انتقادات دولية حادة تلاحق مادورو بعد إعادة انتخابه رئيسا لفنزويلا

 

كراكاس - رويترز

واجه رئيس فنزويلا الاشتراكي نيكولاس مادورو استنكارًا دوليًا جديدًا أمس بعد إعادة انتخابه في تصويت ندد به خصومه ووصفوه بأنه مهزلة تعزز الديكتاتورية في البلاد. وأشاد مادورو (55 عاما)، الذي خلف هوجو تشافيز، بفوزه ووصفه بأنَّه انتصار على "الإمبريالية" لكن منافسه الرئيسي رفض الاعتراف بالنتيجة وزعم وجود مخالفات واسعة في التصويت. واحتفل آلاف من أنصار مادورو خارج القصر الرئاسي لدى إعلان النتائج. وقال مادورو للجماهير المحتشدة "الثورة هنا لتبقى" وتعهد بأن يكون التعافي الاقتصادي أولوية بعد خمس سنوات من الركود في الدولة التي يقطنها 30 مليون نسمة. وهتف أنصار مادورو "هيا بنا يا نيكو" في مشاهد احتفالية امتدت إلى ما بعد منتصف الليل في وسط العاصمة كراكاس.

وهددت الولايات المتحدة التي وصفت تصويت يوم الأحد بأنه "عار" بفرض عقوبات على قطاع النفط في فنزويلا والذي يعاني أصلاً من انخفاض الإنتاج وبنية تحتية متهالكة وهجرة أصحاب الخبرة. وحذر الاتحاد الأوروبي ودول كبرى في أمريكا اللاتينية سلفاً من أنَّ الأجواء في فنزويلا ليست نزيهة.

وقال رئيس تشيلي سيباستيان بنيرا عن انتخابات الأحد "انتخابات فنزويلا لا تفي بالحد الأدني من معايير الديمقراطية الحقة... ومثل أغلب الدول الديمقراطية الكبرى.. تشيلي لا تعترف بتلك الانتخابات".

وحذت حكومة بنما حذوه وقالت بسرعة إنها لن تعترف بنتائج الانتخابات فيما أرسلت كوبا والسلفادور، الخاضعتان لحكم اليساريين، التهنئة بفوز مادورو.

وقاطعت المعارضة الرئيسية في فنزويلا التصويت بسبب منع اثنين من أكثر قادتها شعبية من الترشح. ومنعت السلطات التحالف والعديد من أحزابه من استخدام أسمائهما فيما يُدير موالون لمادورو لجنة الانتخابات.  واستغلت الحكومة الكثير من موارد الدولة خلال الحملة الانتخابية ومارست ضغوطا على الموظفين الحكوميين للتصويت.

وقالت لجنة الانتخابات إن مادورو حصل على 5.8 مليون صوت مقابل 1.8 مليون صوت لمنافسه الرئيسي هنري فالكون وهو حاكم ولاية سابق انشق عن موقف المعارضة الخاص بمقاطعة الانتخابات. وأضافت اللجنة أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 46 بالمئة انخفاضًا من 80 بالمئة في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2013. ودعا فالكون إلى إجراء تصويت آخر وشكا من وضع الحكومة نحو 13 ألف منصة موالية للحكومة قرب مراكز الاقتراع على مستوى البلاد.

وطُلب من الفنزويليين، ويعاني الكثير منهم من الفقر، استخدام بطاقات أصدرتها الدولة في خيام حمراء بعد التصويت لتلقي "جوائز" وعد بها مادورو. وتستخدم تلك البطاقات في الحصول على مزايا من بينها صناديق طعام وتحويلات مالية.

ويواجه مادورو مهمة ضخمة، هي إنعاش اقتصاد فنزويلا المتداعي لكنه لم يحدد خطوات واضحة لإصلاح السياسات التي تمليها الدولة والمتبعة منذ عقدين. ووفقا لبيانات الجمعية الوطنية فقد قلت قيمة العملة المحلية (البوليفار) 99 بالمئة على مدى العام المنصرم ووصلت نسبة التضخم السنوية 14000 في المئة. وإضافة إلى ذلك يبحث دائنون لفنزويلا تسريع مطالباتهم بمستحقاتهم غير المدفوعة.

وعلى الرغم من تنديد الغرب بمادورو إلا أن بإمكانه على الأقل الاعتماد على دعم الصين وروسيا اللتين قدمتا مليارات الدولارات من التمويل لفنزويلا في السنوات الماضية. وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنَّ بلاده تعتقد أن حكومة فنزويلا وشعبها بمقدورهما معالجة شؤونهم الخاصة وإن على الجميع احترام اختيار الشعب الفنزويلي.

 

تعليق عبر الفيس بوك