المُحــايــــد


أسامة حداد – شاعر وناقد مصري

 

كثيرا ما أكون مُحايدًا لدرجةٍ مزعجةٍ،
لم أكن كذلك،
بدأ هذا الأمرُ مؤخرًا،
اكتشفته وأنا ابتسم للصٍ،
يسرق أشباحًا تخصني،
وحين تركت الجنود
يحملون ظلي فى عربتهم السوداء،
وأكد عتابٌ عنيفٌ من صديقتي،
أنني شخص آخر...
حين تركتها تنتظرني على كورنيش النيل،
ومن الصعب أن أقص حماقاتي العديدة،
وخسائري المتوالية،
وصمتي أمام استفزازات المرايا،
ممارستي للغناء بصوتٍ مزعجٍ ...
المرور جوار حادثٍ مروعٍ ...
دون انتباهٍ لقتلي يشبهونني،
واستمرار صداقتي مع تماثيل
أقدم شكايتي إليها،
نعم أنا محايدٌ غالبًا،
ﻻ أتورط فى أي شيء،
ولا تعنيني مشاجرةً فى عربة المترو
أنا أحد أطرافها،
وﻻ انفجاراتٍ فى الشارع،
أمارس الضحك
 فى مواجهة نشرة الأخبار،
وأسخر من ذكرياتٍ أليمةٍ،
 وحربٍ لم أجربها،
وأغنى فوق طوار يحمل الموتى،
وأواصل الطريق بمشاعر
خسرتها دون أن أعرف....
وأكرر أننى لم أقع فى تجربة.

 

تعليق عبر الفيس بوك