تهيئة الأبناء لصوم رمضان

آسيا بنت سالم الحجية

تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام شهر الخير والجود شهر يتقلّب فيه المسلم في أنواع من العبادات بين قرآن وذكر وصلاة وصدقة، وهي فرصة ذهبية ومناسبة فريدة لصحبة أبنائنا معنا في هذه الرحلة الإيمانية المكثفة والأخذ بأيديهم، فتهيئة أبنائنا نفسيًا لصوم شهر رمضان لهي أكبر غنيمة وطريق للفلاح ومضاعفة الأجور، وبذلك يسير أبناؤنا في أمن وأمان على سفينة رمضان (سفينة النجاة).

ووجب على الوالدين التدرج في عدد الساعات والأيام، ويبدأ ذلك ما بين تسع إلى عشر سنوات، فلو أكل أو تعب الطفل في هذا السن في صيامه، لا يتم تعنيفه بشدة فلامانع أن يشرب قليلًا يخفف عنه التعب أو حثه على الصبر. فمثل هذا الموقف يجعل الطفل يتقبل الصيام ويحبه ولا يشعره بالكلفة، ولا ينسى الوالدان التحفيز المستمر والإيحاء الإيجابي بأنه قادر على الصيام وعلى تحمل الجوع والعطش، ومدح الطفل أمام أصدقائه وأهله بأنَّه قد تمكن من الصيام، وكذلك مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء في مدى تحملهم وقدرتهم على الصيام.

وهناك بعض الأفكار المناسب تطبيقها في هذا الصدد، مثل أن يتم تهنئة الابن بشهر رمضان بعبارات جميلة ودعوات مباركة؛ وعقد درس أسري في البيت قبل شهر رمضان للحديث عن الشهر وفضائله وبعض الأحكام الفقهية التي يسهل فهمها، وتهيئته لصلاة التراويح وهي فرصة لربط الطفل بالمسجد وتعويده على الالتزام واحترام الوقت.

- درب ابنك على الصدقة، ليُدرك طبيعة الإنفاق وحب العطاء والشعور بالمسؤولية نحو الفقير والمسكين ولنستغل الجو الإيماني في غرس هذه القيمة.

- تنمية تفكر الطفل بآيات القرآن وانتقاء المهارات المناسبة كمهارة الإنصات للآيات ومهارة التصنيف والتحليل في السور القصيرة بالإضافة إلى مسابقات هادفة ومنوعة تشحذ الهمم كأجمل صوت في ترتيل القرآن ومسابقة الحفظ الممكن ومسابقة أفهم ما أقرأ وإشغالهم وقت النهار أيضًا برسومات تتعلق بالصيام وقراءة القرآن والصائم الصغير يلونها ويستمتع بها في أوقات فراغه.

- يجب على الوالدين تحبيب أبنائهم في السحور وإيقاظهم، ويجب هنا اختيار الأغذية السليمة لسد حاجتهم الغذائية، وتكون هذه الوجبة مشتملة على البروتينات التي تساعد في بناء أنسجة جديدة وإعطائهم المزيد من السوائل والخضروات والفواكه لتعطيهم إحساسًا بالشبع.

- المذكرات الرمضانية وهي عبارة عن مهام وأعمال يومية ينفذها الطفل مثل: حفظ آية واحدة وتدبرها، حفظ حديث شريف، الصلاة في وقتها ..إلخ، ووضع جدول للتقييم وفي نهاية كل مهمة يكتب نوع التحفيز الذي يستحقه الطفل.

- فرحة الإتمام، كافئ ابنك بالنجاح الذي حققه وهو مدى تحمله لصيام الشهر كاملًا وقل له: هنيئًا لك العيد الذي أنت عيدُهُ.

أخيرًا .. يظل الوالدان هما القدوة الحسنة والمثال الأعلى لأبنائهم، فتهيئة المحيط الأسري الذي يعيش فيه الطفل، وإشاعة الأجواء الدينية يمد الطفل بالقوة والإرادة لفعل الخير وتقبله، وتظل الأسرة هي المنبع الأول للتوافق النفسي وتشكيل شخصية الطفل.

 

تعليق عبر الفيس بوك