وجها لوجه:

 د. غالية آل سعيد وعبد الرزاق الربيعي (5)


في الحلقة الخامسة من الحوار مع الروائية العمانية د. غالية آل سعيد سنتناول محورين هامين في مسيرتها الإبداعية تحت عنوانين هامين: أولا - أنفاس الغُربة، وانعكاسات ألوان الطيف وثانيا - مآسي الحياة، وتشظيات الروح لنبحر فيما خلف النصوص إلى أصل الحياة التي تشكل المادة الخام للإبداع الإنساني.
أولا - أنفاس الغُربة، وانعكاسات ألوان الطيف:
س؟؟) عشتِ في بريطانيا سنوات طويلة، درست في جامعاتها حتى حصلت على الدكتوراه، ما هي تأثيرات تلك التجربة الحياتية على انتاجك الروائي؟
ج) تلك الفترة لها تأثير كبير على أعمالي الروائية، لا شك في ذلك. ما حصل ربما كان بإرادتي، وربما كان خارج إرادتي، لست على يقين، أحيانا تجدني أرجح الاحتمال الثاني، إنها لعبة القدر.
أما سؤالك عن تأثير التجربة البريطانية، فذلك أمر معقد، فالفرد لا يستطيع عزل نفسه عن محيطه، وبخاصة إن عاش فيه فترة طويلة، كما هو الحال معي. لا تستطيع أن تغمض عينيك عن الشخصيات التي تدور في ذلك المحيط، لا سيما لو كانت لديك ميول فنية كالكتابة، أو غيرها من الفنون الأخرى. بسبب اقامتي الطويلة في الغربة تستطيع القول صارت أعمالي الروائية شبه محصورة، وهي تعكس المكان، والأفراد، والمجتمعات، وكما قلت آنفا الروائي مسيّر، وليس مخيرا فيما يختار من شخصيات، وأماكن وقضايا لأعماله الفنية. الشخصيات، والقضايا هي التي تسير قلم الروائي، وفرشاة الفنان، وأصابع الموسيقي، وصوت المغني وليس العكس، وهذا هو الحال معي.
في الحقيقة، كانت تجربتي مفيدة طوال اقامتي في بريطانيا، وعاصمتها لندن، فقد عشت في لندن بداية تحضيري لدراسة الدكتوراه، كما عشت خارجها. عرفت أناسا ولمست واقع حياتهم، أحيانا عن كثب، وأحيانا عن بعد. ربما لو لم أعش في بريطانيا لما وجدت فرصة معرفة هؤلاء الناس من مختلف الطبقات، والجنسيات، والأعمار، تعرفت على سير، وواقع حياتهم، حلوه، ومرّه. بعضهم حمل آلام العزلة، والغربة، والصراع المستمر من أجل البقاء، أو من أجل التمسك بالهوية، واللغة، والتقاليد، تلك أمور ليس من السهل تحقيقها في المجتمعات الغربية، والمجتمع البريطاني بالذات. ساعات العمل طويلة، والوقت مقدس، وثمين وهو أثمن شيء، يهرولون لتقوية الصناعة، وتحقيق ما يسمى بالتقدم ليواكبوا مسيرة الدول الغربية الأخرى. وهنا يظهر سؤال في غاية الأهمية: من أين يأتون بالوقت للالتفات إلى الذي يجرى من حولهم، والتفاهم مع الاشخاص الذين يشاركونهم العيش في ذات الرقعة ولمس همومهم؟
للأسف الشديد، لا وقت للقيام بتلك المهمة الإنسانية الحضارية. مشاكل الانسان الآخر، زميل العمل، والجار، يتم تحويلها ببساطة إلى الأخصائيين الاجتماعيين، والنفسيين، تلك وظيفة الدوائر الحكومية المتخصصة في التعامل مع احتياجات الأفراد، والمجتمعات.

