منافسة غير محسومة في انتخابات الرئاسة بين "بديل" دا سيلفا ومرشح اليمين المتطرف

استنساخ ترامب في البرازيل

 

الرؤية - الوكالات

نتيجة شبه غامضة لانتخابات الرئاسة في البرازيل؛ اليوم؛ في ظل حرمان المرشح الأكثر حظا لولا دا سيلفا من حقه في الترشح للرئاسة بقرار من المحكمة العليا؛ والذي أبلغ أنصاره المعتصمين احتجاجا على منعه بأنه يرشح وزير التعليم السابق فرناندو حداد ذا الأصول اللبنانية لخوض الانتخابات الرئاسية بدلاً منه؛ قائلا في حسم: "من اليوم فصاعدا فرناندو حداد هو لولا لملايين البرازيليين".

وفي المقابل؛ يخوض انتخابات اليوم عن اليمين المرشح الأوفر حظا - بحسب بعض استطلاعات الرأي - السياسي المتطرف والمثير للجدل، يائير بولسونارو، الذي تعرض للطعن بسكين مؤخرا، ولكنه نجا من الحادث. ويصفه بعض المراقبين بـ "ترامب جديد" في البرازيل!

وقد أثار بولسونارو غضب الكثيرين في البرازيل بسبب تصريحاته ضد المثليين وغيرها من المواقف العنصرية. لكن الملايين من مؤيديه وأنصاره في وسائل التواصل الاجتماعي، يرونه منقذاً لبلد يعاني من تفشي الجريمة. ويطلق عليه هؤلاء: "ترامب البرازيلي".

وفي عام 2015، تم تغريم بولسونارو من قِبل المحكمة بسبب تعليق له في مقابلة صحفية عن عضوة الكونغرس ماريا دور روزاريو، والتي قال عنها "إنها قبيحة جداً ولا تستحق أن تُغتصب". وخضع للتحقيق بسبب تعليقات عنصرية عن البرازيليين الذين ينحدرون من أصول أفريقية.

ولكن تغيرت لهجته العدائية مؤخرا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لتصبح أكثر انفتاحاً وتسامحاً، حيث قال: "سنوحد هذا الشعب، سنوحد البيض والسود والمثليين وغيرهم من فئات الشعب، سنوحد الرؤساء والعاملين ولن نزرع بذور الخلاف بينهم".

وقال عضو في الكونغرس البرازيلي، إن بولسونارو سيكون ممثلاً عن الحزب الليبرالي الاجتماعي (PSL) الذي يُنظر إليه على أنه حزب لا وزن له في السياسة البرازيلية. وهذا يعني أن حِصته من الوقت المتاح للدعاية لحملته الانتخابية على شاشة التلفزيون ستكون أقل من عشرة ثوان وهذا يقلص فرصته في سباق الرئاسة.

لكن بولسونارو يخاطب مؤيديه متحدياً: "ليس لدينا حزب كبير، ولا تمويل للحملة الانتخابية، ولا الوقت الكافي على التلفزيون، ولا نملك ما يملكه الآخرون، لكن لدينا أنتم، الشعب البرازيلي". ورغم ذلك تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أنه سيحتل المرتبة الأولى بعد حرمان لولا داسيلفيا.

وأكثر من يدعمه هم من المسيحيين الإنجيليين بسبب موقفه المناهض للإجهاض، إلى جانب دعوته إلى تخفيف قوانين حيازة الأفراد للأسلحة.

ومثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتضمّن خطاباته وعوداً بتغيير الأوضاع الحالية ورفد حكومته بضباط عسكريين وإخراج البرازيل من اتفاقية باريس المناخية بحسب إي بي سي نيوز.

وقد وصفه الضباط المسؤولون عنه بـ "الطموح والعدواني"، عندما كان يخدم في وحدة المظليين في الجيش.

وكانت بداية شهرته بعد أول ظهور له عام 1986، عندما أجرت مجلة "فيجا" الإخبارية مقابلة معه، اشتكى خلالها من انخفاض الأجور في الجيش، وادعى أن القيادة العليا في الجيش قامت بتسريح الضباط من وظائفهم بسبب التخفيضات في الميزانية وليس بسبب "انحرافات مسلكية" كما ادعت القيادة.

وتألق اسمه بعد تلك المقابلة، ونال إعجاب العسكريين ذوي التوجهات اليمينية المتطرفة والذين كانوا يشعرون بخيبة أمل من الحكومة المدنية الديمقراطية في البرازيل. وترك بولسونارو الذي وصل إلى رتبة النقيب، الخدمة في الجيش بعد 17 عاماً.

وكان قد دخل عام 1988، عالم السياسة بعد أن أصبح عضواً في مجلس مدينة ريو دي جانيرو عن الحزب الديمقراطي المسيحي.

وفي عام 1990 ، فاز بالانتخابات وأصبح عضواً في الكونغرس الاتحادي البرازيلي عن نفس الحزب، وفي 2014، حصل على أكبر عدد من الأصوات في ريو دي جانيرو.

وقدم خلال 25 عاماً من عضويته في الكونغرس البرازيلي، 173 مشروع قرار ، وعدّل قانوناً واحداً على الأقل، لكنه فشل تقريبا في جميع تحقيق أي من مقترحاته في تغيير القوانين.

وقال بولسونارو موجهاً كلامه إلى حاكم ساو باولو الذي يشغل هذا المنصب لمدة أربع دورات متواصلة: "أشكرك مرة أخرى يا جيرالدو ألكمين على توحيد حثالة السياسيين البرازيليين". ويتخلف ألكمين، المرشح عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي عن بولسونارو بفارق 10 نقاط أو أكثر.

 

 

 

 

 

وعلى الجانب الآخر، يبقى التحدي الأساسي أمام منافسه لبناني الأصل فرناندو حداد قبل الجولة الأولى من الانتخابات هو إقناع مؤيدي حزب العمال بالتصويت له وبأنه خليفة دا سيلفا حقا.

ويحمل فرناندو حداد، 55 عاما، شهادة دكتوراة في الاقتصاد والفلسفة. وألف خمسة كتب سياسية من بينها "دفاعا عن الاشتراكية". وأختار حداد الشيوعية مانويلا ديافيلا البالغة من العمر 37 عاما، لخوض الانتخابات كنائبة للرئيس. وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن نصف القاعدة الشعبية على الأقل لدا سيلفا ستنتخب المرشح الذي يختاره الزعيم المسجون.

وكان حداد وزيرا للتعليم في عهد دا سيلفا (2003 - 2010) وقد فاجأ الجميع بفوزه على مرشح الإنجيليين المحامي ومقدم البرامج التلفزيونية سيلسو روسومانو الذي كان يعتبر الأوفر حظا في الفوز في انتخابات رئاسة بلدية العاصمة ساوباولو عام 2012 بعد حملة دعاية قوية قادتها الرئيسة ديلما روسيف.

وتعود أصول حداد، المولود في ساو باولو، إلى قرية عين عطا في قضاء راشيا بالبقاع اللبناني. ووالدته هي نورما تيريزا غصين المولودة في البرازيل، وهي متحدرة لجهة الأب من مدينة زحلة في شرق لبنان، أما والده، خليل حداد، فهاجر وهو في عمر 24 سنة في 1947 إلى البرازيل برفقة والده، الخوري حبيب حداد، الذي سلك درب الكهنوت بعد وفاة زوجته. وزار حداد لبنان لأول مرة في 2006 حين كان وزيرا للتربية واستقبلوه بحفاوة كبيرة، خصوصا حين زار بيتي أجداده لأمه ولأبيه.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك