90% من طرق صلالة سالكة.. وشبكات المياه لم تتأثر

مسؤولون: جاهزية مؤسسات الدولة خففت وطأة "ليلة صعبة".. وجهود إزالة الأضرار تتواصل

الرؤية - فايزة الكلبانية

أكَّد مسؤولون في مختلف أجهزة الدولة ومؤسساتها أنَّ الجاهزية العالية التي أعلنتها المؤسسات قبل الحالة المدارية "مكونو"، أسهمتْ بصورة فعالة في تخفيف وطأة الأنواء المناخية التي تعرضت لها محافظتا ظفار والوسطى، مُشيرين إلى أن جهود إزالة الأضرار والمخلفات بدأت على الرغم من استمرار التأثر بالحالة المدارية.

من جهته، قال سعادة المنذر بن أحمد المرهون والي سدح -في تصريح لتليفزيون سلطنة عمان: لقد مرت علينا ليلة الجمعة صعبة بكل معنى الكلمة؛ حيث كانت الأمطار شديدة، تصاحبها رياح عاصفة، تسببت في أضرار مادية وأضرار بالبنية الأساسية، كما تعرضت الولاية لانقطاع الاتصالات والكهرباء. وأضاف المرهون أن السكان اتخذوا الاحتياطات اللازمة من حيث المؤن والأغذية، كما أكدت شركات الكهرباء والاتصالات أنهم سيعملون على إعادة الخدمات متى ما توافرت الظروف، وأن عددا من الطرق بات سالكا بعد إزالة الأضرار وفتح الطرق.

وفي السياق، قال المهندس هيثم بن عامر الشنفري مدير دائرة الطرق والإنارة ببلدية ظفار، إنه ومنذ انتهاء الأمطار وهدوء الأجواء تم تشكيل فرق عمل للتاكد من سلامة أو مدى تضرر الطرق الرئيسية والجسور والأنفاق، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أضرار في الطرق الرئيسية، وأن 90% من الطرق الرئيسية في صلالة سالكة أمام الحركة المرورية، باستثناء بعض المواقع التي تشهد تجمعات للمياه، والتي سيتم تصريفها سريعا. وقال في تصريحات للتليفزيون: كنا في جولة من منطقة السعادة إلى عوقد، نزولا إلى صلالة، متوقعين أن نشاهد أضرارا كبيرة، لكن كل شيء تحت السيطرة". وفيما يتعلق بالإنارة، أوضح أنه لم يتم تسجيل سقوط سوى عمود أو عمودي إنارة، غير أنه لم يستبعد حدوث انقطاعات في الطرق، مؤكدا أنه سيتم التعامل معها في أسرع وقت. وأشاد الشنفري بالتعاون الذي تقدمه بلدية مسقط، علاوة على جهود اللجنة المشكلة بغرفة العمليات من جميع القطاعات العسكرية والخدمية والدفاع المدني. وأثنى الشنفري كذلك على آلية إدارة الأزمة التي أكد أنها كانت تسير بشكل جيد، أسهمت في الحد من الأضرار. وأشار الشنفري إلى أن ولايات ضلكوت ورخيوت وطاقة ومرباط وسدح تشهد انغلاقا في بعض الطرق التي تربط المنطقة الغربية، وأن العمل قائم لإزالة الأشجار المتساقطة بالطرق، فضلا عن تكاتف مؤسسات القطاع الخاص والأفراد الذين أبدوا دعمهم ومساعدتهم لإزالة الآثار.

وقال المهندس أحمد بن محمد البحر عامر الرواس مدير عام بمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار: إن الوضع مر بسلام، وأن ما تبقى أهون مما مضى، مشيرا إلى أن حالة شبكة المياه بشكل عام جيدة، بعد مرور الإعصار، وأن وضع خدمات المياه بالمحافظة جيد مقارنة بالمتوقع نتيجة لقوة الإعصار وقوة الرياح؛ حيث تعمل معظم الخدمات بصورة جيدة رغم تضرُّر بعض الخطوط وحدوث انقطاعات بسيطة. وأضاف -في تصريحات لتليفزيون السلطنة- أنَّ فرق الطوارئ تعمل مع وجود بعض المحاذير القائمة، والتوجيهات بعدم المخاطرة. وناشد الرواس المواطن والمقيم بترشيد الاستهلاك لتفادي نقص أو نفاد المياه. وأشار إلى أن الأضرار حتى الآن بسيطة، لكنها تحتاج ساعات لإصلاحها، وأنها بشكل عام يمكن السيطرة عليها.

من جانبه، قال الدكتور خالد بن أحمد النجار مدير أول بمكتب الهيئة العامة للطيران المدني بمحافظة ظفار: إنَّ الهيئة العامة للطيران المدني قدَّمت توقعات مسبقة بحركة تشكُل الإعصار واقترابه من سواحل السلطنة الجنوبية، ولقد كانت الاستجابة سريعة ودقيقة. وأوضح النجار -في تصريحات لتليفزيون سلطنة عمان- أنَّ تحول الإعصار إلى منخفض مداري عميق يعني تراجع شدة الرياح ومعدل هطول الأمطار، إذ من المتوقع هطول أمطار متوسطة بالمزيونة، فيما تكون متوسطة إلى غزيرة بالجانب الشمالي من المزيونة. وبين أن المناطق في شمال شرق المزيونة تشهد أمطارا رعدية، فيما تتشكل الخلايا الرعدية في شرق المحافظة في المناطق الجبلية وتشهد كذلك جريان الأودية. وأوضح النجار أن محافظة الوسطى تشهد تكوّن خلايا رعدية ستفضي إلى أمطار متفاوتة الغزارة، وتوقع أن يستمر هطول الأمطار وهبوب الرياح حتى اليوم الأحد.

وردًّا على ما يثار على مواقع التواصل الاجتماعي بتشكل حالة مناخية جديدة، أو إعصار آخر في المحيط الهندي، بيَّن النجار أن عملية تكون حالات أخرى أمر مُحتمل، لكن لا يمكن الحديث عنها كتنبؤات طويلة المدى، إذ من الوارد أن تتغير هذه التوقعات، فالنماذج التي تقدم توقعات طويلة المدى متقلبة ومتغيرة، ومن الأفضل أن يركز الجميع على الحالة "مكونو".

تعليق عبر الفيس بوك