س؟؟) وما هو موقفك ككاتبة، وإنسانة من ذلك؟ هل خضت مع الخائضين؟
ج) إن الاهتمام بمن حولي، والانتباه للآخر، ساعدني في سرد الحقائق، وسبر واقع الناس، تلك هي رواياتي، نسيج من الخيال يسنده الواقع، ويرفع من قيمته. إنّ اتساع، وتشعب المجتمع البريطاني جعل منه رقعة تعج بمختلف المشاهد، والقضايا، والتداخل، والتضارب السياسي، والمالي، والقضائي، والاجتماعي، والإنساني، ذلك مسرح حي لمتصيدي فرص الالهام الفني مثلي. يكفيك الوقوف خارج محطة نفق القطارات في وقت الغروب، إنك لن ترى غروب الشمس كما نراها في بلادي، فسحبهم كثيفة تحجب أشعة الشمس، وضوءها. ولكنك سترى غروبا آخر، أسميه غروب يوم العمل، الفرحة منعكسة على وجوه المسافرين المهرولين في مختلف الجهات للعودة إلى بيوتهم، أو إلى الحانات الكثيرة للاحتكاك ببعضهم البعض، وغسل همومهم، ومتاعب يومهم. من مثل هذه المشاهد، وهذه، والوجوه في المجتمع البريطاني كونت شخصيات رواياتي، ووضعتها في قالب فني، اعتصرت هذه الصور، والمشاهد المختلفة من واقع هذا المكان. تجد الدكتور (نديم نصرة) حاملا الذبيحة لـ(مليحة)، وهي تقطر دما، كأنها جثة غدر بها، ويريد محو آثار جريمته. المشاهد الكثيرة، والأدوار التي تقوم بها الشخصيات التي تعج بها الأرصفة غنية، ومدهشة، وثرة، من الصعب تجاهلها، أو التخلي عن متعة تركيبها بطريقة فنية في رواية، قصة، مسرحية، قطعة موسيقية، أو لوحة فنية.

س؟؟) لكنّك، رغم تلك الإقامة الطويلة، لم تتأثري بالتيارات الجديدة السائدة في الرواية المعاصرة، وفي البناء السردي، هل تجدين نفسك غريبة عن تلك التيارات؟
ج) الكتابة الروائية بالنسبة لي شخصيا لا تقف على تيار محدد، أو نمط معين، ولو أن التيارات الروائية مهمة، ترى فيها خبرة الكاتب وما وصلت اليه الكتابة المعاصرة من أنواع مختلفة.  
الاختلاف في النوع، والشكل الروائي دلالة على التغيرات التي طرأت في شتى المجالات في عالمنا الحديث أهمها التقدم في العلم والاختراع، وبخاصة التقدم التكنولوجي، الذي جلب سرعة فائقة في نطاقات عديدة بعضها ايجابي وبعضها سلبي.
