رونالدو.. رحلة تألق جديدة تثير مخاوف "بداية النهاية"

الرؤية - أحمد السلماني

رحل الدون وغادر قلعة البيرنابيو في واحدة من كبرى مفاجآت عالم كرة القدم، إذ أبى النجم البرتغالي ذو الـ33 عاما مغادرة كأس العالم بعد خروج منتخب بلاده تحت قيادته أمام الأرجواي من الدور ثمن النهائي إلا وهو تحت الأضواء ففجر مفاجأة، صدمت جماهير وعشاق النادي الملكي الأسباني ذي الشعبية العالمية الجارفة بانتقاله لنادي يوفنتوس الإيطالي بصفقة بلغت 112 مليون يورو ليدافع عن ألوان السيدة العجوز لأربعة مواسم قادمة. وتصدر خبر انتقال النجم السوبر رونالدو أغلب وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي اهتمت بما يسمى "صفقة القرن" في عالم الساحرة المستديرة بعد 9 مواسم قضاها في  ريال مدريد ومتربعا على أحد أقطاب الكرة الأسبانية في مواجهة القطب الآخر الأرجنتيني ميسي، إذ يشكل اللاعبان الثقل الكبير في الإثارة التي تخلقها الليجا الأسبانية كواحدة من أفضل الدوريات العالمية بوجود "كلاسيكو الأرض" ذلك الذي يجمع الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة وما يمثله هذا اللقاء وغيره من المسابقات المحلية الأسبانية والأوروبية للفريقين من عوائد مالية كبيرة جدا لوجود القطبين رونالدو وميسي وبقية رفقائهما في المرينغي والبيلوغرانا.

ويعد "الدون"البرتغالي أفضل لاعب في تاريخ النادي الملكي بعد أن حقق ملك الأرقام كل شيء مع ناديه لدرجة أن البعض يقول ماذا ترك رونالدو للجيل القادم، كريستيانو لم يترك شيئا للمستقبل سجل اسمه في الصفحة الأولى داخل كتاب تاريخ ريال مدريد.

قليلون جدا من يعرفون الدوافع وراء مغادرة رونالدو للقلعة الملكية واختياره "لليوفي" واللعب تحت سماء الكرة الإيطالية التي تراجعت مستوياتها بالمنتخب وعلى مستوى الأندية وشعبيتها بعد إنطفاء وانضواء أندية كالإنتر وميلان ولم يبقى في الساحة الأوربية بالنسبة للكرة الإيطالية سوى يوفنتوس وتألق نادر لروما في دوري أبطال أوروبا، وكان آخر ظهور قوي للمنتخب الإيطالي إحرازه لكأس العالم 2006 بألمانيا على حساب الفرنسيين أي قبل 12 عاما مع بعض المناوشات الاوروبية الخجولة كما وأنها سقطت سقوطا مروعا بعد إقصائها وعدم تأهلها لمونديال روسيا لأول مرة منذ عام 1958، ومع ذلك فلا أحد ينكر أن اختيار رونالدو للدفاع عن ألوان السيدة العجوز صائب جدا إذ يحلق اليوفي وحيدا في صدارة الكرة الإيطالية فهو الوجه الناصع المتبقي لـ"الكتناتشيو". والسؤال الذي يفرض نفسه وبقوة، مغادرة رونالدو للريال هروب أم بحث عن أمجاد جديدة؟

بلا شك أن "الدون" قد اختار التوقيت المناسب جدا لمغادرة القلعة الملكية الأسبانية المتخمة بالبطولات والكؤوس والتربع على منصات التتويج، بعد ان حقق كل شيء للريال محليا وىوروبيا وكأس العالم للاندية، فهو الهداف التاريخي للريال بـ450 هدفا ونجح الأسطورة البرتغالية في تسجيل 123 هدفاً في مختلف البطولات الأوروبية خلال مسيرة مميزة مع سبورتنج لشبونة، مانشستر يونايتد وريال مدريد متفوقا على البرغوث الأرجنتيني ميسي، كما وحطم الرقم القياسي بإحرازه لـ17 هدفا في دوري أبطال آوروبا للموسم 13/2014مكما وأحرز جائزة الكرة الذهبية 6 مرات أعوام 2008، 2013، 2015 ، 2016 و2017. ومنذ الموسم 2010/2011 وحتى الموسم 2016/2017 فإن متوسط اهدافه الموسمية تراوحت ما بين الـ50 هدفا و الـ60هدفا.

