كيفية تربية الأبناء وفق التعاليم الربانية في ندوة موسعة

مسقط - الرؤية

أقامتْ الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم ندوة بعنوان "كيف تربي أبناءك قرآنيا؟"، تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد؛ وذلك في جامع الشيخ محمد بن عمير الهنائي بالخوض.

شارك في الندوة الشيخ المهندس سالم بن عامر بن سيف العيسري رئيس مجلس إدارة مركز غراس الخير، والشيخ هلال بن حسن بن علي اللواتي مساعد إمام لجامع الرسول في الخوض، وعضو في مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية، ومدرب معتمد في التنمية البشرية، وبخيت بن محمد بن بخيت الشبلي مدرب بوزارة التربية والتعليم. وأدار الحوار الإعلامي عادل بن ناصر بن حمدان الكاسبي.

وبدأت الندوة بمقدمة تعريفية عن الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم ورؤيتها ورسالتها وأهدافها، وزيادة برامجها وتوسعها خلال الفترة المقبلة؛ مما يستدعي الإسهام في توفير مبنى إداري وتعليمي لها، وكذلك التبرع بأرض لها. ثم مهد المقدم لموضوع الندوة، وعرف بالضيوف. ثم انطلق الحوار مع الضيوف؛ فكان السؤال الأول: اتجاهات التربية مختلفة ومتباينة وذلك حسب المصادر التي تستقي منها. فمن أين يأخذ المسلم التوجيهات التربوية؟

وقال الشيخ المهندس سالم العيسري إنَّ الأهداف هي التي تحدد التوجهات، وكذلك الوسائل. فإن كان هدف المربي إيجاد جيل معتز بهويته الإسلامية أخذ بزمام القيادة وفق منطلقات دينية فلا شك أن المصادر التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها هي كتاب الله الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبعد ذلك سنة الحبيب المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه-، وكذلك مما سطره عظماء أمة الإسلام على مر العصور.

كان السؤال الثاني: في ظل تقدم العلوم الحديثة تطورت المنهجية العلمية، كيف يستطيع اﻹنسان المسلم أن يوازن بين المناهج الحديثة وتوجيهات القرآن الكريم؟ ورد بالقول: لا شك أن المناهج الحديثة متنوعة ومتشعبة، وهي تأتي من مشارب مختلفة، وتنبع من اتجهات ذات صبغة خاصة، ولأجل تقريب المطلب أكثر نقول: إننا أمام منهجين أساسين حسب الظاهر، وهما المنهج الوضعي، ويقصد به ما وضع من قبل البشروالمنهج القرآني.

والدعوة إلى التوزان بين المنهجين أمر جيد، ولكن هل نحن كمسلمين على معرفة صحيحة وحقيقية لمعارف القرآن الكريم أم لا؟ هل نحن على معرفة تامة بالخزانة الوجودية التي تحويها دفتا هذا الكتاب الإلهي؟ أظن أن ما في هذه الخزانة المعرفية الوجودية نحتاج إلى معرفته  أولاً، وبعد هذه المرتبة والمرحلة سوف نأتي إلى مرحلة التوزان بين المنهجين.

وحول الجوانب التي ينبغي التركيز عليها في عملية ربط الأبناء بالقرآن الكريم، قال: القرآن الكريم هو مصدر التشريع الأول في الإسلام، وقد تضمن منظومة متكاملة من القيم، كما أنه يعد مصدرا مهما في غرس الأخلاق وتهذيب السلوك؛ لذا فتربية النشء على مبادئ القرآن الكريم وعلى قيمه الفضلى مطلب مهم وضروري خاصة في هذا العصر الذي يموج بالفتن ويعج بالمُلهيات، وعليه فإنه يجب على المربين التركيز على غرس القيم الإنسانية من خلال آيات القرآن الكريم التي جعلت الرحمة بين الناس ركيزة أساسية، والتعارف فيما بينهم نواة للتعاون والتعايش المشترك، مع تكفلها بالحرية الفكرية، وهذا الاختلاف لا يعني الفرقة والشقاق؛ بل التعاون في أبواب الخير المتفق عليها.

تعليق عبر الفيس بوك