أقول: السرعة وضعت بصمتها على جوانب كثيرة من حياتنا بما في ذلك أسلوب كتابة الرواية المعاصرة. ضيق الوقت يفرض ألا تكون الرواية طويلة، كما كانت الرواية سابقا. في الغرب وصل الأمر الى أن بعض دور النشر لا تقبل أيّ عمل روائي يزيد عن مئة، وخمسين صفحة، تلك الدور تعرف أن لدى القاري الحديث القليل من الوقت للقراءة. واليوم الناس تستعين بالتكنلوجيا، وكل شيء له صلة بالبرمجة المسبقة، وقريبا ستكون في متناول يدنا آلة الكترونية تمثل أداة للكتابة الروائية، يعني نتوقع آلة ستكتب الرواية من بدايتها الى نهايتها. ما الذي في استطاعتنا عمله لمقاومة هذا التيار الجارف من التقدم، الهائل، والسريع، الذي يسيطر على جوانب كثيرة في حياتنا؟

س؟؟) هل يعود هذا بسبب التطوّر التكنلوجي الذي يشهده العصر الحديث؟
ج) إن التطور الذي نشهده هو عبارة عن مرآة تعكس تطوّر الفكر الإنساني، وعلينا التعامل، والتعايش معه بتفكير، وبإيجابية. في البدء كانت الفكرة، ومن الفكرة تبلورت الابتكارات، والاختراعات الكثيرة التي أصبحت لا عدّ، ولا حصر لها. وخلف هذه الابتكارات وقفت جهود فكرية، وعلمية ضخمة، من قبل المخترعين، والمصممين، لتطوير الصناعة في كل ناحية، وذلك من أجل جلب الراحة للإنسان. ولكن للأسف بعض تلك الصناعات جلبت شقاء الانسان، خذ أسلحة القتال، والدمار كمثال. الاختراعات، وتطورات الصناعة لن تقف في مكانها ما دام عقل الانسان يتمتع بحرية التفكير، والابتكار، لا قيود غير القوانين التي تراعي تأثير هذه الابتكارات على المستخدم وسلامته. عمل العقل لن يقف عند نقطة محددة، المشكلة تكمن في المجتمعات التي تحرم العقل نعمة التفكير، وتحصره داخل قوقعة محكمة، وبالتالي تشل إرادة الفرد، وانتاجه الفكري، وابداعه في الصناعات، والتقدم التكنولوجي.
واليوم هناك من يبكي حزنا على تفكك، وتحلل، وغياب الأداة الكلاسيكية، في الرواية بل، وفي مختلف المجالات كالهندسة المعمارية، والموسيقى، والتعليم. في عالم الهندسة أصبحت البيوت تأخذ أشكالا غريبة تجريدية مائلة، أو طويلة، في مجال الطب نلمس تغيرات مهمة، ويقال سيأتي الوقت الذي لن يرى به  الجراح مريضه إلا عند اجراء العملية على جسده، ولا داعي للمقابلة وجها لوجه، وما فيها من تفاصيل. ندرة الوقت، وتواجد الأداة الفنية للقيام بما كان يقوم به الاخصائي أدّت الى هذا الوضع الغريب، ولكنه واقع التقدم الذي طرأ في العالم من خلال تطور العلم، والفكر.

س؟؟) هل يمكن للبشرية إيقاف هذا التغير الذي قلب موازين، وترتيب الأمور، وجعله يسير في صالحها؟
ج) لا أظن إننا سنجد آلة تعيد الحال إلى الذي كنا عليه. وهناك نقطة تحول أخرى مهمة، كثيرون يشتكون منها، وهي ضعف الاتقان، والجودة في مجالات شتى، وضياع الضوابط المعترف بها بخاصة في مجال التعليم.
قبل دخول مرحلة هذا التطور الذي شهده العالم منذ أربعين سنة، أو أكثر بقليل كان لدى الناس متسع كبير من الوقت، بسبب قلة أساليب الاتصالات من هواتف ذكية وآلات الكمبيوتر، والتلفزيون. خذ مثلا التلفزيون، كان عمله محصورا على قنوات قليلة، ويبث لساعات محدودة، وبالأبيض والأسود، أما اليوم، فقد غرق العالم داخل قنوات عددها يصل الى الآلاف، وأكثر. وهناك سبل ترفيهية كثيرة، ومواصلات سريعة، ونوادي رياضية، وحدائق عامة، وغيرها من المؤسسات، صممت لتمتص وقت الفراغ في الصالح، والطالح. هذه المشاريع الترفيهية لها خصوصية أخرى عند المجتمعات الأوروبية، وهي إنشاء أعمال، ودخل تنتفع منه الحكومات، وتجني منه الضرائب، والعوائد.
في الماضي كان السفر محصورا على الفئة القادرة على تكلفته، أما اليوم، فقد أصبح في متناول يد الجميع بسبب هبوط الأسعار، ذلك قرّب المسافات بين الناس. لا داعي الآن للبحث عن معلومات من داخل كتيبات المعلومات، المعلومة تصلك بمجرد نقرة إصبع من باطن الكمبيوترات، والتلفونات الذكية، الوقت الذي كان الفرد يقضيه في التأمل، والفكر بدّدته السرعة، وسهولة العثور على كلما يريد ويشتهي.
