أغنى رجل في العالم يربح 140 ألف دولار مع كل "شهيق وزفير"

 

 

  • خبراء المبيعات شككوا في نجاح "أمازون".. قبل أن يصبح عالميا في غضون عامين
  • يتفاوض للاستحواذ على عملاق هندي للتجارة الإلكترونية بأكثر من 11 مليار دولار
  • ربح 12 مليار دولار في يوم واحد: تبرع بمليارين فقط فعاتبته "الخيرية"
  • بنى مجده من مفاتيح لوحة الكمبيوتر.. ويستخدم طائرات دون طيار لتوصيل البضائع للزبائن
  • بدأ مغامرته بتسويق الكتب إلكترونيا

 

 

هيثم الغيتاوي - الوكالات

ليس جديداً أن يتبرع أحد أثرياء العالم بالمال دعما للفقراء والبرامج التنموية، لكن أن يربح أحدهم 12 مليار دولار في يوم واحد، ثم يعلن تبرعه بملياري دولار فقط - من إجمالي ثروة تزيد على 164 مليارا – للأعمال الخيرية، فذلك أمر يراه البعض مثيرا لانتقادات كان جيف بيزوس مؤسس "أمازون دوت كوم" في غنى عنها.

خلال الأسبوع الجاري، أعلن الرجل الذي صنفته "فوربس" الأكثر ثراء في العالم أنه سيخصص مليار دولار لتأسيس شبكة حضانات جيدة ومجانية في مناطق اقتصادية فقيرة، ومليارا آخر لمكافحة الفقر، مدشنا جوائز سنوية لتكريم الجمعيات التي توفر الملاذ والطعام "للأسر الشابة المحتاجة"، فلماذا واجه عاصفة من الانتقادات بدلاً من الشكر والثناء؟

رغم ضخامة مبلغ التبرع، إلا أنه يبقى أقل كثيرا من تبرعات قدمها مليارديرات آخرون مثل بيل جيتس مؤسس شركة ميكروسوفت الذي تبرع بعشرات المليارات من ثروته لمؤسسته الخيرية، ومارك زوكربرغ رئيس فيسبوك الذي تعهد بالتبرع بـ 99% من أسهمه في عملاق التواصل الاجتماعي لصالح منظمة تسعى لرعاية المجتمع. كما يقل مبلغ الملياري دولار عن مبادرة "التعهد بالعطاء" التي أطلقها بيل جيتس والمستثمر الملياردير الأمريكي وارن بافيت التي تشجع أثرياء العالم على التبرع بنصف ثرواتهم لصالح الأعمال الخيرية.

حدث ذلك على الرغم من أن مؤسس "أمازون"، الذي يمتلك مشروع بلو أورجين للصواريخ الفضائية وصحيفة واشنطن بوست، سبق وتبرع لبرامج مساعدة أطفال المهاجرين، وأبحاث السرطان، وأنشطة جامعة برينستون، لكنه في النهاية لم يفلت من فخ المقارنة بآخرين أبهروا العالم بتجربة صعودهم إلى قمة جبل الثروة والنجاح، ثم زادوه إبهارا بحجم تبرعات يؤكد أهمية الجوانب الإنسانية التي لا تتنافى أحيانا مع شهوة جمع المال، ولعنة: "هل من مزيد؟".

لكن هذه المقارنة لا تنزع عن جيف بيزوس بصمة نجاحه الملهم في عالم المال والأعمال، منذ بدأ مشواره التعليمي – ومن ثم العملي- في مجال دراسة الكمبيوتر بجامعة برينستون، فقد كان يعمل خلال العطلات الصيفية في 1984 كمبرمج في النرويج وفي السنة التالية طور برنامجا لصالح شركة IBM في كاليفورنيا، كما انتخب رئيسا لطلاب جامعة برينستون لاكتشاف الفضاء، وتخرج في الجامعة عام 1986 بمرتبة الشرف وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر.

