الحلم البلجيكي امام الدهاء الفرنسي


الرؤية - وليد الخفيف

دقت ساعة الحقيقة .. الجارين الاوروبيين وجها لوجه في موقعة ضروس مفادها العبور للنهائي الكبير.. قصة المونديال اشرفت على النهاية  .. المفاجأت انتهت ، ولم يعد سوى سر وحيد تحتفظ به الاراضي الروسية في اعماقها .. نجمة أولى لبلجكيا و كرواتيا أم نجمتان لفرنسا وانجلترا ..  

حياكة النجمة الأولى لبلجكيا سيحتاج  لتكرار المستوى الرائع الذي ازاح به البرازيل للتخلص من عقبة فرنسا وبلوغ النهائي .. جيل ذهبي تنبأ العرافون بقدراته قبل احدى عشر عاما .. فرص التواجد على اعتاب منصة التتويج لا تأت كل يوم .. بلجكيا تدرك ان الوقت متاح لتحقيق حلم طال انتظاره ..

وحصل المنتخب البلجيكي على العلامة الكاملة في الدور الاول الذي اختتمه بالفوز على انجلترا ، قبل ان ينجو من فخ الساموراي في ثمن النهائي ومن ثم تجميع قواه لقهر السامبا في اقوى مواجهات البطولة  .

 أما فرنسا فتصدرت مجموعته بأقل مجهود اثر فوزين على بنما وتونس قب التعادل امام الدنمرك سلبيا ..

الديوك لم تقنع جماهيريها في دور المجموعات ولاحت الشكوك في قدرة كتيبة ديشامب في الذهاب بعيدا .. رد الفرنسيين على تلك الشكوك جاء عمليا باسقاط ميسي والارجنتين معا .. الطموح الفرنسي تواصل بانهاء مغامرة اورجواي وبلوغ المربع الذهبي .. فعتاد الفرنسيين والبلجكييين كان قوية قادرة على التصدي لاعصاير روسيا التي أطاحت بالكبار واحدا تلو الاخر .

الموقعة المرتقبة بين الجارين سيشعل لهيبها المواجهات الثنائية  ، فدهاء ديشامب الذي عانق المجد في ثمانية وتسعين امام واقعية روبيرتو مارتينيز ، اما الرئة الفرنسية نجولو كانتي فسيواجه دي بروين صاحب التمريرات الحريرية والتصويبات الصاروخية .. فتألق نجم الستي يبدو صعبا امام من ابطل مفعول ميسي .. ويبحث لوكاكو سبل التخلص من رقابة فاران وأمتيتي اللذان اخرجا لويس سواريز خارج الخدمة في قصة التفوق على الاورجواء .. فالعضاض وجد صعوبة لاختراق منطقة جزاء فرنسا المدون اعلاة لافتة حظر التجول

ويبدو رهان المنتخبين معلقا على نجمين من طراز فريد ..  فطموحات الفرنسيين معقودة على مبابي ، أما بلجيكا فتعول بأمال عريضة المهندس ايدين هازرد .  

مونديال روسيا جعل من امبابي رقما صعبا ، فابن التاسعة عشر عاما دخل التاريخ بهدفه في بيرو كثاني اصغر لاعب تهديفا بعد بيليه

فمن ست محاولات على المرمى نجح لاعب الفريق الباريسي من تسجيل ثلاثة اهداف ، ولعل هدفيه شباك الارجنتين كان كفيلا لتدوين اسمه كواحدا من أبرز نجوم تلك النسخة .

في المقابل يعد ايدين هازرد حامل اختام المنتخب البلجيكي والعقل المفكر لهجومه الفاعل ، صاحب السابعة والعشرون عاما دافع خلالها عن الوان الشياطين الحمر في تسعين مباراة دولية.. هازرد صاحب الظهور المميز في روسيا احرز هدفين وصنعا مثلهما في طريق بلوغ منتخب بلاده للمربع الذهبي .

لم تنس الجماهير البلجيكة تمريرة نجم تشلسي  لمروان فليتي التي استثمرها في ادراك التعادل امام اليابان .. وستبقى امام الفرنسيين تدوين خروج الارجنتين على يد مبابي .

النجمان الكبيران مبابي وهازرد يتفقا في نقاط عدة منها اللغة والشخصية وارتداء القميص رقم عشره ، لكن الخبرة تنحاز لنجم بلجيكا .. فمن منهما قادر على حمل لواء أمال وطنة في ليلة الكشف عن الطرف الاول للنهائي .

تعليق عبر الفيس بوك