والرأي عندي، يجب ألا نشغل أنفسنا بالمقارنة بين ما كان، وبما هو كائن، أو الحصول على اجابة لماذا اختلت الموازين، والضوابط في أشياء كثيرة، يقول الكبار في السن في زماننا هذا إنهم لم يطلبوا المعونة من أحد، وكانوا يقدّسون العمل، ويحبون القراءة. علينا التأكيد على أن الخصائص التي تمتّعت بها الأجيال الماضية تمّ استبدالها ليس بإرادة الفرد، بل أجبر عليها، أجبره عليها التغيير الذي طرأ في شتى المجالات، كالأنظمة السياسية، والاقتصاديّة، والثقافية.
أصبحت المجتمعات في بعض الدول ترزح بأعداد كبيرة من البشر بسبب النمو السكاني، الأمر الذي يتطلب موارد كثيرة من سكن، وتعليم، وعلاج، وغيرها من احتياجات. بعض الدول أصبحت عاجزة عن سد هذه المطالب، وبعضها حد من الصرف العام، أو رفع الضرائب. هذا التقدم سيتحول هو نفسه إلى موروث، نتيجة تطوّر الفكر الإنساني، وسيخزن في متاحف التاريخ، كما حل بالموروث الذي سبقه، تلك هي صيرورة الحياة ودورتها الطبيعية.

 

ثانيا - مآسي الحياة، وتشظيات الروح:
س؟؟) تشغلك قضايا حيوية في عالمنا المعاصر مثل الحرية، والعدالة، وقد تمحورت أعمالك حولها، إلى جانب قضايا أخرى عديدة، إلى أيّ مدى وصلت رسائلك التي تبعثينها من خلال أعمالك الأدبية، والفكرية؟
ج) يقف عالمنا العربي شاهدا على هذا الواقع المؤلم من كوارث، وأزمات، وبخاصة في الآونة الأخيرة، فقد أصبح له نصيب الأسد من المأساة. يعجّ عالمنا العربي بالظلم، وعدم المساواة، والانقلابات العسكرية، والتعنت السياسي، والآن دخلنا مرحلة الشتات نتيجة الحروب التي خلفت دمارا كبيرا، ومرحلة التمرد المسلح غير المنظم مما جعل بعض مجتمعات العالم أشبه بميادين حروب، وقتال بعيدة كل البعد عن الاستقرار المطلوب، والسلام المنشود.
في الثمانينات، كانت لبنان مشهدا واسعا للحروب غير المنظمة، ومن ثم تبعتها دول أخرى مثل: افغانستان، والصومال، والعراق، والآن سوريا، واليمن، وغيرها من دول العالم؟ هذه الكوارث، والأحداث أدّت إلى تفكك المجتمعات العربية، وزادت البطالة، والفقر فيها، وعدم مشاركة الأفراد في الديمقراطية، وفي اتخاذ القرارات السياسيّة التي تهمّ واقعهم، ومن أهم القضايا المعاصرة في عالمنا العربي هي من دون شك القضية الفلسطينية. لقد انتهت الحرب العالمية الثانية، وواجه العالم العربي حقيقة احتلال فلسطين، مما جلب معاناة مميتة للشعب الفلسطيني الذي وجد نفسه بين ليلة، وضحاها يعيش في أرضه مع من أتوا من خارج فلسطين لاحتلالها، فبدأ الشتات، وتمّ منع الفلسطينيين من حق العودة إلى أرضهم. الذين بقوا في فلسطين حرموا من ممارسة أبسط حقوقهم الإنسانية، من حرية العمل، والتعليم، وغيرها من المطالب المهمة لكيانهم، وهويتهم. ولكنّ الشعب الفلسطيني جاهد، واجتهد رجالا، ونساء لجعل جذوة القضية تطفو الى السطح حية في مخيلة، وذاكرة العالم. والآن هناك الحروب، والصراعات في العراق، وليبيا، وسوريا، واليمن، وقبل ذلك كانت الاغتيالات، والخطف في لبنان؛ هذا هو الواقع الأبرز للمشهد العربي. أصبح العربي في شتات، ولجوء وعوز، وفي حصار، شمل ذلك شتى الجهات، والمجالات، ومن دون حق في المشاركة السياسية لاتخاذ القرارات التي تتحكم في سير حاضره، ومستقبله.
