إلغاء الاتفاق الضمني بين "الديمقراطي" و"الاتحاد" يُشعل حِدّة المنافسة الكردية في انتخابات اليوم

رئاسة العراق حائرة بين "حليفين لدودين"

 

 

  • مساع لإقناع أحد المرشحين بالتنازل للآخر حفاظا على وحدة الصف الكردي

 

الرؤية - الوكالات

تتوجه الأنظار اليوم لمتابعة التصويت على انتخابات رئاسة العراق بعد الانتهاء من انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً لبرلمان العراق، والانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان. وتبدو المنافسة في أوجها بين الحزبين الرئيسيَين وهما: الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي كان يتزعمه رئيس العراق الراحل جلال الطالباني، ويتمسك كلّ من الحزبين بأحقية منصب رئاسة الجمهورية، في مواجهة حادة هي الأولى بين الحزبين الكرديين الرئيسين المنقسمين منذ عام في أعقاب فشل إستفتاء على استقلال إقليم كردستان.

ومنذ سقوط نظام صدام حسين في 2003، سيطر الاتحاد الوطني الكردستاني على منصب رئاسة الجمهورية، بناء على اتفاق ضمني مع منافسه الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، ما يحفظ للأخير في المقابل منصب رئاسة إقليم كردستان. ولكن اليوم، تبدو المنافسة شرسة، خصوصا بعد تجميد منصب رئاسة الإقليم، واعتبار الحزب الديموقراطي الكردستاني الاتفاق السابق بحكم الملغي، خصوصا وأنه صاحب الكتلة البرلمانية الكردية الأكبر في بغداد.

ويأمل قطاع كبير من الأكراد أن تُكلل الجهود في الساعات الأخيرة بإبرام اتفاق يؤدي إلى تنازل أحد المرشحين وتقديم شخصية واحدة للتصويت داخل البرلمان حفاظا على وحدة الصف الكردي.

وقد أصدر الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي بيانا أمس عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية حَث فيه أعضاء مجلس النواب بالتصويت لصالح مرشحه لمنصب رئاسة الجمهورية، برهم صالح، لافتا إلى أن رئيس الجمهورية يُمثل أطياف الشعب العراقي وليس ممثلا عن مكون أو طائفة أو حزب محدد وهو يمثل رمز العراق وسيادته.

ويجرى التوافق في العراق على إسناد منصب رئاسة البلاد للأكراد ورئاسة البرلمان للعرب السنّة ورئاسة الحكومة للشيعة. وتشتد المنافسة اليوم بين 3 مرشحين أكراد من بينهم امرأة، وهم : برهم صالح وفؤاد حسين وسروة عبد الواحد، وإن كانت المنافسة تنحصر بين برهم صالح وفؤاد حسين بشكل أساسي.

 

برهم صالح.. عودة رئيس "حكومة الاحتلال"

ولٌد برهم صالح في السليمانية 1960 وهو ابن أسرة متعلمة وميسورة الحال حيث كان والده قاضيا، وكان ناشطاً سياسياً قبل أن يبلغ العشرينيات من عمره. واعتقل عام 1979 من قبل الحكومة العراقية مرتين بتهمة المشاركة في الحركة السياسية الكردية، وأدخل السجن بسبب تصوير المظاهرات المناهضة للحكومة.

وبعد إطلاق سراحه من السجن، سافر إلى المملكة المتحدة هربا من الملاحقة الأمنية. وخلال وجوده في المملكة، عمل في صفوف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وأصبح مسؤول العلاقات الخارجية للحزب في بريطانيا.

 

وتخرج صالح في كلية الهندسة المدنية بجامعة كارديف عام 1983م. وحصل على شهادة الدكتوراة في الإحصاء وتطبيقات الكمبيوتر في مجال الهندسة من جامعة ليفربول البريطانية عام 1987.

وبعد انتهاء حرب الخليج الأولى، وخروج إقليم كردستان العراق عن سيطرة الحكومة المركزية، أصبح ممثل الحزب في الولايات المتحدة ما بين 1993 و 2003م.

وبعد سقوط نظام حكم صدام حسين ، تولى منصب رئيس الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004، ثم أصبح وزيراً للتخطيط في الحكومة الانتقالية بعد عام. كما تولى منصب نائب رئيس الحكومة في حكومة نوري المالكي الأولى عام 2006م

وفي عام 2009، تولى منصب رئاسة حكومة إقليم كردستان، ثم أسس حزباً جديداً لخوض الانتخابات البرلمانية باسم "تحالف من أجل الديمقراطية والعدالة" الذي فاز بمقعدين في البرلمان العراقي.  وحالياً، يشغل منصب رئيس مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في مدينة السليمانية، في إقليم كردستان العراق.

 

 

سروة عبد الواحد.. معارضة استقلال الأكراد تحاول

وأعلنت سروة عبد الواحد، النائبة الكردية في البرلمان العراقي عن ترشحها لمنصب رئيس الجمهورية. وذاع صيتها بسبب مواقفها السياسية في السنوات الأخيرة، وخاصة معارضتها لإجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق عام 2017.

وحصلت سروة عبد الواحد (مواليد السليمانية، 1972) على البكالوريوس في آداب اللغة العربية من جامعة بغداد عام 1993، وعملت في عدد من وسائل الإعلام المحلية، ثم دخلت مجال التدريس واستمرت في تلك المهنة حتى عام 1998.

وفي عام 2014، فازت بعضوية مجلس النواب العراقي عن محافظة أربيل، عن حركة التغيير. وصارت عضواً في شبكة البرلمانيات العرب.

وتقول عبد الواحد: كان المنصب حِكراً على الحزبين الكرديين الرئيسيين طوال 15 عاماً، ولم تمنح أي فرصة للقوى الكردية الأخرى أو للنساء لتسلم هذا المنصب. وفي مؤتمر صحفي، أعلنت عبد الواحد ترشحها كعراقية كردية مستقلة عن الأحزاب السياسية، وقالت: أترشح ممثلة لجميع القوى الوطنية العراقية الصادقة والتي تسعى لبناء وطن لجميع العراقيين الذين يعانون منذ عقود.

وكانت الشرطة في محافظة أربيل بإقليم كردستان قد أصدرت مذكرة اعتقال بحقها بتهمة الإساءة إلى قوات البيشمركة، التي نفتها، لكن مجلس النواب العراقي رفض رفع الحصانة عنها في العام الماضي.

 

 

فؤاد حسين.. مقاتل "البشمركة" على المقعد السياسي

تخرج فؤاد حسين (مواليد خانقين، 1949) في كلية التربية بجامعة بغداد عام 1971، ثم أصبح عضواً في الحزب الديمقراطي الكوردستاني.  وفي عام 1975، التحق بقوات البشمركة، ثم هاجر إلى هولندا وأصبح سكرتيراً لجمعية طلاب كردستان في خارج البلاد وانضم إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

ثم ترك الحزب وأصبح سياسياً مستقلاً وشارك في مؤتمرات المعارضة العراقية في بيروت وفيينا ونيويورك في بداية تسعينيات القرن الماضي.

وبعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، عاد إلى العراق وأصبح أحد المشرفين على وزراة التربية و التعليم  في العراق. ثم تولى رئاسة ديوان إقليم كردستان، وما يزال في منصبه حتى الوقت الراهن.

وقد تم ترشيح فؤاد حسين من قِبل الحزب الديمقراطي الكردستاني عبر بيان أصدره زعيم الحزب مسعود برزاني.

تعليق عبر الفيس بوك