وصف علاقته مع "عمومية القدم" بالوطيدة

محسن المسروري: الغضب الجماهيري على نتائج جاكرتا مشروع .. وواقعنا الرياضي صعب

 

الرؤية - وليد الخفيف

عبَّر النائب الأول لرئيس اتحاد كرة القدم عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية محسن المسروري عن حزنه لنتائج المنتخبات الثمانية التي شاركت في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة بجاكرتا، وعودتها خاوية الوفاض، متطرقاً للأسباب والحلول التي يراها ناجعة، واصفًا الواقع الرياضي بالصعب، وأنه بحاجة لتغيير جذري للحيلولة دون تكرار المشهد الذي وصفه بالمخيب.

وتناول المسروري موضوعات عدة تخص التشريعات والأنظمة الأساسية المعمول بها في الاتحادات واللجان الرياضية واللجنة الأولمبية العمانية، بالإضافة لقانون الهيئات الخاصة وجدوى تحديث التشريعات بما يتفق مع الأهداف المرحلية.

وأبحر رئيس نادي جعلان السابق في أروقة اتحاد كرة القدم، مبدياً عدم رضاه عن ملف تطوير اللعبة، وكشف أن مجلس الإدارة لم يتعاقد حتى الآن مع خبير فني، واصافاً ما يثار عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه غير صحيح، كما عرج على المنتخب الأولمبي لكرة القدم وأبدى رأيه في حمد العزاني موضحاً أسباب عدم مشاركة الأولمبي في آسياد آسيا.

وقال المسروري "نتائج جاكرتا لم تكن مفاجأة، فهي تعكس واقعنا الرياضي الصعب، فالعمل الفردي سواء من اتحادات أو أشخاص لم يغادر خانة الاجتهادات، أما تحقيق الإنجاز فأمر يحتاج لعمل مختلف. العمل التكاملي بين مكونات المنظومة الرياضية سبيلنا الأمثل لتحقيق الإنجازات المرجوة".

وبمعرض إجابته عن المسؤول قال "ليس من الإنصاف أن نلقي بالمسؤولية كاملة على جهة بعينها دون غيرها، فهناك أسباب فنية وأخرى إدارية فضلاً عن أسباب متعلقة بالتشريعات والأنظمة، التي أضحى بعضها بحاجة لإعادة النظر، فالأسباب مرتبطة ومتشابكة، وفي الأخير لا يجب التنصل من المسؤولية".

وتابع"إذا استمر العمل الفردي فمشهد جاكرتا سيتكرر في طوكيو وفي كل مسابقة نخوضها. الاجتهادات وحدها ليست كافية لمعانقة منصة المجد والوضع العام لا يبشر بالخير"

وحول الاستعدادات لأولمبياد طوكيو وصفها بالاجتهادات من قبل الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية العمانية، ملمحا لصعوبة تحقيق ما يرضي طموح وتطلعات الجماهير تزامنًا مع مستوى العمل الجاري.

وزاد "العمل الحقيقي يقع على عاتق الاتحادات الرياضية التي تباشر تنفيذ برامجها الفنية مع أجهزتها الفنية التي أوكلتها المهمة. نحن بحاجة لحل شامل دون أن نتعاطى مع المشهد بالقطعة".

 وعن الحلول التي يراها مناسبة قال "لابد من جلوس مكونات المنظومة الرياضية كلها على طاولة حوار متجرد من الذات على أن تكون المصارحة والشفافية عنوانا لتلك الجلسة. علينا أن نحدد الأسباب بدقة. معرفة الأسباب أولى مراحل الحل. وزارة الشوؤن الرياضية واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية واللجان الرياضية ذات الصلة ومسؤولو الأندية والإعلام الرياضي عليهم تحمل المسؤولية في مسع منهم جميعاً لتحقيق ما يرضي طموح وتطلعات الجماهير العريضة التي كان غضبها من النتائج الأخيرة مشروعا".

وعن رأيه في توقيت عقد العمومية الطارئة للجنة الأولمبية قبل سفر البعثة بأيام إلى جاكرتا من أجل تعديل بعض بنود النظام الأساسي قال "الوقت مناسب لعقد الاجتماع طالما أن المجلس وأعضاء العمومية توافقوا على ذلك. تعديل النظام غير مرتبط بتاريخ المشاركة في بطولة أو غيره. المجلس ترك الأمر كله للعمومية وهي من وافقت بالأغلبية بعد نقاش شفاف ذي إطار قانوني".

وعن جدوى التعديلات قال: "النظام يحتاج لتحديث من وقت إلى آخر بما يتفق مع أهداف المرحلة. أرى أن هناك جدوى لاعتماد تلك التعديلات وهو ما اتفقت عليه الأغلبية المطلقة".

وأقرت عمومية اللجنة الأولمبية العمانية خلال جلستها الطارئة تعديل البند الخاص بالانتخابات المقبلة إذ قضت بإلغاء الترشح على منصب أمين السر وأمين الصندوق، وفتح باب الترشح لمنصب العضوية، على أن يختار رئيس اللجنة الأولمبية ونائبه صاحبي المنصبين من بين الأعضاء الناجحين في الانتخابات. وتطرق المسروري إلى استبعاد المنتخب الأولمبي لكرة القدم عن المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية قائلاً "الأولمبي لم يستوف الشروط التي حددتها لجنة التخطيط والمتابعة. نتائجه الأخيرة في الصين بالإضافة لعدم استقرار عناصر قائمته كان سببا مباشرا في استبعاده. الأولمبي يمر بفترة تشكيل فريق جديد. كان من الصعب مشاركة منتخب غير مستقر. فالمشاركة من أجل المشاركة أمر مرفوض ومن الممكن أن تكون نتائجه عكسية ولا يلوح في الأفق أي مؤشرات لقدرته على المنافسة. كنت محايدا في التعاطي مع الأمر. لم أتدخل وتركت الحرية للجنة وأرى أن قراراها صائبًا من وجهة نظري".

