إبراز فرص الأعمال والتدريب والتطوير في معرض القيمة المحلية المضافة

وكيل "النفط": "مصفاة الدقم" نواة لازدهار "اقتصادية الدقم" وأكبر المشاريع الصناعية بالمنطقة

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ العوفي: التدريب المقرون بالتوظيف والتطوير يمهد الطريق أمام الشباب لبدء مسار مهني واعد

◄ استهداف استدامة الوظائف للشباب لتحقيق الأمان الوظيفي بقطاع النفط

◄ الخروصي: برنامج القيمة المحلية المضافة يسهم في إعداد كوادر وطنية مؤهلة

◄ 440 مليون ريال عقودا محتملة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

الرؤية - نجلاء عبدالعال

نظمت مصفاة الدقم أمس معرض القيمة المحلية المضافة في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمحافظة مسقط، وذلك في أعقاب النجاح الذي حققه ملتقى فرص القيمة المحلية المضافة لمصفاة الدقم والذي أقيم في مدينة الدقم.

ويهدف المعرض إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الشباب الباحثين عن فرص الأعمال والتدريب والتطوير للتعرف على هذه الفرص عن قرب، والالتقاء مع مسؤولي البرنامج لمعرفة تفاصيل البرنامج. وافتتح المعرض سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، وعقب الافتتاح قال سعادته إنّ مشروع مصفاة الدقم يعد النواة الأساسية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وأكبر المشاريع الصناعية التي تقام بالمنطقة، وسوف تصاحبه مشاريع أخرى؛ كمجمع البتروكيماويات وغيرها من المشاريع التي ستكون حافزا للنمو الاقتصادي في السلطنة وتساهم في إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية والوظيفية.

 

 

 

وأضاف سعادته - في تصريحات صحفية- أن معرض القيمة المحلية المضافة ينعقد للتعريف بفرص العمل المتاحة للشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية وفرص التموين المطلوبة من قبل المقاولين؛ سواء كان للمواد المصنعة داخل السلطنة أو للمواد القابلة للتصنيع في البلد، وكذلك المواد المستوردة من الخارج التي يجب استيرادها عن طريق الشركات المحلية، معربا عن أمله في أن تكون هذه الشركات من فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المسجلة في هيئة "ريادة" بحيث يكون أصحاب المؤسسات متفرغين لهذه الأعمال. وتابع أنّ المعرض يهدف كذلك إلى عرض فرص التدريب المقرونة بالتوظيف، علاوة على توفير شرح أوفى لهذه الفرص؛ حيث إن المتقدم للحصول على فرصة التدريب لا يتقدم فقط على أنها فرصة للتدريب، لكن يقدم في مجال مهني فني معين وأن هذا المجال سيكون تخصصه وعمله، لذا يتعين على الشباب التأكد من رغبتهم في العمل بهذه المهنة التي يختارها في البداية. وتابع: "للأسف يحدث أن يحصل بعض الشباب على التدريب لشغل فرصة عمل في مهنة معينة، ثم يكتشف أنّه لا يرغب في العمل بهذه المهنة، وبذلك فإنّه يضيع على غيره فرصة عمل". وبيّن العوفي أنّ التدريب من أجل التطوير يستهدف تأهيل الباحث عن العمل وتطوير مهاراته، ومن ثمّ تُعرض عليه فرصة عمل دون التزام بالتوظيف، لكن تؤهله ليكون أكثر قدرة على المنافسة على الوظائف. وأوضح سعادته أنّ فرص العمل التي يطرحها المعرض تزيد على 650 فرصة تدريب في فئتي والتوظيف والتطوير. وأشار العوفي إلى أنّ مناقشات تجري حول الفرص والأعمال التي يمكن توافرها بعد مرحلة الإنشاء والتي منتظر أن تستغرق 3 إلى 4 سنوات، لافتا إلى أنّ العمل يجري حاليا على المجالات المطلوبة لعمليات ما بعد افتتاح وتشغيل المشروع، والتي ستتطلب نوعيات عمل مساندة من تموين وصيانة وغيرها، وسيجري تأهيل المؤسسات العمانية التي يمكنها تقديم هذه الخدمات بحيث تكون جاهزة بمجرد جاهزية المصفاة لبدء عملها.

