رصاص شعري....


فاطمة شاوتي - المغرب

01 _ أيها اليمن السعيد...!
   أنا لست سعيدة
  قالت الكوليرا ذلك
  ثم عَبّأَتْ جيوبها بالرصاص
  طَوَّقَتْ عنق طفل...
  وأفرغت في جوفها قطرة
  من دمه...

02 _ يمتد الجسر مثقلا
  بأرغفة السَّغَبِ...
  تتوزع بين الحجر والحجر
  مثقلة هي جفون الفقراء
  بأَرَقٍ مستعجل...
  تنفض عن الموت قلقا
  من سرعة الموت...
  موعدها في اليمن أسرع
  من ساعة بِيغْبِينْ....
  تفر من كوليرا...
 إلى ...
  ك
  و
  ل
  ي
  ر
  ا
  لتنهي رحلة الجوع...

03 _ في مقبرة خارج الوطن
  يمر الشهداء بكاميرات...
  تُعَايِنُ الأحداث...
  يكتبون تقريرهم الدولي:
  كلهم نيام أيتها الحرب...!
  وعين الله التي لا تنام
  إلا هذه الكاميرا ...
  وأنا....

04 _ وحده الموت يكتب
  وصيته الأخيرة...
  في قصيدة مُعَبَّأَةٍ بالرصاص
  دون إِشْهَادٍ ....
  الملائكة يئسوا فناموا...
  وتركوا الأمر شورى بينهم....

05 _ وحده الرصاص
  قصيدة محاربة...
  على كل الجبهات ...
  وحدها الكوليرا
  تتقن فن الإِصْغَاء...
  تتلو تأْبِينًا
  يحضر جنازتها  كل الشهداء...
  وحدهم لا ينامون في العراء
  مع الغرباء...

 

تعليق عبر الفيس بوك