خبراء يطالبون بتقنين أوضاع مدارس وأكاديميات كرة القدم

 

الرؤية - أحمد السلماني

انتشرت في السنوات الأخيرة أكاديميات تعليم كرة القدم كالنار في الهشيم، وفي شتى ربوع ولايات السلطنة وليس في العاصمة مسقط وحدها، منها ما هو متخصص ومنها ما يمنح العلوم في عموم الرياضة ذات الشعبية الأولى في العالم وفي السلطنة تحديدا، بعضها ينضوي تحت هيكلة الأندية والفرق الأهلية التابعة لها وهذه تعد على أصابع اليد فيما الكثير منها إنما قامت باجتهادات فردية أو جماعية من فنيين ولاعبين قدامى على مستوى الأندية أو المنتخبات في محاولة منهم لترجمة تجاربهم وخبرات السنين على شكل علوم كروية أساسية تمنح للاعب الموهوب أو حتى لذلك الراغب في تطوير قدراته وإمكانياته في كرة القدم، وجود مثل هذه الأكاديميات وبرامجها بلا شك يثري تيار اللعبة بالسلطنة ولكن وبعد مرور كل هذه السنوات وما أحاط بها من أسئلة عديدة تتعلق بكيفية تكوينها؟ والجهة المسؤولة عنها ومؤهلات الكوادر التي تديرها فنيا وإداريًا، وهل هي بديل ناجح عن الأندية والفئات السنية باتحاد الكرة؟ وما هو دور الأخير؟ والسؤال الأهم على الإطلاق أين وماهية مصير مخرجاتها؟، كل هذه الأسئلة وغيرها طرحتها على بعض الخبراء والفنيين بالوسط الكروي بالسلطنة وجاءت إجاباتهم شاملة ووافية ومن رؤية عميقة لدور هذه الأكاديميات وما قدمته وستقدمه.

البداية كانت مع مدرب نادي المضيبي أنور الحبسي أحد الكفاءات الفنية ذات الحضور الجيد في الوسط الكروي عندما قال إن "الفكرة نبعت من بعض المدربين الذين لم يحصلوا على فرصة التدريب بأي من أندية السلطنة ولضمان احتفاظهم بالمخزون الفني الذي اختزلوه طيلة تجربتهم كلاعبين أو مدربين كان الحل الأمثل هو إنشاء الأكاديميات التدريبية المتخصصة في كرة القدم خاصة بعد أن حقق بعضها مردودا ماديا وفنيا، أما عن مصير ومآل مخرجات مثل هذه الأكاديميات فإنما هو الأندية ومنتخبات الفئات السنية وحسب علمي فإنّ الرسوم متفاوتة وهي في الغالب تعتبر شيئا رمزيا بالكاد يغطي تكاليف الأدوات التدريبية والفنيين والإداريين واستئجار الملاعب في حال عدم توفرها ومصاريف النقل والتغذية في بعضها".

 

وأردف يقول" وفي ظل الإهمال الواضح من الأندية واتحاد اللعبة بالنسبة للبراعم والفئات السنية حيث الاكتفاء بمشاركات المنتخب ومخرجات الدوري الفقير فنيا أصلا والمتراجع فإنني أرى أن مثل هذه الأكاديميات حل منطقي وتعويض لبدل فاقد نظرا لأهمية التأسيس السليم للاعب والمستفيد الأول بلا شك الأندية والمنتخبات، وهنا تكمن أهمية أن توضع آلية ومنهجية تدريبية واضحة لعمل هذه الأكاديميات وأن يتم الإشراف عليها من قبل الوزارة أو اتحاد الكرة تحديدا كونه المسؤول الأول عن كرة القدم بالسلطنة، وذلك بطرح منهج تدريبي موحد تسير عليه كل الأكاديميات وبما يتلاءم واحتياجات الندية والمنتخبات وتنظيم دورة عمل هذه الأكاديميات بالإشراف المُباشر عليها من قبل خبير متخصص ووفق رؤية تدريبية واضحة وخطوات متدرجة تقفز باللاعب وتطور إمكانياته الفنية على المستوى الشخصي والجماعي وكل هذا بلا شك سيطور قطاع كرة القدم بالسلطنة".

واسترسل الحبسي في طرح رؤيته لدورة عمل هذه الأكاديميات حين قال" عدد الأكاديميات في تزايد وهذا أمر إيجابي سيثري كرة القدم في السلطنة بلا شك وانتشارها إنما لعوائدها الجيدة فنيا ومادياً، كما وأن بعض الأكاديميات أضحى لديها مشاركات خارجية ستكسبها المزيد من الخبرة والاحتكاك وستساهم في تطويرها وآلياتها وبالتالي تطوير كرة القدم العمانية".