وبعد التخرج عمل جيف في عدة مؤسسات في وول ستريت ثم انتقل للعمل في مؤسسة للاستثمار المالي D.E. Shaw وأصبح أصغر نائب رئيس في تاريخ الشركة في 1990، قبل أن يقرر التوقف عن العمل فجأة لمدة أربع سنوات.

وفي 1995 عاد جيف بيزوس للعمل بتأسيسه موقع أمازون لبيع الكتب عبر الإنترنت ورغم تشكيك الكثير من خبراء التسويق والمبيعات في نجاحه إلا أن الموقع حقق انتشارًا كبيرًا وأصبح عالميًا في 1997، وفي 1998 بدأ الموقع بتنويع بضائعه عبر إضافة الأقراص المدمجة وشرائط الفيديو وفي 2002 بدأ ببيع الملابس، كما أنشأ الموقع محرك البحث A9 في 2003 للبحث المتخصص في مواقع التجارة الإلكترونية. وفي 2010 وقع موقع "أمازون" اتفاقية مع وكالة Wylie لإعطائه الحقوق الرقمية لأعمال الكثير من المؤلفين وهو ما زاد بشكل كبير من أرباح الموقع والمبيعات وبالتالي أرباح المؤلفين، رغم اعتراض بعض دور النشر الورقية.

وفي 2013 اشترى جيف بيزوس صحيفة واشنطن بوست العريقة وكل مؤسساتها لصالح موقع أمازون بمبلغ 250 مليون دولار منهيًا سيطرة عائلة غراهام على المؤسسة لأكثر من أربعة عقود.

وفي العام نفسه، كشف جيف عن مبادرة تجريبية لموقع أمازون باسم Amazon Prime Air التي ستستعمل الطائرات الصغيرة بدون طيار لحمل البضاعة إلى الزبائن الذين لا يبعدون أكثر من عشرة أميال عن فروع الشركة.

وتواصلت قصة نجاح الرجل الذي بنى مجده "بمفاتيح لوحة الكي بورد"  حتى تصدر قائمة "فوربس" لأثرى رجال الأعمال بالعالم، متجاوزا بيل غيتس، ووارن بافيت، بفضل ارتفاع سهم شركته للتجارة الإلكترونية بنسبة 59% على مدار 12 شهرا، ما زاد ثروته بحوالي 39.2 مليار دولار خلال عام واحد، وهي أكبر زيادة سنوية لملياردير منذ بدء "فوربس" تتبع الثروات عام 1987.

وكان 25 أبريل الماضي تاريخيا واستثنائيا ونادراً في عالم الثروة والغنى على كل صعيد، ففيه زاد ما يملكه بيزوس 12 مليارا مرة واحدة وبيوم واحد، أي أنه كان يضخ 500 مليون في جيبه كل ساعة، أو 8 ملايين و333 ألفا بالدقيقة، ولمن يستمر بالحسبة أكثر، فسيجده ربح 139 ألفا كلما تنفس بالثانية الواحدة، فأصبح يملك 134 مليارا من الدولارات، وهو ما أبرزته "بلومبرج" في لائحة خاصة بأصحاب المليارات، وذكرت فيها أن سهم "أمازون" ارتفع 6.3% ذلك اليوم في بورصة نيويورك، فأصبح سعره 1614 دولارا، وبثوان معدودات أضاف الارتفاع 12  مليارا إلى أكبر ثروة يملكها فرد واحد على وجه الأرض. ويملك بيزوس حاليا 81 مليون سهم في "أمازون" البالغ عدد زبائنها المسجلين أكثر من 100 مليون حول العالم، ولا يزال يجري مفاوضات لشراء شركة عملاقة، هي Flipkart الهندية للتجارة الإلكترونية، عارضاً على مالكيها 11 مليارا و600 مليون دولار.

تعليق عبر الفيس بوك