ووصف مدرب المنتخب الأولمبي حمد العزاني بأنه من أفضل المدربين الوطنيين، وأخذ فرصته كاملة مع المنتخبات وأن نتائجه جاءت متابينة بين إيجابية وسلبية مضيفا بالقول "ينتظر العزاني تحد كبير يتمثل في العبور إلى النهائيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد طوكيو. الاتحاد يبذل كل الجهود الممكنة لإعداد المنتخب للاستحقاق الهام".

وحول آلية تقييم العزاني بعد سنوات طويلة قضاها على رأس القيادة الفنية للمنتخب الأولمبي أفاد قائلاً "من المفترض وجود لجنة فنية تقيم عمل العزاني بعد أولمبياد طوكيو عبر معايير واضحة وأتمنى بشكل خاص أن يوفق المدرب في مهمته".

وتابع "يجب أن يشمل التقييم جميع الأجهزة الفنية المشرفة على المنتخبات وليس العزاني وحده. يجب استمرارية التقييم وأن يكون من قبل فنيين مختصين ذوي كفاءة وبعيداً عن العواطف".

وأكد النائب الأول لرئيس الاتحاد العماني لكرة القدم على قوة العلاقة التي تربطه بأعضاء الجمعية العمومية، واصفاً إياها بالعلاقات الأخوية الوطيدة، مشددا حرصه على تعزيز تلك العلاقة نحو آفاق أرحب وأوسع عرفانا بالثقة الكبيرة التي منح إياها من قبلهم في الانتخابات الأخيرة لاتحاد الكرة.

وعن مدى تأثر تلك العلاقة بتصريحات إعلامية صدرت عنه سابقا تتعلق بالجولات الأخيرة من النسخة الماضية من دوري عمانتل قال "إنها سحابة صيف، وستزول سريعاً ليعود الصفاء عنوانًا لعلاقات نسجت خيوطها المتينة منذ سنوات، فالعلاقات التي ارتكزت على الاحترام المتبادل والثقة المطلقة أقوى من أي موقف عابر غير مقصود".

وتابع "لم أقصد التشكيك في نزاهة أحد، فجميعهم قامات رياضية مشهود لها بالنزاهة والعطاء السخي لقطاع كرة القدم .جهودهم محل تقديرالجميع. أعتقد أن التصريحات فسرت في غير موضعها، ومن باب حرصي على إزالة اللغط وعودة الأمور لنصابها الصحيح فإنني اعتذر إذا أسيئ الفهم وفسرت التصريحات بشكل آخر لم أقصده مطلقاً، وإنما كان تحذيراً قد يكون من خطر قادم والذي قد وصل لبعض الدول المجاورة حسب معلوماتي وهو خطر المراهنات فلابد من الوقاية وحل الإشكاليات وليس الانتظار حتى وقوع المشكلة، فما زلت عند رأيي بأنه لابد من وضع حلول للإشكاليات، وبدايتها تشكيل لجنة للنزاهة والأخلاق لتقوم بعملها ودورها المناط بها "

 

ولم يبد إعجابه بملف التطوير الفني في اتحاده قائلاً "مازلنا محلك سر. هناك العديد من الدراسات والخطط والمساعي من قبل الأعضاء والمهتمين بالشأن الكروي، غير أننا لم نخط خطوة ناجحة تتفق مع متطلبات المرحلة القادمة".

وأضاف "لم نحقق النقلة النوعية في تطوير ملف المراحل السنية حتى الآن. أنا لست راض عن هذا الملف. هناك بعض الأفكار والرؤى التي قد ترى النور قريباً آملين أن تسهم في إحيائه بما يضمن تحقيق نتائج أفضل".

ونفى تعاقد اتحاد كرة القدم بشكل رسمي مع أي خبير فني مضيفاً بالقول "تأخرنا كثيرا في حسم أمر التعاقد مع خبير فني. هناك العديد من الأسماء المعروضة على لجنة التطوير الفني وبدورها سترفع تقريرها لمجلس الإدارة الذي سيتخذ القرار في الاجتماع المزمع إقامته الشهر القادم وحتى الآن لم نجتمع وبالتالي لم نقرر التعاقد مع أحد".

وأشار المسروري إلى ضرورة العودة لشغل منصب العضوية في المكتب التنفيذي للآسيوي معددا مزايا التواجد مع أصحاب القرار غير أنه ألمح إلى أن مجلس الإدارة لم يطرح الأمر للنقاش خلال اجتماعاته السابقة مضيفاً بالقول "ربما نناقش ذلك خلال الفترة القادمة. تواجدنا في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي ثم الفيفا أمر مهم وعلينا أن نستفيد من السياسة الحكمية للسلطنة، والعلاقة الوطيدة مع كل الدول. نحظى بالقبول لدى كافة الأطراف، الأمر الذي يمهد الطريق أمام مرشحي السلطنة لمختلف الاتحادات القارية لشغل تلك المناصب الهامة".

تعليق عبر الفيس بوك