أهمية الصدقة

محمد الرواحي

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين" (المنافقون:10).

فيا أيُّها الإنسان، خُذ من هذه الآية الكريمة العظة والعبرة لك ولغيرك؛ ولا تغرنك صحتك ولا قوتك ولا جاهك؛ إنما هي أنفاس معدودة، وآجال محدودة؛ فلا تغرنك المناصب، ولا التكالب على حطام الدنيا، وجمع أموالها؛ من هنا وهناك، واعلم أن الحياة تمر مرا سريعا؛ فتدارك نفسك، واحم نفسك من نار لا تطيقها، ولا تطيق رؤيتها؛ احم نفسك من ذلك بصدقة تنفقها لفقير أو مسكين وأنت في هذه الدنيا الفانية؛ تنفعك في الدار الباقية.

إن الصدقة مهمة جدا، ولو لم تكن كذلك؛ لما ذكر الله عز وجل هذا المثال في هذه الآية المذكورة في صدر هذا المقال، وتكمن فوائد الصدقة في الأمور الآتية:

- الصدقة تطفئ غضب الرب؛ يروى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء"؛ يبين هذا الحديث الشريف أن الصدقة سبيل لمرضاة الله عز وجل؛ كما أنها سبيل لحسن خاتمة الإنسان؛ الله أكبر.

- الصدقة تكفر السيئات؛ لقول الله تعالى: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعلمون خبير" (البقرة:271).

ـ "ما نقص مال من صدقة"؛ هذا حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ يبين فيه النبي الكريم أن الصدقة لا تنقص المال، وقد يسأل سائل: كيف ذلك؟ وهو سؤال وجيه، وللإجابة عنه؛ أقول وبالله التوفيق: قال الله سبحانه وتعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" (البقرة:261)؛ يتبين من هذه الآية الكريمة الأجر العظيم الذي يناله المتصدق من ماله؛ أفلا يحرص المسلم على نيل هذا الأجر العظيم؛ خاصة في شهر الصيام؛ شهر رمضان المبارك؛ إن من لم يفعل ذلك؛ إنه لمغبون.

تعليق عبر الفيس بوك