وأوضح أنّ الفرص التي تعرضها شركة مصفاة الدقم تختص فقط بالمشروع الأول، وهو المصفاة، ومن ثمّ سيتم طرح المزيد من الأعمال في المشاريع الأخرى المرتبطة ضمن الشركة، ومنها منطقة الخزانات في رأس مركز، ومصنع البتروكيماويات التابع للمصفاة والذي سيتم البدء فيه مباشرة عقب اكتمال المصفاة. وأكد أنّ الخطوات المتبعة مع مشروع المصفاة سيتم تعميمها مع المشاريع الأخرى، للتأكد من استفادة المواطنين من هذه المشاريع بأكبر قدر ممكن، ومع أي تحسين أو تغيير تتم إضافته في المستقبل.

وشدد العوفي على أنّ الوزارة تعمل مع المقاولين العالميين العاملين في المشروع على توفير فرص عمل دائمة للمواطنين العمانيين، والحرص على استمرار توظيفهم حتى بعد انتهاء الأعمال الإنشائية، سواء في أعمال التصميمات أو الإنشاءات وغيرها. واستطرد سعادته قائلا إنّ قطاع النفط والغاز لا يزال قادرا على توفير فرص عمل للشباب العماني، وأنّ التركيز من قبل الوزارة لا ينصب على المشاريع قصيرة المدى التي تنتهي العقود فيها سريعا، لكن يتركز على الفرص التي تتيح الاستدامة، وذلك من أجل ضمان الأمان الوظيفي للمواطنين، أو على الأقل التنسيق بحيث يظل المواطن في عمله مع الانتقال إلى مشروع آخر سواء مع الشركة نفسها أو غيرها.

من جانبه، قال المهندس هلال بن علي الخروصي نائب رئيس مجلس إدارة شركة مصفاة الدقم إنّ "معرض القيمة المحلية المضافة" يستعرض حوالي 500 فرصة تدريبية مقرونة بالعمل وأكثر من 100 بعثة دراسية داخلية وخارجية، إضافة إلى حوالي 190 فرصة للتدريب من أجل التطوير، مشيرًا إلى أنّه يتم تخصيص عقود وأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20 بالمائة من إجمالي تكلفة المشروع الذي تبلغ 5.75 مليار دولار أمريكي (2.213 مليار ريال عماني)، لتمثل نسبة العشرين في المئة بذلك أكثر من 440 مليون ريال عماني.

وأضاف- في تصريحات صحفية- أنّ برنامج القيمة المحلية المضافة يعمل على المساهمة في إعداد الكوادر الوطنية وتأهيلها على العمل في المشاريع الاقتصادية المختلفة في الدولة، مضيفا أنّ المعرض الحالي في مسقط - بجانب المعرض الذي سبقه في الدقم- يستهدف توفير كل ما يلزم الباحثين عن عمل للتعرف على الفرص المتاحة للعمل والتدريب والتطوير وأيضا تعريف الشركات والمؤسسات الناشئة بفرص الأعمال في المصفاة وتسهيل كافة ما يحتاجونه خاصة مع توفير منصات لريادة والرفد في المعرض أيضا.

وأشار الخروصي إلى أنّ نظامي التدريب الذين تطرحهما مصفاة الدقم، ويشمل خريجي الدبلوم العالي والدبلوم العام ويوفر للشباب تدريبا على أعلى مستوى وبشهادة عالمية معتمدة، كما يوفر لهم علاوة شهرية.

 

نجاح المعرض

ونجح المعرض- الذي أقيم لمدة ثلاثة أيام في ولاية الدقم- في استقطاب العديد من الشباب العمانيين الباحثين عن فرص التدريب والتطوير، كما نجح المعرض في جذب عدد من رواد الأعمال الباحثين عن فرص الأعمال خلال فترة تنفيذ المشروع. ويأتي تنفيذ هذا المعرض لإتاحة الفرصة لأكبر قدر من الشباب العماني الباحث عن فرص الأعمال والتدريب والتطوير للتعرف عن قرب على هذه الفرص، والالتقاء بمسؤولي البرنامج بمصفاة الدقم. ومن المقرر أن يختتم المعرض في مسقط اليوم الإثنين.

