التعلم المقلوب وتفعيل دور المتعلم

 

عمرو عبدالعظيم

مع تطور عمليات توظيف التكنولوجيا في التعليم، ظهرت العديد من الإستراتيجيات التي تناسب ذلك التوظيف وتجعل التعلم فعالاً وناجحًا، ومن تلك الإستراتيجيات التعلم المقلوب أو المعكوس؛ حيث يعرفها (روحي، 2014) أنها تعتمد على استخدام التقنيات وشبكة الإنترنت، وتتيح للمعلم إنجاز الدرس بواسطة مجموعة من الوسائط كمقاطع الفيديو أو المقاطع الصوتية...وغيرها؛ ليقوم بعدها الطلاب في أي مكان بالاستماع لها أو مشاهدتها من خلال أجهزة الحاسوب أو الهواتف النقالة قبل حضورهم للصف، في حين يقتصر وجود الطلاب في الصف على المناقشة مع بعضهم ومع المعلم حول الدرس ومن ثم ممارسة الأنشطة المعدة مسبقًا لنفس الموضوع، وقد يُطلق عليه مسمى (الفصول الدراسية المقلوبة) هي نموذج تربوي تنعكس فيه المحاضرة والواجبات المنزلية بكافة أشكالها، ويعتبر شكلا من أشكال التعليم المدمج الذي يشمل استخدام التقنية للاستفادة من التعلم الذاتي واستغلال الوقت في الفصول الدراسية لأداء الأنشطة والواجبات كما في (شيمي،2016م).

وتعتمد فكرة عمل إستراتيجية التعلم المقلوب على عرض فيديو قصير من قبل المعلم يشاهده الطلاب في منازلهم أو في أي مكان آخر قبل حضور الدرس، في حين يُخصص وقت المحاضرة للمناقشات والمشاريع والتدريبات، ويعتبر مقطع الفيديو عنصرًا أساسيًّا في هذا النمط؛ سواء تم تسجيله من قِبل المعلم ورفعه على الإنترنت أو تم اختياره من بين مقاطع الفيديو الموجودة مسبقاً على الإنترنت.

وفي نظام التعليم المعكوس، يقوم الطالب أولاً بدراسة الموضوع من تلقاء نفسه، عادة باستخدام دروس عبر الفيديو يتم إعدادها من قِبل معلم المقرر أو مشاركتها من قِبل معلم آخر، مثل تلك الفيديوهات المتاحة من قِبل أكاديمية خان وغيرها الكثير على موقع اليوتيوب في جميع التخصصات، وهذا يتيح وقتًا داخل الصف يمكن استخدامه للأنشطة التعليمية الإضافية، بما في ذلك استخدام التعليم المتمايز والتعليم القائم على المشروعات.

ومن مميزات التعلم المقلوب ما يلي:

- يمنح المعلمين مزيداً من الوقت لمساعدة الطلاب وتلقي استفساراتهم.

- يبني علاقات قوية بين الطالب والمعلم.

- يزيد قدرة الطلاب على "إعادة الدرس" أكثر من مرة بناءً على فروقهم الفردية.

- خلق بيئة للتعلم التعاوني في الصف الدراسي.

- التوظيف الجيد للتقنية الحديثة وأدواتها في العملية التعليمية.

- تطور دور المعلم الملقن ليصيح موجهًا ومحفزًا ومرشدًا ومساعدًا.

- مشاركة الطالب في العملية التعليمية ليصبح مشاركًا وباحثًا.

- مساعدة الطلاب على التعلم الذاتي وفقًا لقدراتهم وفروقهم الفردية.

- تناسب الطلاب الخجولين من طلب إعادة جزئية من الدرس، فيمكنهم إعادة الدرس مرات عديدة.

- يوفر استغلالاً جيدًا لزمن الحصة.

- يوفر بيئة تعليمية شيقة وممتعة تساعد على جذب الطلاب للتعلم.

- تطبيق التعلم النشط بكل سهولة.

وعند تخطيط المعلم لحصة مقلوبة يجب أن يبدأ بطرح سؤال: ماذا يجب على الطلاب القيام به لتحقيق النتائج المطلوبة؟ وهذا التغير في وجهة النظر سوف يقلب في الحال التركيز على الحصة عندما يؤكد السؤال على بيان جهود الطلاب وليس جهد المعلم، فهناك الكثير من الفوائد التي تعود على الطالب والمعلم، إذا تم تطبيق نظام التعليم المعكوس في المدارس؛ حيث إنَّه يوفر الكثير من الوقت للمعلم، ويسمح بدرجة من التفاعل والاتصال بينه وبين الطالب، كما أنه يزيد من درجة الفهم والاستيعاب، ويساعد على زيادة نسبة التركيز، ويحث الطالب على التفكير وعدم تلقي المعلومة في صمت، بل عليه أن يناقش ويفهم حتى لا ينسى هذه المعلومات بمجرد وضعها في ورقة الامتحانات.

amrwow2010@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك