لم تتعلم كيف تتعلم!

عمرو عبد العظيم

استُهل برنامج "خذها قاعدة عام 2013" بهذه العبارة "لم تتعلم كيف تتعلم!" واستكمل د. صلاح الراشد المقدمة بقوله:" لم تتعلم كيف تفهم الحياة! لما ولدت لم تستلم أنت أو من رعاك دليل الاستخدام.. كيف لو توفر لك دليل للعيش الطيب؟ دليل لا يزعم الحقيقة لكن يبين لك كيف تكتشف الحقيقة بنفسك".

 لقد تأثرت كثيرًا بتلك الكلمات وبهذا الموضوع الذي يمثل لنا في مجتمع التعليم معضلة كبيرة لم تتطرق لها البحوث بالشكل الكافي الذي يستخلص لنا طرقًا تفسر للجميع "كيف نتعلم؟" لقد تعلّمنا في مدارسنا صنوف العلوم المختلفة ولم يتبرّع أحد معلمينا يومًا بأن يعلمنا كيف نتعلم أو كيف نستذكر دروسنا بالطريقة الصحيحة كان الشغل الأكبر للحقل التربوي والتعليمي هو تقديم هذا الكم الهائل من المعارف والمعلومات وإكساب المتعلمين العديد من المهارات التي ينشدها المحتوى المقرر. ولقد دعاني ذلك كله إلى تقديم ورقة عمل في هذا الموضوع إلى وزارة التربية والتعليم بالسلطنة، أحببت اليوم أن أُرفدكم بخلاصتها والخطوات التي يمكن للطلاب في مختلف المراحل التعليمية أن يستفيدوا مما طرح فيها، لتكون لبنة بسيطة في حل هذه المشكلة التعليمية والتي يمكن تحديدها في أننا لم نعلم طلابنا كيف يتعلمون، فبعد الاطلاع على العديد من التجارب في مجتمعات التعليم الغربية وجدت أنّها تهتم بهذا الجانب اهتمامًا كبيرًا ويكسبون الطلاب مهارات عملية لطرق ناجحة للمذاكرة والتعلم بفاعلية ومنها ما يلي:

أولاً: طرق تثبيت المعلومة:

السؤال الأهم في هذا المحور هو: كيف تتخلص من مشاكل عدم الحفظ والفهم وتثبيت المعلومات في المذاكرة؟ ولكي تتخلص من ذلك اتبع التعليمات التالية:

أ- الفهم الجيد الذي يجعلك قادرًا على شرح الموضوع بأسلوبك.

ب- التحليل من مختلف الزوايا.. بأن تتخيل نفسك عالماً في هذا الموضوع.

ج- ربط المعلومة مع معلومات أخرى معروفة مسبقاً من نفس المنهج أو غيره أو من حياتك مثل: ربط دراسة معلومات فلكية بما قرأت في القرآن الكريم عن الشمس والقمر والسماء والأرض.

ثانيًا: مهارة الحفظ المتقن:

يتعرّض الكثير من الطلاب للتوتر والارتباك بمجرد اقتراب فترة الامتحانات، ويتعرّضون بسببها لحالةٍ نفسيةٍ سيئةٍ، تؤثر على أدائهم بالامتحانات ومن هنا عليهم اتباع ما يلي:

تعزيز الثقة بالنفس: لأنّها تساعد الطالب على بذل الكثير من الجهد حتى يحقق نجاحًاً أكبر، حتى يثبت لنفسه وللآخرين أفضل ما يمكن القيام به من نجاحاتٍ متعددةٍ.

الحرص على فهم المقروء قبل الحفظ: يجب فهم المقروء فهمًاً صحيحًا، حتى يساعد الذاكرة في استحضار المعلومات، وإلا سيكون من الصعب تذكّر المعلومات دون فهمها.

كتابة المعلومات أثناء الدراسة: حيث إنّ تكرار كتابة الكلمات والمعلومات؛ يساعد في تثبيت المعلومات في الذاكرة؛ وبالتالي تذّكرها بشكل أسرع.

الابتكار: أي استخدام أسلوب جديد في الدراسة؛ مثل العمل على تنظيم الكلمات على شكل شعر أو ما شابه، حيث إنّ ذلك يجعلها سهلة الحفظ والتذكّر.

التقريب وربط المعلومات: من خلال ربط المعلومات بأحداث حصلت فعلياً، أو مواقف مشابهة، أو تقريب الأسماء لأسماءٍ مشابهةٍ لها.

تغيير المكان: يساعد ذلك الذاكرة في استحضار المعلومة وفقاً للمكان الذي قرأت هذه المعلومة في هذا المكان.

ربط المعلومات المتسلسلة بمكان معين: فمثلاً عند القيام بعدة خطواتٍ لموضوعٍ معين؛ تخيل أنّك تريد التنقل من مكانٍ لآخر.

القيام بتجربة خوض الاختبار: من خلال الجلوس واستحضار المعلومات بالذاكرة، ومحاولة صياغة أسئلةٍ، ومن ثم الإجابة عنها، والتصوّر بأنّ هذه الأسئلة هي نفسها أسئلة الاختبار.

ممارسة الرياضة: لما لها من فوائد عظيمة؛ حيث إنّها تساعد على تنشيط الدورة الدموية؛ وبالتالي تنشيط الذاكرة.

التغذية الجيدة: يجب تناول كمياتٍ مناسبةٍ من الغذاء الصحيّ، من الفيتامينات والمعادن وغيرها.

النوم الكافي: يجب أخد الحاجة الكافية من النوم، حتى يعطي العقل الفترة للازمة للراحة، وعدم الإرهاق؛ وبالتالي تلاشي التوتر.

أسأل الله العلي القدير أن تفيد هذه الخطوات المبسطة أبنائنا الطلاب بمختلف مراحل الدراسة على رفع مستوى تحصيلهم وزيادة تفوقهم، وأدعو المعلمين والمربين لتعلّم الطلاب" كيف تتعلم؟".

Amrwow2010@gmail.com