من جهتها، قالت ناصحة بنت محمد الفلاحية مدير عام شؤون الشركة إن القيمة المحلية المضافة تعد من الركائز المهمة لمشروع مصفاة الدقم، وذلك لدورها البارز في دعم الجهود التنموية بالسلطنة، من خلال توفير عدد من فرص الأعمال والتدريب والتطوير للشباب العماني الباحثين عن فرص التدريب والتطوير لإثبات جدارتهم بالحصول على وظائف في المشاريع الاقتصادية الكبرى في السلطنة. وأوضحت أنّ هذا المعرض يقدم صورة واضحة لرواد الأعمال العمانيين عن فرص الأعمال التي سيساهم هذا المشروع في توفيرها خلال فترة إنشائه وبعد مرحلة التشغيل. وأضافت الفلاحية: "سعداء بالتفاعل الكبير الذي حظي به البرنامج في وسائل التواصل الاجتماعي وفي ملتقى القيمة المحلية المضافة والذي أقيم مؤخرا في ولاية الدقم لسكان محافظة الوسطى والولايات المحيطة بها. نعمل في مصفاة الدقم بالشراكة مع الشركات المتعاقدة لتنفيذ المشروع من أجل خلق فرص الأعمال والتدريب والتطوير لرفد الاقتصاد الوطني وتعزيزه، وتطوير الكفاءات العمانية لقيادة زمام الأمور في المشاريع الاقتصادي الكبرى في السلطنة في المستقبل".

وقال جاسم بن حسن العجمي رئيس الاستدامة المؤسسية بمصفاة الدقم إنّ القيمة المحلية المضافة من الجوانب المهمة لاستدامة المشروع؛ حيث يسهم برنامج القيمة المحلية المضافة للمشروع في خلق مجموعة من الفرص الاقتصادية المهمة لدعم استمرارية وتقدم المشروع في المستقبل. وأضاف أنّ المشروع سيساهم في صقل مهارات وخبرات الشباب العماني في المجالات المختلفة، لتمكينهم من تحقيق التميز في حياتهم العملية والوصول إلى أعلى المراتب الوظيفية في المستقبل لخدمة بلدنا العزيز عُمان.

ويشارك في المعرض عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة كالهيئة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومؤسسة تكاتف عمان، ووزارة التربية والتعليم، وصندوق الرفد، والهيئة العامة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة "ريادة"، والمجلس الثقافي البريطاني، والشركات العالمية المنفذة لحزم المشروع الثلاث وغيرها من المؤسسات.

وتمّ تخصيص موقع إلكتروني لتسجيل الشباب الراغبين في الاستفادة من فرص التدريب المقرونة بالتشغيل وفرص التدريب من أجل التطوير؛ حيث يمكن للراغبين في الاستفادة من هذه الفرص زيارة الموقع الإلكتروني. "www.duqmrefinryicv.om" والتسجيل فيه. ويمكن لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المسجلين في نظام الموردين الموحد التابع لوزارة النفط والغاز التسجيل للاستفادة من فرص الأعمال التي ستطرح لهم عبر الموقع الإلكتروني للنظام.

ومشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية/ مشروع مشترك بين شركة النفط العمانية وشركة بترول الكويت العالمية، ويقع المشروع في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، في الساحل الجنوبي الشرقي للسلطنة. ويحظى المشروع بموقع استراتيجي على طريق التجارة العالمية على بحر العرب والمحيط الهندي. وبموقعه على خطوط التجارة العالمية، سيساهم مشروع المصفاة في الربط بين الأسواق العالمية في الشرق والغرب، وذلك من خلال توفير وصول أسرع لمنتجات الطاقة للأسواق العالمية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الجدوى الاقتصادية لها. وبهدف إنشاء مصفاة وقود بمستوى عالمي، يطمح مشروع مصفاة الدقم إلى أن يكون حافزًا للنمو الاقتصادي، وأن يساهم بشكل فاعل في تحقيق الرخاء والازدهار للسلطنة في المستقبل.

ومع اكتمال مشروع مصفاة الدقم، ستصل طاقة المصفاة التكريرية إلى 230 ألف برميل في اليوم لمختلف أنواع النفط الخام؛ حيث سيكون الديزل ووقود الطائرات والنافثا وغاز البترول المسال من المنتجات الرئيسية للمصفاة. وبموقعها الحيوي في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة، ستعمل مصفاة الدقم كمحرك أساسي لنمو المنطقة، وذلك من خلال توفير الفرص الاستثمارية للمشاريع الجديدة في المنطقة، والتي ستتداخل بشكل مباشر وغير مباشر مع عمل المصفاة.

تعليق عبر الفيس بوك