موسكو – وكالات

 لعب حارس مرمى إنجلترا يوم الثلاثاء الماضي دوراً حاسماً في قيادة الأسود الثلاثة إلى تحقيق أول فوز لهم بركلات الترجيح في كأس العالم قبل أن يتألق مرة أخرى في التصدي لكرات خطيرة واحدة تلو الأخرى ليحرم المنتخب السويدي من هز شباكه لتتأهل الأسود الثلاثة إلى الدور قبل النهائي . على الجانب الآخر من الملعب، سجّل المنتخب الإنجليزي هدفين ليصبح على بعد هدف من رقمه القياسي في عدد الأهداف في نسخة واحدة البالغ 11 هدفاً والذي تحقق في فوزهم باللقب في نهائيات 1966. لكن تصدّيات بيكفورد الأكروباتية هي التي ضمنت تحقيق منتخب بلاده لفوز مريح .

فقد نجح في التصدي لماركوس بيرج مرتين، في الأولى ارتمى إلى اليسار ليبعد رأسية كانت في طريقها للمرمى قبل أن يتصدّى تسديدة أخرى ويبعد الكرة فوق العارضة، كذلك نجح بيكفورد برد فعله السريع في إحباط كرة أولا تويفونين التي كانت قريبة جداً من هز الشباك

ويأتي هذا التألق في أعقاب صعود لافت للحارس البالغ من العمر 24 عاماً والذي كان يلعب كرة شبه احترافية حتى 2013 مع نادي ألفرتون تاون في دوري الدرجة السادسة الإنجليزي.

 وانضم بيكفورد إلى أكاديمية سندرلاند وعمره ثمانية أعوام ووقع أول عقد كلاعب كرة قدم في 2011 قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى الدرجات الأدنى ليحصل على فرصة اللعب.

ويرى الحارس صاحب الشخصية المتواضعة أن هذه الخبرات هي التي ساعدته على الوصول إلى ما وصل إليه اليوم، ورغم تألقه في ركلات الترجيح أمام كولومبيا، إلا أن اللاعب المتوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة في فوز إنجلترا في دور الثمانية يقول أنه سيفضّل الفوز في الوقت الأصلي على دراما ركلات الترجيح.

إذ قال في حديثه عن الفوز على السويد "أعتقد أن أبرز شيء هو الحفاظ على شباك فريقي نظيفة" وفي إشارة منه إلى الفوز بجائزة رجل المباراة، قال بيكفورد "سأحتفظ بها في خزانتي، الأمر يتعلق بمواصلة الأداء والتحسن، كلما لعبت مباريات أكثر، ستتحسن أكثر "

وأضاف بيكفورد "لم أكن ولدت بعد حين وصلت إنجلترا إلى نصف نهائي كأس العالم آخر مرة. قلنا دائماً إننا سنتعامل مع كل مباراة على حدة، لكننا قادرون على مواصلة المشوار وتحقيق إنجاز تاريخي. فريقنا شاب لكننا نتسم بالخبرة، نعرف كيف نلعب وكيف نعمل معاً وما هي نقاط قوتنا، كما نعرف كيف نفوز" وأشاد جاريث ساوثجيت بالحارس ابن سندرلاند مشيراً إليه على أنه نموذج للجيل القادم من الحراس إذ قال مدرب الأسود الثلاثة "أرى بيكفورد نموذجاً لما يجب أن يكون عليه الحارس العصري. إن عدد المرات التي يلمس فيها حراس المرمى الكرة بقدميهم في كرة القدم الحديثة أصبح عالياً بصورة كبيرة لا سيما على المستويين الدولي والأوروبي " وأضاف: " الدوري الإنجليزي مختلف حيث تكثر فيه الكرات العرضية ولذا يتطلب مهارات مختلفة. لكن التصديات التي قام بها جوردان اليوم في أوقات حرجة بالإضافة إلى رد فعله في التقاط تمريرة كييران تريبيير العكسية، نحن بحاجة من الآن فصاعداً إلى حراس مرمى يملكون هذه الإمكانيات " .