ولو ألقينا نظرة عامة، سنرى دولا كثيرة حول العالم تواجه الحال ذاته، في أفريقيا، وشرق آسيا، وأمريكا اللاتينية. هذه الأحداث المريرة التي تمرّ بها شعوب العالم ولّدت رغبة ملحة في اللجوء الى أوروبا، على الرغم من الخسائر الفادحة التي تقع على المغامرين في سبيل هذا اللجوء، غرقا في عرض البحر، وتشتتا ومذلة. التعنت، والتقلبات السياسية، والنقص في الموارد التي تواجهها دول العالم النامي أظهرت وجهين للعالم متناقضين تمام التناقض. نرى جانبا متخما في العالم الغربي، وجانبا في حاجة، وعوز وهو العالم النامي، صار العالم الآن نصفين غير متساويين، دول تتمتع شعوبها بالتقدم في العلم، والتكنلوجيا، والصحة، والاستقرار وأسس الديمقراطية، والحرية الفردية، واحترام حقوق الانسان، وغيرها من ميزات الحياة التي تعطي الفرد كرامته، ودول تفتقر شعوبها إلى أقل المقومات للحياة الضرورية، ليعيش حياة كريمة.
خذ مثالا بسيطا، ولكنه مهم يبين لك الأخدود الذي يفصل التخمة، والعوز في عالم اليوم، وذلك في مجال الطب، والعلاج. ستجد تطبيق الطب الحديث صعبا إن لم يكن مستحيلا، بسبب غياب أسس مهمة كالنظافة، وشروط بيئة أخرى كثيرة، بكل أسف لا تتواجد في الدول الفقيرة التي في أمسّ الحاجة للانتفاع من التقدم الطبي والصحي، وتجد أدوية كثيرة تصنع في الدول المتقدمة، وهذه الأدوية، والامكانيات الطبية تكون فائدتها قليلة في المجتمعات الفقيرة حيث المقومات غير متوفرة. فمن أبسط متطلبات نجاح الوصفات الطبية نشير إلى المياه النظيفة ولكنها منعدمة في بلدان كثيرة في العالم النامي، بسبب تكلفة الماء وعدم وجود التقنية الفنية لإنتاجه وتخزينه.
وما دام هذا هو واقع العالم، كيف لا تشغلني القضايا الملحة التي تعتمد عليها سلامة المجتمعات وتقدم الشعوب؟ رواياتي، حتى ولو لم يكن أساسها السياسة، إلا أنها تنطلق من صور تتناول القضايا الإنسانية، الألم، والقلق، والفقر، والعوز، والبطالة، والتي سببها فشل سياسات الدول التي تعيش فيها شخصياتي، وفشل السياسات الدولية المبنية على التضاد بين القويّ، والضعيف.
لا أعرف إلى أي مدى وصلت رسالتي، أو إن كنت نجحت في توصيلها، ربما لم تصل بعد، ولكنّ المهم في الأمر طرح القضايا الانسانية المعاصرة في قالب روائي، سأواصل في توظيف الرواية، كي ألقي الضوء على آلام الشعوب، ولو بطريقة ربما لا ترضي ذوق الجميع، ويوما ما تصل الرسالة، لأنها تستند على الحق، وتنشد العدالة.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك