شعريات نسوية مختارة من العالم


ترجمة: محمد حلمي الريشة

أنت الأكثر جمالاً لأنك تنظر إليَّ .. أَصواتٌ شعريَّةٌ إِنسانيَّة شفيفةُ الحبرِ أَرهفَ لها الشَّاعر محمَّد حلمي الرِّيشة سمعَ حسِّهِ اللُّغويِّ، فأَلهبتْ ذاكرتَهُ الثَّقافيَّةَ المتشبعةَ شعرًا، وأَلحَّتْ علَى خيالهِ اللُّغويِّ بأَنْ يستحضرَ ملامحَ ذائقتهِ، فيرسمُ بريشتهِ كلماتٍ هيَ ترجمةٌ لقصائدِ شاعراتٍ منَ العالمِ، ومشجِّعًا مَن لمسَ بلُغتِها حسًّا شعريًّا، محمَّلًا بإِرهاصاتٍ روحيَّةٍ، وتجاربَ حيَّةٍ لواقعِ المرأَةِ الشَّاعرةِ بكينونتِها وهمِّها الثَّقافيِّ والوجوديِّ والفكريِّ، لتنفلتَ مِن هيمنةِ استبدادٍ مجتمعيٍّ لَا يرجُو لصوتِها سماعًا.
لَا يمكِنُ قراءةُ ترجماتهِ بمنأَى عنْ صفتهِ شاعرًا ولغويًّا مِن دونِ أَنْ تبرزَ لغتهُ بكلِّ زخمِها الجماليِّ، تتراءَى باسقةً بملامحِها الآسرةِ القويَّةِ دلاليًّا، لأَنَّها المفتاحُ المقارباتيُّ للتَّفاعلِ القرائيِّ الإِيجابيِّ معَ النُّصوصِ المترجَمةِ، لتكونَ بذلكَ لغتُه هيَ سؤالهُ المشاكسُ لكتابةِ الآخَرِ الشِّعريَّةِ انطلاقًا مِن رؤيتهِ اللُّغويةِ المحمَّلةِ بتفاعلاتِ ذاكرتهِ الثَّقافيَّةِ المتجدِّدةِ، إِذْ يَشعِرُ العقلُ المتذوِّقُ القارئُ المنتبِهُ بعينهِ الثَّالثةِ بطاقةِ إِعجابٍ تتملَّكُ نُهى القارئِ المتمكِّنِ المتمرِّسِ اطِّلاعًا، ليتأَمَّلَ هندسةَ وفسيفساءَ الكلماتِ بتناسقيَّةِ المَعاني وهيَ تتهادَى ممشوقةً بالمخيَّلةِ بكلماتٍ تشكيليَّةٍ يرسُمها تارةً بهدوءٍ وسكينةٍ، مستنطِقًا بساطةَ قصائدٍ فِي عالمٍ شعريٍّ متحقَّقٍ لغويًّا وإِنسانيًّا، وتجدهُ مرَّاتٍ يشاكسُ سطورًا أُخرى، ويبرزُ ملامحَ مخيَّلةِ ريشتهِ بأَلوانِ التَّمرُّدِ باعثًا النَّصَّ بكلِّ ثقةِ جماليَّةِ لُغتهِ.
(من التّقديم) -  تصميم الغلاف: عصام أمين

 

تعليق عبر الفيس بوك