استعدادات المنتخبات العربية للمونديال في الميزان

 

الرؤية - أحمد السلماني

كان فوز المنتخب المغربي على إستونيا بثلاثية مقابل هدف وخسارة تونس الصعبة أمام الماتادور الأسباني آخر اختبارات المنتخبات العربية الأربعة -إضافة إلى السعودية ومصر- قبل خوض غمار مونديال روسيا الذي ينطلق الخميس.
ورغم أنّ نتائج الوديات لا تعطي دائماً مؤشراً ثابتاً على حالة الفرق، فإنّها خلّفت انطباعاً متفاوتاً ما بين الجيد والمقلق بالنسبة إلى الرباعي العربي  وإذا كان هناك تقييم لحالة المنتخبات العربية وفقاً للتجارب التي أجريت قبل المونديال، فسيأتي المنتخب المغربي في الصدارة من حيث الاستفادة والتطور في الأداء، ويأتي من بعده تونس ثم السعودية ومصر.
وأظهرت آخر مواجهتين للمنتخب المغربي (التعادل مع أوكرانيا سلبياً، ثم الفوز 2 - 1 على سلوفاكيا) أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح، وسيكون جاهزاً للتحدي رغم وقوعه في المجموعة الثانية النارية التي تضم إسبانيا والبرتغال وإيران.

ويواجه منتخب المغرب نظيره الإيراني في اليوم الثاني لافتتاح المونديال، ثم يلعب مع البرتغال وإسبانيا. ويبدو المنتخب التونسي أيضاً قد استفاد من تجاربه الودية رغم اعتماده على طرق دفاعية، ولم يخسر الفريق في آخر تسع مباريات وحافظ خلالها على نظافة شباكه في أربع مباريات، واختبر قوته اليوم أمام المنتخب الإسباني في آخر تجارب إذ لم يخسر منه سوى بهدف يتيم.
وارتفعت الروح المعنوية لمنتخب تونس بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم بفوزه على إيران وكوستاريكا بالنتيجة نفسها 1 – صفر، والتعادل 2 - 2 مع البرتغال وبنفس النتيجة أمام تركيا. قبل ان يخسر من إسبانيا.
وتأمل تونس في التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخها بعد فشلها خلال مشاركاتها الأربع السابقة أعوام 1978 و1998 و2002 و2006.
في المقابل، أظهرت وديّات المنتخبين السعودي والمصري أنّهما سيواجهان مهمة غير سهلة في المجموعة الأولى التي تضم إلى جانبهما روسيا المضيفة والأوروغواي.

ويخوض المنتخب السعودي مباراة الافتتاح ضد المنتخب الروسي الباحث عن نتيجة إيجابية على أرضه، وبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي.
ومنذ حسم الفريق تأهله للنهائيات، وعلى الرغم من التغيير الذي شهدته القيادة الفنية للمنتخب السعودي (الأخضر)، خاض الفريق عدداً من المباريات الودية متدرجة المستوى من أجل اكتساب مزيد من الخبرة والاحتكاك بمدارس كروية مختلفة.

ولم تكن بعض النتائج لصالح الفريق في هذه المباريات الودية، لكن هذه المواجهات ساعدت اللاعبين كثيراً على فهم أسلوب مديرهم الفني الجديد الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي الذي تولى القيادة مطلع العام الحالي.
أما المنتخب المصري الذي عاد للمونديال بعد غياب 28 عاماً، وجاء تأهله عن جدارة، فإنه أثار قلق جماهيره  بعدما عجز عن تحقيق أي انتصار خلال لقاءاته الودية الخمسة التي خاضها في إطار استعداداته للبطولة.

بدأ منتخب مصر مبارياته الودية استعداداً للمونديال منذ شهر مارس الماضي، حيث خسر 1 - 2 أمام منتخب البرتغال، وصفر - 1 أمام منتخب اليونان، الذي أخفق في التأهل لكأس العالم.
وواصل المنتخب المصري نتائجه الباهتة خلال لقاءاته الودية الثلاثة الأخيرة، حيث تعادل 1 - 1 مع مضيفه منتخب الكويت، الذي ما زال يتلمس طريقه نحو استعادة مكانته الدولية مرة أخرى عقب معاناته من توقف النشاط الرياضي بالبلاد لمدة عامين، ثم تعادل بشق الأنفس من دون أهداف مع منتخب كولومبيا، قبل أن يتلقى خسارة قاسية صفر - 3 أمام مضيفه منتخب بلجيكا.
وربما تسبب غياب النجم الدولي المصري محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الإنجليزي، الذي ما زال يتعافى من إصابته بجذع في مفصل الكتف، عن معظم المباريات الودية التي خاضها منتخب الفراعنة، في ظهور الفريق بهذا الشكل الباهت وعدم تحقيق أي انتصار فيها.

ولم يشارك صلاح سوى في 79 دقيقة فقط خلال مباراة البرتغال التي سجل فيها هدف مصر، قبل أن يغيب عن المباريات الأربع التالية.
وخلال اللقاءات الودية التي لعبها منتخب مصر، لم يسجل الفريق سوى هدفين فقط، كان أحدهما لصلاح، في حين سجل المدافع أيمن أشرف الهدف الثاني، وهو ما يعكس عجز خط هجوم الفريق أمام دفاعات الخصوم.
في المقابل، عانى الفريق من الهفوات الدفاعية الساذجة التي تسببت في تلقيه سبعة أهداف في ودياته الخمس، حيث فقد الفريق تنظيمه الدفاعي الجيد الذي كان من أهم العوامل التي ساهمت في صعوده لنهائي كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بالغابون، وتأهله لكأس العالم.

تعليق عبر الفيس بوك