الأمم المتحدة تحذر من "أثر كارثي" لتعطيل وصول المساعدات الإنسانية عبر الميناء

اليمن: المدنيون يحتمون بالمدارس من قصف طائرات "التحالف" في معركة الحديدة

 

عواصم - الوكالات

عبَّر الأمير زيد بن رعد الحسين المفوَّض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، عن قلقِه البالغ من هجمات التحالف بقيادة السعودية والإمارات على ميناء الحديدة اليمني.

وقال الأمير زيد -في آخر كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومقره جنيف- إنَّه يخشى سقوط "عدد كبير من الضحايا" جرَّاء الهجمات وأثرها الكارثي. وأضاف -في افتتاح جلسات تستمر ثلاثة أسابيع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف- "أؤكد على قلقي العميق حيال الهجمات الدائرة التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحديدة، والتي قد تتسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين، وقد يكون لها أثر كارثي على إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين الأشخاص والتي تأتي عبر الميناء".

وقال مسؤولٌ إماراتيٌّ كبير، أمس، إنَّ بلاده لا تزال تأمل أن يتمكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن من إقناع الحوثيين المتحالفين مع إيران بالتخلي عن السيطرة على مدينة الحديدة الساحلية.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، للصحفيين في دبي، إن بلاده لا تزال تعتمد على محاولة الأمم المتحدة حل الأمر بشكل مفاجئ، مُحذِّرا الحوثيين من أن أيامهم في الحديدة باتت معدودة.

وقد وصل مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في الوقت الذي يحارب فيه التحالف -بقيادة السعودية- للسيطرة على الحديدة، في هجوم تقول الأمم المتحدة إنه قد يفجر مجاعة تهدد حياة الملايين.

وواصل التحالف ضرباته الجوية على مواقع للمسلحين الحوثيين المتحصنين في مطار الحديدة، أمس، فيما فرَّ مدنيون بحثا عن ملاذ آمن من أكبر معركة في الحرب. وقال سكان إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي أطلقت النار مستهدفة قناصة ومقاتلين على أسطح المباني في حي المنظر المجاور لمجمع المطار. وتسبب القتال في إصابة عشرات المدنيين، ومنع منظمات الإغاثة من الوصول لمناطق في المدينة.

ومن شأن خسارة الحوثيين للسيطرة على الحديدة أن تضعفهم من خلال قطع خطوط الإمدادات من الميناء المطل على البحر الأحمر لمعقلهم في العاصمة صنعاء. كما يمكن للسيطرة على الميناء أن تمنح التحالف المدعوم من الغرب تفوقا في الحرب التي فشل فيها حتى الآن في هزيمة الحوثيين على الرغم من تفوقه العسكري. وتسبب الصراع في مقتل عشرة آلاف شخص وفي أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم.

ويُمكن أن يطول أمد معركة الحديدة -التي بدأت قبل ستة أيام- مما سيتسبَّب في مزيد من المعاناة للمدنيين الذين يعانون بالفعل من أثر الضربات الجوية وحصار الموانئ والجوع وانتشار الكوليرا.

وقال يحيى الطناني إنه ترك حي المنظر هو وأسرته قبل ثلاثة أيام، وساروا لمسافة ثلاثة كيلومترات وهم يختبئون خلف الجدران وتحت الأشجار لتجنُّب الضربات الجوية، قبل أن يعثروا على مأوى في مزرعة سمكية. وبقي آخرون في منازلهم لرعاية أفراد أسرهم وماشيتهم.  وقال ”قالوا لنا إن بعض منظمات الإغاثة سترسل حافلات، ثم قالوا لا يمكن لحافلات أن تدخل أو تخرج. فبدأنا نمشي حاملين أطفالنا ونجلس بين الحين والآخر لنستريح، فيما حلقت الأباتشي فوق رؤوسنا. كنا خائفين إذ لم نعلم إن كنا سنتعرض لإطلاق النار". وأضاف -وهو جالس على الأرض في فصل فارغ في مدرسة تُستخدم لإيواء النازحين من القتال: "الآن، نحن في هذه المدرسة دون حشايا ولا كهرباء ولا ماء ولا حمامات، لا شيء. ولدينا أطفال يحتاجون لعلاج وغذاء وكل شيء، لكن ليس لدينا أي شيء".

ونام أطفال على أرض الفصول الخاوية، فيما جلس آخرون في الساحة، في يأس؛ حيث تناثرت حولهم بعض الملابس والأغطية على الشرفات والمكاتب.

وقال التحالف العربي إن بإمكانه السيطرة على الحديدة بسرعة؛ بما يمنع عرقلة وصول المساعدات، وسيركز على السيطرة على المطار والميناء لتجنب الدخول في معارك في الشوارع. وتدخل التحالف في حرب اليمن في 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا، بعد أن أجبرها الحوثيون على مغادرة البلاد، ولإحباط ما ترى الرياض وأبوظبي أنه محاولات من عدوتهم إيران للهيمنة على المنطقة. ويسيطر الحوثيون على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في البلاد التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة.

تعليق عبر الفيس بوك