نبدأ بالطريق الأصعب، الأمر المعقد اثباته خصوصاً أمام شريحة كبيرة من جماهير كريستيانو رونالدو حتى بعد رحيل عن ريال مدريد، الخطوة التي لن تؤثر على تاريخ رونالدو وعلاقته بجماهير ريال مدريد، مثل علاقته بجماهير مانشستر يونايتد النادي الإنجليزي الذي رحل عنه في 2009.

رونالدو لمح برحيله عن صفوف ريال مدريد وهو في ملعب كييف بعد نهائي دوري أبطال أوروبا يحتفل بالبطولة رقم 13 في تاريخ ريال مدريد، والخامسة في تاريخه كأكثر لاعب في التاريخ تتويجاً بدوري أبطال أورربا، بعد موسم “صعبوانتقادات كبيرة. نعم كان موسماً صعباً لريال مدريد على الرغم من الحصول على دوري أبطال أوروبا ولكن موسم ريال مدريد مر بلحظات كارثية لم تحدث كثيراً في السنوات الأخيرة، مركز ثالث في الدوري الإسباني بعد نتائج سيئة جداً في السانتياجو بيرنابيو وخارجه، مروراً بالخروج من كأس الملك في ربع النهائي.

ريال مدريد حقق نتائج سلبية تمثلت في 6 هزائم و10 تعادلات في الدوري، وخروج من ربع نهائي كأس ملك إسبانيا في موسم تذبذب فيه الأداء بشكل واضح لنجوم ريال مدريد.

حتى في فوز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، رحلة ريال مدريد للقب صادفت أمور وحظ كبير، خصوصاً في نصف النهائي أمام بايرن ميونخ  وسوء الحظ للاعب العملاق البفاري وتحديداً في النهائي أمام ليفربول وأخطاء كاريوس الكارثية التاريخية.

رحيل زيزو، المدرب الذي نجح في التعامل مع رونالدو نفسياً، بدنياً وفنياً بشكل رائع واحترافي، وزيادة أعمار اللاعبين، مودريتش تعدى 30 عاماً، بنزيما ايضاً، مارسيلو، نافاس، والقائد راموس. قوام ريال مدريد الأساسي في لحظة واحدة أصبح يواجه خطر السن.

حتى الإدارة لا تساعد، و آخر صفقة كبيرة كانت تعاقده مع خاميس رودريجيز نجم مونديال البرازيل عام 2014، بعدها استمر الحفاظ على نفس القوام دون تدعيم ضخم كما تعودنا دائماً في النادي الملكي.

لذا فإن رونالدو فكر في مستقبل ريال مدريد المجهول وأعمار لاعبيه والإكتفاء بالخروج آمنا والبحث عن مغامرة جديدة وسهله، ففي إيطاليا  فاز يوفنتوس السيريا "أ"  7 مرات متتاليه وسيفوز بها مرة أخرى، التحدي الحقيقي والهدف سيكون منحصراً في مشوار رونالدو مع السيدة العجوز في دوري أبطال، حتى الطموح الجماهيري والمستوى الإعلامي لنادي يوفنتوس أقل من الأمور نفسها في ريال مدريد خصوصاً عند المرور بفترة صعبة مثلما يحدث في النادي الملكي.

لقد حقق رونالدو أرقاماً ربما يعجز نجوم الأجيال القادمة في الوصول إليها وتحقيقها، الأسطورة البرتغالية الذي يتسيد جميع الأرقام الفردية متفوقاً على أى لاعب ارتدي قميص ريال مدريد قبل صاروخ ماديرا. فهو الهداف التاريخي لريال مدريد، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أوروبا خلال موسم واحد، 5 كرات ذهبية، 5 أحذية ذهبية، سجل أكثر من 50 هدفاً وأكثر في 6 مواسم متتالية مع ريال مدريد، فهي أرقام لا تصدق وتاريخ لن ينتهى.

تعليق عبر الفيس بوك