محطتنا التالية كانت الطرح الفني العميق للكابتن سعيد الشون الرقادي أحد الكوادر الفنية التدريبية والتي تشق طريقها في عالم التدريب في كرة القدم بقوة وواحد من أفراد الجيل الذهبي لكرة القدم العمانية والتي ارتبطت بالكثير من إنجازات الكرة العمانية بعد تدرجه في الفئات السنية بالمنتخبات وصولا للمنتخب الأول حين قال" الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير في أنحاء السلطنة وبشكل ملفت ويتم تكوينها عندما يجتمع شخص يمتلك السيولة المالية مع أشخاص معهم خبرة التدريب في قطاع رياضة كرة القدم ولكن وحسب معلوماتي المتوفرة فإنه لا توجد جهة معينة مسؤولة عنها إنما تدار بشكل شخصي وغالبية الكوادر التي تقوم على دورة عملها ونشاطها إنما هم مدربون حاصلون علئ شهادات من اتحاد الكرة للفئات A&B وهي في الحقيقة غاية في الفائدة من حيث استفادة اللاعبين الصغار في شغل أوقات الفراغ لتعلم كرة القدم بشكل منهجي وبتأسيس سليم ومخرجاتها من الممكن أن يستفيد منها النادي مستقبلا وحتى منتخباتنا الوطنية، أما عن الرسوم فهي من وجهة نظري في المتناول إذ لا تتجاوز في بعضها مبلغ 20 أو 30 ريالا لحصتين أسبوعيا ولمدة شهر.

وأردف الرقادي قائلا" على اتحاد الكرة أن يتبنى هذه المدارس الكروية وتكون تحت مظلته ومسجلة وأن تنظم لهم ورش لتفقد سير العمل بهذه المدارس لضمان أن تسير وفق البرامج والمنهجية المعدة لها والتي تتناسب واحتياجات طرق اللعبة التي ينبغي أن يتفق عليها سلفا وأن تعمم على جميع المدارس أو الأكاديميات".

وتتويجا لطرح الحبسي والرقادي قال الدكتور سلطان البلوشي، مدرب حراس المرمى المعروف والذي يحاضر في ماليزيا حالياً ويمتلك مدرسته الخاصة به في تدريب حراس المرمى "مما يؤسف له أن مثل هذه المدارس والأكاديميات صارت تنظر للعائد المادي أكثر منه للعائد الفني، وأن أي أكاديمية متخصصة لأية لعبة من المفترض أن تتبع الاتحاد المعني بها على أن يتم إشهارها وتقنين دورة عملها من قبل وزارة الشؤون الرياضية وهذا حسب معلوماتي غير موجود".

https://mail.google.com/mail/u/1/images/cleardot.gif

وأضاف الدكتور سلطان «أنه من الأهمية بمكان الاعتراف بعدم وجود مظلة لمثل هذه المدارس والأكاديميات كما أنها تعنى بالربحية في كثير منها ومنها ما يدار من قبل مدربين يحملون أسماء كبيرة في كرة القدم بالسلطنة ولكنهم بلا تأهيل أكاديمي أو فني حقيقي ومنتشرون ويقدمون برامج ودورات وتدريبا غير علمي وبالتالي فضررهم بالغ على الكرة العمانية والمخرجات للأسف، وأعلنها صراحة ضعيفة ومآلها للشارع إذا القليل من الأندية تستفيد منها، وقد عرض ناد معين على مدرسة الاستعانة بفريق من إحدى الأكاديميات إلا أنّ المشروع فشل بداعي المطالبات التي بالغ فيها المدير الفني لهذه الأكاديمية»
وقال أيضًا«ليست هناك أدوار من الممكن أن يقدمها اتحاد الكرة والذي لم يكلف نفسه حتى عناء تنظيم بطولات فيما بينها لاستخلاص النخبة من اللاعبين من البراعم والناشئين ورفد المنتخبات بهم لبناء منتخبات الأمل والمستقبل، لذا كلي أمل أن تتم صياغة رؤية تدخل ضمن إطار إستراتيجية شاملة للنهوض بالكرة العمانية يكون فيها لمثل هذه المدارس والأكاديميات دور مهم، هذه رسالتي للقائمين على كرة القدم العمانية ».

 

 


 

تعليق عبر الفيس بوك