م، والذي يتضمن وصفًا عامًا للمرأة العمانية في مختلف المجالات، ومقارنة هذه البيانات بين عامي 2013 و2017م، حيث تشير البيانات والأرقام المتضمنة في الإصدار إلى أنَّ أعداد الذكور والإناث العمانيين تتناصف حيث بلغت نسبة الجنسين 50% تقريبًا، وبلغت نسبة النوع 101.8 ذكر لكل 100 أنثى، كما تشير إلى ارتفاع معدل الخصوبة للنساء العمانيات من 3.9 في عام 2013م إلى 4 مواليد لكل امرأة في سن الإنجاب عام 2017م ليبلغ أعلاه في الفئة العمرية من 25 إلى 29 سنة إذ بلغ 218.9 مولود لكل ألف امرأة مقارنة بـ 213.1 مولود لكل ألف امرأة في عام 2013 .

وفيما يخص الوضع التعليمي تشير الإحصاءات الواردة في هذا الكتاب إلى أن معدل الأمية للإناث انخفض من 12.6% في 2013 إلى 8.4% عام 2017، ويتضح في التعليم المدرسي أن نسب الالتحاق متساوية تقريباً لكلا الجنسين، أما بيانات التعليم العالي فتشير إلى أنَّ نسب الإناث المقبولات أعلى من الذكور حيث بلغ مؤشر التكافؤ بين الجنسين 1.1 لصالح الإناث المقبولات بمؤسسات التعليم العالي، كما ارتفعت نسب الخريجات الإناث من 56% من إجمالي الخريجين في العام الدراسي 2013/2014م إلى 59.3 في العام الدراسي 2015/2016م، وفيما يتعلق بالقطاع الصحي فتشير البيانات إلى ارتفاع العمر المتوقع عند الميلاد للإناث .

وأوضح كتاب المرأة في قطاع العمل ارتفاع نسبة النساء المشتغلات من 31% من إجمالي المشتغلين في عام 2013م إلى 33% في عام 2017م، حيث ارتفعت نسبة الإناث في القطاع الخاص من 21% في عام 2013م إلى 25% في عام 2017م، من إجمالي المشتغلين بالقطاع الخاص، وظلت نسبة الإناث شاغلات الوظائف الإدارية بالخدمة المدنية ثابتة بنسبة 21% لكلا العامين، كما أنَّ عدد الحرفيات كان أعلى من الحرفيين الذكور خلال عامي 2013-2017م، حيث بلغت نسبتهن 88% من إجمالي الحرفين في عام 2017م، كما بلغت نسبة الإناث المستفيدات من صندوق الرفد حوالي 30% من إجمالي المستفيدين عام 2017م، وتمتد مظلة الحماية الاجتماعية بالسلطنة لتبلغ نسبة النساء المُسجلات والمستفيدات من الضمان الاجتماعي 59% من إجمالي المستفيدين البالغ عددهم 79487عام 2017م.

ويشير الكتاب الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات الى ارتفاع عدد جمعيات المرأة العمانية من 60 جمعية عام 2013 إلى 64 جمعية عام 2017، أما في التمثيل البرلماني فقد شكلت الإناث في مجلس عُمان ما نسبته 9% من إجمالي الأعضاء في الفترة 2015 إلى2019م، وارتفعت نسبة الإناث في المجالس البلدية من 2% في الفترة 2012 إلى 2016م إلى 3.4% في الفترة 2016-2020م.

مذكرات تفاهم واتفاقيات

كما شهد الحفل بعد ذلك توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات لدعم جمعيات المرأة العمانية، حيث جاءت المبادرة الأولى بتقديم دعم مالي 5 آلاف ريال لكل جمعية من جمعيات محافظة الوسطى الأربع، والمبادرة الثانية تضمنت تقديم شركة سيباسك عُمان دعما ماليا لجمعية المرأة العمانية بولاية محوت، إضافة إلى تقديم معهد تكنولوجيا عمان برامج تدريبية بقيمة 5 آلاف ريال لكل من جمعيتي المرأة العمانية بمحوت والدقم، وكذلك اتفاقية شركة مصفاة الدقم للصناعات البتروكيماوية لدعم جمعية المرأة العمانية بالدقم من خلال إقامة دورات تدريبية في مجال اللغة الإنجليزية لعضوات الجمعية لمدة 8 أشهر، بالإضافة إلى اتفاقية شركة مصفاة الدقم للصناعات البتروكيماوية لدعم إقامة ملتقى ومعرض رائدات الأعمال والأسر المنتجة ومنتجات جمعيات ولايات محافظة الوسطى، إلى جانب اتفاقية من غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الوسطى لدعم جمعيات المحافظة .

 معرض الفن التشكيلي

من جانب آخر تجول راعي الحفل والحضور في معرض الفن التشكيلي والذي يعد نتاج عمل العضوات في جمعيات المرأة العمانية بمحافظة الوسطى، حيث ضم المعرض على صور تشكيلية ومختلف الأعمال التراثية والمشغولات اليدوية والخزفية، من جانب آخر أقيمت مساء أمس الأول أمسية نسائية بعنوان "المرأة في محافظة الوسطى" بميدان الاحتفالات بولاية هيماء تحت رعاية المكرمة منى بنت عبدالله البحرانية عضو مجلس الدولة، وبدأ الحفل بكلمة جمعيات المرأة العمانية بمحافظة الوسطى ألقتها صافية بنت سعيد الحرسوسية نائبة رئيسة جمعية المرأة العمانية بهيماء وقالت فيها: إن المرأة العمانية شاركت في مسيرة النهضة المباركة في كل المجالات، وعملت تحت مظلة القوانين والنظم والتشريعات التي كفلت حقوقها وواجباتها ووفرت لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف مما أدى إلى إبراز دورها ومكانتها في المجتمع، واستطاعت أن تستفيد من هذا التمكين ووصلت إلى أعلى المناصب والمراتب العليا في الدولة بكل جدارة واقتدار، ومؤكدة في كلمتها أنّ المرأة العمانية في محافظة الوسطى نالت قدرا كبيرا من الاهتمام من قبل الحكومة، فأصبحت بها أربع جمعيات عمانية في ولايات: هيماء ومحوت والدقم والجازر، وتساهم هذه الجمعيات في تقديم البرامج التدريبية، وتمكين المرأة العمانية سواء كانت موظفة أو ربة منزل، كما أن لدى محافظة الوسطى لجنة رائدات الأعمال وهذا دليل على نمو مستوى ريادة الأعمال بين الأوساط النسائية في محافظة الوسطى.

 بعدها توالت فقرات الحفل التي جسدت مختلف الفنون الشعبية والأزياء النسائية للمرأة في محافظة الوسطى، وفقرة ترفيهية نسائية بالتعاون مع دائرة الشؤون الرياضية بالمحافظة، واختتم الحفل بأوبريت "المرأة وحب الوطن ."

 

تعليق عبر الفيس بوك