المدرسة الفعّالة أساسُها الاتصال التربوي الفعّال

عمرو عبد العظيم

 

تتجه البحوث التربوية التي تناولت الاتصال التربوي إلى أنه يُعد من الركائز الأساسية لحدوث تعلم فعّال كما في دراسة (عبد القادر وسعيد، 2015) حيث يمثل الاتصال التربوي عملية انتقال المعارف والمفاهيم من المعلم الذي يمثل المرسل إلى متعلم يمثل المستقبل، وتكون هذه المعارف والمعلومات بمثابة الرسالة التي تُنقل إلى الطرف الآخر وهو المتعلم كما أشار إلى ذلك (عميرات، 2015)، ومن هنا نجد أنّ الاتصال عملية هادفة وليست عشوائية في حالتها التربوية وغالبًا ما يكون الهدف الرئيسي منها ملاصقًا لتحقيق الأهداف التعليمية، حيث يؤكد (مريحيل، 2016) أنّ المعلم هو العنصر الذي يُعول عليه النسبة الأكبر في تحقيق اتصال تربوي فعّال داخل الغرفة الصفية، ويشارك في العديد من الأنشطة الاتصالية خارج الصف، وبناءً على ذلك فإنّ الاتصال التربوي داخل المدرسة يمثل أساس النجاح الحقيقي في وصول تلك المدرسة إلى تحقيق أهدافها التعليمية والتعلمية والتربوية المنشودة كما في (Williams, 2017)، وتمثل الأنشطة الاتصالية المتنوعة داخل المدرسة التفاعل الحيوي لمكونات عملية الاتصال التربوي، فمتى ما كانت تلك الأنشطة تتميز بالجودة العالية وتقوم على أُسسٍ علميةٍ تَحقق نتيجة ذلك اتصال تربوي فعال يسهم بشكلٍ كبيرٍ في تطور العمليات ويساهم في تجويد المخرجات التعليمية بالمدرسة كما في (Khalil & Ebner, 2017).

 

ويمكن لنا تحديد الأنشطة الاتصالية التي يجب تفعيلها داخل المدرسة بالشكل الذي يحقق جودة الاتصال التربوي بالمدرسة المستهدفة وهي كالتالي:

-      الأنشطة الاتصالية في التعليم: يُعد الاتصال في التعليم والتعلم المحور الجوهري والأكثر أهمية في عمليات الاتصال التربوي (Lopez, 2017) حيث يحدث التواصل الفعال عندما تنتقل المعارف والمهارات بشكل كامل للمتعلم لذلك لابد أن تكون عناصر التعلم والاتصال مكتملة بحيث تكون الرسالة واضحة والأداة متنوعة وتقنية رقمية تمثل عنصر جذب لانتباه المتعلم وتسهل وصول الرسالة بسرعة وطرق متنوعة.

-      أنشطة الإعلام التربوي: إن الاعلام التربوي يهتم بنشر الأنشطة والبرامج والفعاليات التي تقوم بها مؤسسة تربوية معينة، ويؤكد (Bayram, 2017) وجود صلة وثيقة بين نجاح المدرسة وفاعلية الإعلام التربوي فيها، حيث يهتم بجودة الرسائل الإعلاميّة وصياغتها ووصولها للجمهور المستهدف من خلال قنوات متنوعة تتسم بالسرعة والدقة ويعد وسيلة للاتصال داخل المدرسة ونقل الأنشطة الإعلامية خارج المدرسة.

-  التوثيق التربوي: التوثيق التربوي هو مجموعة التقنيات التي تستخدم في تخزين ومعالجة المعلومات كما في (الشمري، 2016) وإتاحتها لكل من يحتاجها من مديرين وعاملين في المدرسة سواء في الوقت الحالي أو معلومات عن أنشطة قديمة قامت بها المدرسة في الأعوام الماضية لذلك عند قياس الاتصال داخل أي مؤسسة تعليمية لابد من رصد مدى توفر توثيق هذه الأنشطة داخل المدرسة.

-  تكنولوجيا الاتصال التعليمي: نؤكد على وجود علاقة وثيقة بين تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا الاتصال والعملية التعليمية التعلمية، وتكتمل عناصر الاتصال التعليمي بتوافر التطبيقات والأدوات التكنولوجية وإتاحته في بيئة التعلم ليسهل على كل من المعلمين والمتعلمين توظيفها بجودة عالية ويمكن للتكنولوجيا أن تعمل على تحديث الأنشطة الاتصالية لجميع المحاور الأخرى.

- الاتصال الإداري: نرى أن الإدارة المدرسية هي العنصر الأكثر أهمية في تفعيل الأنشطة الاتصالية بالمدرسة كما أشار إلى ذلك (العطار، 2017) و (Lopez, 2017) وتعزز لذلك المحور أهميته في توضيح ما بالمدرسة من أنشطة اتصال تربوية ويشمل هذا المحور ما تمارسه إدارة المدرسة من إجراءات تعزز الاتصال الإداري الصحيح من قنوات اتصال ووجود جو ديمقراطي بين الإدارة والعاملين وتعزيز التغذية الراجعة حول أداء العاملين والعدالة بين جميع منسوبي المدرسة.

- العلاقات العامة: العلاقات العامة تمثل عنصرًا أساسياً في تحسين الأنشطة الاتصالية داخل المدراس كما في دراسة (محمد، 2017) ولا تستطيع المدارس الفاعلة أن تغفل جانب العلاقات العامة ويشير (الشمري، 2016) إلى أنّ المؤسسات تهدف من العلاقات العامة الحرص على تفهم وتواصل وتأييد المجتمع المستهدف للمؤسسة التعليمية، وختامًا نقول إنّ المدرسة الفعّالة أساسُها الاتصال التربوي الفعال.

Amrwow2010@gmail.com