القدس لنا والله معنا

أحمد بن سالم آل إبراهيم

قال تعالى: "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، أُدرك تماماً أنَّ النَّصْر مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وأؤمن شخصياً بأن من أسباب الانتصار الإيمان الذي وقر في القلب وصدّقه العمل.

كنّا خير أمة أخرجت للنَّاس عندما كنّا مصدراً للعلم والكتب والثقافات وبنينا أعرق الحضارات، تباهينا بترجمة كتب ابن سينا وابن رشد والكندي إلى اللغات العالمية، وأنسانا الغرور أنَّ الطريق لابدّ وأن يكمله الخلف وراثةً عن السلف، وأنّ الأمجاد تبقى في الماضي إن لم يحملها أحد إلى المستقبل.

النصر سيأتي لا محالة حينما نعود ثانية عبادا لله، فإن شاء المسلمون أطالوها وإن شاءوا قصروها، وعلى المسلمين أن يأخذوا الأمر على أنه أمر ديني وليس أمرا عربيا أو سياسيا، وذلك لا يكون إلا إذا كنا جميعاً عبادا لله فالله إذا تكلم في قضية قرآنية فلابد أن تأتي القضية الكونية مصدقة لها.

المسلمون الآن في انتظار تحقق قوله تعالى "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" وهذا لن يكون إلا بإرادة المسلمين وبعودتهم عبادا لله مرة أخرى.

تحية إلى هؤلاء الذين يتصدون للاحتلال وإلى كل المسلمين والعرب الذين يعملون بصمت من أجل نصرة القدس، والذين يفندون مزاعم دعاة تحريم زيارة القدس لأنها تحت الاحتلال، حيث باتت هذه الشعارات مجرد خطب نارية لا تلبي حاجة الأمة ولا الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة تقرير مصيره ومعركة تحرير القدس وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .. فكأنهم عن وعي أو غير وعي يسلّمون بما هي عليه القدس اليوم.

نسأل الله العظيم أن يرد الأمة إلى دينها كي يعود الأقصى إلى إلينا وأن يحفظ في صدورنا عاصمة قلوبنا القدس الشريف.

تعليق عبر الفيس بوك