امرأةٌ أخيرةٌ أنـا


أحلام عثمان – فانكوفر – كندا

التعابير الغامضة على وجهك
التي أراها بعين أصابعي كلما مرَّ حديثٌ قصيرٌ بيننا
ليست عن عبَث.

لستُ بتلكَ الجرأة التي أستحقّ رجلاً كأنت
" نهرٌ ومجنون جدّاً "

أنتَ لاتعرف أنّني ألتهمُ أحياناً تفاصيلي اليوميّة بدلَ ثرثرتي معك
فقط مخافةَ ألّا تشعرَ بالمَلل.

لم تطلُب مرَّة واحدة أنْ تكون وقتاً تُحبُّه معي
وأنا أُناديكَ في كلّ الأوقات: " يـا فَجري "

لستُ كباقي النساء حولك لِتَنتبهَ بكُلِّك.
لاأملكُ عينينِ هائلتَينِ لأقتنِصكَ من شُرودك.
ولاشعراً يصهلُ على مؤخرةٍ مثاليّة
ويتهيّأُ للطيرانِ بصفعةٍ خفيفةٍ من صوتكَ للرّيح.

لستُ جسداً يتلوّى حدَّ الغياب في حضورِ عِطرِك
ولا أثداءَ تتمرَّدُ على أقفاصها كلما رفعتَ يدكَ للنّادلةِ مُنادياً:
" قهوة "

وبقربك موسيقا الغجرِ أنـا
في جيبِ قميصكَ زهرة بريّةٌ لاتعرفُ من شَكَّها أنـا
امرأةٌ أخيرةٌ أنـا
وكلُّ النساء أوائل
وأنت أكبرُ كاذبٍ حينَ تقول للحُبّ:
" بإمكانكَ أنْ تعُضّني..أنـا لاأخافك "

أنتَ لا تعلمُ كيفَ يلسعُ نَحلُ امرأةٍ أخيرة!

 

تعليق عبر الفيس بوك