ذئبةٌ تنتحبُ بصمت


فاتنة الساعي – بيروت


كنت صغيرة أستمع لقصص الرجال، صبحيات النساء
كانت خطيرة لطفلة لا تفهم معنى السكر والنهد،
القهقهات على نكات ملغومة إنفجرت في وجهي يوم بلغت.
حديث أبي عن عبد الناصر والإخوان، والسادات والخيانة،
عن فلسطين العروبة،
عن الأسد وجهازه المخابراتي وضرب حماه،
عن صدام وعزة العرب،
عن الحرب الأهلية اللبنانية التي حرمتني من حق التمرغ بأحضانه.
أصبحت الجندي في معسكر أمي،
 لست البكر او ألولد، أنا الوسطى ومن وسطه يعقد الحبل.
قساوة الماضي أنجبت صلابتي.
لم أنم منذ دهر.
يقولون الجبال لا تنهار.
 في ظل صمتها تنام لغة، لو نطقت لعصفت مسامير حارقة وجمر.
حرصا على الجمهور أتقن دور الجثة المتصلبة بابتسامة متحجرة،
تخفي طياتها عواء ذئبة تنتحب بصمت..

 

تعليق عبر الفيس بوك